- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الخوف من أهوال القيامة دافع للعمل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا:
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "والمراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله، وانتقامه ممَّن يعصيه، والأهوال التي تقع عند النزع، والموت، وفي القبر، ويوم القيامة، ومناسبة كثرة البكاء وقلة الضحك في هذا المقام واضحة، والمراد به التخويف". انتهى قول ابن حجر.
أيها المسلمون:
من البشر من يعيش حياته أسيرا للماضي، ومنهم همّه أن يعيش الحاضر وهم كثير، ومنهم من يعمل لأن يعيش المستقبل، هكذا هم الناس، ولكن كم يلزم الإنسان من الأفكار كي يدرك أنه سيغادر هذه الحياة إلى حياة أخرى؟ وأن هذه الحياة التي يعيش ليست هي الحياة الحقيقية، وأن الآخرة هي الحياة الدائمة الأبدية السرمديّة. لذلك ذُكر يوم القيامة مثلا في القرآن الكريم ما يربو عن الثلاثين مرة، وبأسماء تزلزل العقول والقلوب كالقارعة والواقعة والصاخّة والراجفة والطّامة الكبرى، فيا له من يوم ويا له من موقف! ويا لها من مشاهد تخلع القلوب، من علمها يفزع ويخاف، يبكي ولا يضحك، ويعيش دنياه لينجوَ من هذا الفزع. وهذه هي رسالة الحديث، أن يدخل كل مسلم في حساباته هذا الأمر فيعمل ويجد، فما أمرَّ الواقع الذي نحياه! وكم يحتاج رجالا للتغيير!
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم