الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

التاريخ الهجري    26 من محرم 1440هـ رقم الإصدار: ح/ت/س/ 1440 / 03
التاريخ الميلادي     السبت, 06 تشرين الأول/أكتوبر 2018 م

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان في المؤتمر الصحفي


لإطلاق حملة الحزب بعنوان (التغيير الحقيقي فرضٌ ووعدٌ)

 


الحمد لله الذي أرسل رسوله بالحق المبين، وأنزل معه منهاجاً، أحال به انحطاط العرب، إلى نهضة، لم يعرف التاريخ لها قريناً، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، رائد التغيير على أساس الدين، ومخرج البشرية من ضلالات الهوى، إلى نور اليقين، وعلى آله وصحبه الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...


أيها الجمع الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،


لا يخفى عليكم الحال الذي وصل إليه السودان؛ من فوضى سياسية، وانهيار اقتصادي، أدى لانفلات الأسعار، وتحكم الدولار، واستشرى الفساد، واستنهر الفتق، وتفاقم الصدع، وصار الناس في وهن وتعب، إضافة إلى عدم الأمن والأمان، داخل عاصمة البلاد... وما حادثة حلق الرؤوس، وجلد الناس في الشوارع، وإنكار الحكومة لتبعية القائمين بهذه الأعمال لأية جهة أمنية، ودمغهم بالمتفلتين، والمجرمين، عنا ببعيدة.


هذا الواقع قد أعيى القائمين على الأمر طوال عقود من الزمان، لأن المعالجات التي يقام بها هي معالجات قائمة على أساس يناقض عقيدة الأمة، وتقوم على أساس فصل الدين عن الحياة، وبالتالي فصلها عن السياسة، وهي عقيدة الرأسمالية الجشعة، التي تمتعت بثروات الأمم المستضعفة، وتفرض عليهم فكرها، وحلولها، مما يفاقم الأزمات، في بلاد كان من المفترض أن تكون قائدة للأمم والشعوب، لما لها من فكر ثاقب، ومعالجات صادقة، قادت بها الأمم والشعوب عندما كانت لها دولة هي دولة الخلافة؛ التي كانت الأولى في عالمها، دولة تنشر الخير والعدل بين الورى.


لقد فشل حكام السودان في علاج مشاكل الناس، لأنهم جمعوا عناصر الفشل، ويمكن إجمالها في الآتي:


1/ جعل الواقع الفاسد مصدراً للمعالجات، بدلاً من أن يكون موضعاً للمعالجات التي تؤخذ من مبدأ الإسلام العظيم.


2/ ضيق أفق الحل بحصره داخل صندوق المعالجات الفاشلة ذاتها، بإعادة تكرار المعالجات الفاشلة نفسها مرات ومرات...


3/ الإخلاص في تنفيذ روشتة صندوق النقد الدولي، من مثل تعويم سعر العملة، ورفع الدعم، وتقليل الإنفاق على التعليم والصحة، وجميع أوجه الرعاية.


4/ التسليم بوصاية الغرب الكافر، وقوامة مؤسساته على سياسات الدولة، والسير في التشريعات والقوانين، وما يسمى بحقوق الإنسان والمرأة، على أساس حضارة الغرب الكافر.


5/ انشغال قيادة الدولة بأجندة الغرب لإرضائه، بدلاً عن حل مشاكل الناس، لذلك فإنهم يبذلون جهوداً في: حل مشكلة الحرب في جنوب السودان، و(محاربة الإرهاب)، وحماية المصالح والرعايا الأمريكان، ومحاربة ما يسمى بالهجرة غير الشرعية، بدلاً عن السعي الجاد لحل مشاكل الرعية.


وخلاصة الأمر، فإن هؤلاء الساسة، أقصى أمانيهم هي رضا أمريكا والغرب عنهم! بدلاً عن إرضاء الله سبحانه وتعالى بإحسان الرعاية التي سوف يسألهم عنها جبار السماوات والأرض.


أما حقيقة المشكلة، فهي التفكير بعيداً عن منهج الله عز وجل، وحصر التفكير داخل صندوق المبدأ الرأسمالي، الذي هو عينه الداء، على طريقة (وداوني بالتي هي الداء)!!


ومن منطلق مسؤوليتنا في حزب التحرير/ ولاية السودان، باعتبارنا حزباً سياسياً ينطلق من مبدأ الإسلام العظيم، جاعلاً العقيدة الإسلامية وحدها هي التي يأخذ منها معالجاته للواقع، ندعو الجميع للعمل معنا من أجل التغيير الصحيح، الذي ينهض بنا، ويعيدنا إلى سابق عهدنا خير أمة أخرجت للناس.


إننا عبر هذا المؤتمر الصحفي، نعلن إطلاق حملة كبرى، للتعريف بالتغيير الحقيقي كيف يكون؟ وما هي الطريقة الشرعية والوسائل والأساليب، التي يقام بها، للوصول إلى هذه الغاية؟ عبر توضيح أحكام الإسلام المتعلقة بالحكم، والسياسة، والاقتصاد، والاجتماع، وغيرها، وقد اخترنا لهذه الحملة عنواناً هو: (التغيير الحقيقي فرضٌ ووعدٌ).


وفرضية التغيير تأتي من أنه واجب علينا أن نُحكم بالإسلام، وأن نعيش حياتنا بأحكام الإسلام وأنظمته، يقول الله عز وجل: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾.


فكل نظام لا يقوم على أساس الإسلام باطل، بل كل حكم، ولو في مسألة واحدة، لا يكون منبثقاً من الإسلام، أو مبنياً عليه فهو ضلال، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ﴾ أما أنه وعدٌ، أي التغيير الحقيقي، فقد وعد الله عباده المؤمنين، الذين يجعلون الإسلام - بأحكامه وأنظمته - مطبقا في واقع حياتهم، وعدهم بالتمكين والاستخلاف في الارض، فقال سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.


إن الحملة التي سيقوم بها حزب التحرير/ ولاية السودان، ستكون بعون الله وتوفيقه على النحو الآتي:


1/ ندوات، ومحاضرات، ومؤتمرات، وأحاديث في المساجد والجامعات، للتعريف بالتغيير الحقيقي، وتحميل الناس المسؤولية في القيام بهذا الواجب الرباني.


2/ توزيع المنشورات والقصاصات، التي فيها أفكار وأحكام لترسيخ مفاهيم الإسلام عن الحياة وأنظمتها، ونبذ ما سواها من أفكار دخيلة، ومفاهيم مغلوطة، مضللة، وذلك في الأماكن العامة والمواقف وغيرها.


3/ وقفات ومسيرات، ترفع فيها اللافتات التي تحتوي على أفكار إسلامية، ومعالجات للواقع السيئ الذي تعيشه الأمة.


4/ رفع لافتات (بنر) في أماكن بارزة، في مداخل ومخارج العاصمة، بمدنها الثلاث، تبشّر بالتغيير الحقيقي المطلوب، وتدعو للعمل له... هذا بالإضافة لأعمال أخرى... وقبل كل هذا وذاك، الاتصال بالناس أفراداً وجماعات، في كل مكان وزمان، وتحميلهم المسؤولية في العمل من أجل التغيير.


وختاماً، يجب أن نثق أن التغيير الحقيقي قادم لا محالة، متى ما وضعت أحكام الإسلام ومعالجاته موضع التطبيق والتنفيذ، لتنظيم الحياة، فهذا هو الذي فعله النبي e في المدينة المنورة، فأحدث عليه الصلاة والسلام تغييراً جذرياً في حياة الإنسانية بفضله شهد ثلث سكان المعمورة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتحولت حياتهم من جاهلية بغيضة، إلى مبدأ الإسلام العظيم، وإنا لنسأل الله العلي القدير، أن يوفقنا جميعا للعمل من أجل مرضاة الله، والقيام بواجب التغيير على أساس الإسلام العظيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 


إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية السودان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر
تلفون: 0912240143- 0912377707
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: spokman_sd@dbzmail.com

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 07 تشرين الأول/أكتوبر 2018م 00:27 تعليق

    بارك الله سعيكم وسدد سهمكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع