- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
تعلم القرآن والخير العميم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه:
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني علقمة بن مرثد: سمعت سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم من تعلم القرآن.
إن في هذا الحديث إشارة إلى طلب تعلم القرآن وحفظه وتلاوته والهدي به، ففي ذلكم الخير العميم، فإن خير ما تعلم المرء القرآن، وخير ما علَّمَ القرآن، فالعالم بالقرآن كالجبال الراسيات، تهون عنده الدنيا ولا يخشى في الله لومة لائم، وهو الذي تحيا به النفوس وتطمئن به القلوب.
أيها المسلمون:
لستم بحاجة إلى دليل يبين لكم أن حياتكم بتمسككم بقرآنكم، وأن ضياعكم وهلاككم بتفريطكم به، ولستم بحاجة إلى دليل يبين لكم أن الكافر المستعمر حارب هذا القرآن منذ أنزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم وما زال، فالواقع ينطق بذلك في الماضي والحاضر، فكلما زاد تمسككم به كلما زاد الكافر فتكا بكم، إلى أن تنتهي المعركة بتخليكم عنه أو بانتصاركم له، فتعلّم القرآن انتصار، وحفظه في الصدور لا على الرفوف انتصار، وجعله مطبقا في واقع الحياة محكما بينكم انتصار، وفي ذلكم خير عظيم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم