- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
سخط الله وسخط الناس
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ الْعُمَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ».(صحيح ابن حبان 275)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث يخبر بخيارين لضبط سلوكنا وتصرفاتنا. إن الناس يسعون لرضوان الناس على حساب غضب الله سبحانه وتعالى، أو إلى رضى الناس برضى الله تعالى، وفي الثاني يحتاج إلى أن يتفق معهم على رضى الله سبحانه وتعالى والرغبة فيه.
أما رضى الله تعالى وسخط الناس، فهذا الأمر حاصل، فالناس لا يجتمعون على شيء واحد، ولا يتفقون على مقياس ثابت كمرجع لهم يعتقدون ويعملون به.
الواجب هو الحرص على رضا الله سبحانه وتعالى بغض النظر عن رضى الناس أو سخطهم، بمعرفة ما يرضي الله عز وجل. وبذلك تتحقق نتيجة يضمنها الله سبحانه وتعالى لمن يسعى إلى مرضاته، بأن يرضى عنه اللهُ عز وجل ويجعل الناس يرضون ويسلمون بحكم الله.
أما من وقع في سخط الله، لا لشيء سوى لتفضيله وتقديمه رضا الناس على رضوان الله، ومعصيته لذلك، فقد استحق سخط الله وسيسخط الله عليه الناس.
هناك لفتة في غاية الأهمية، وهي استخدام الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للفظ "الناس"، ولم يقل المسلمين أو المؤمنين، وهذا دليل على أن هذا الأمر سنة من سنن الله في الكون، لا يستطيع أحد تغييرها أو التحايل عليها، وهذا ما لا بد أنه كائن.
اللهَ نسألُ أن يجعلنا من الذين يرضى عنهم، ويجنبنا ما يسخطه، وأن يؤلف قلوب الناس لما يحب ويرضى، اللهم آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
وسائط
1 تعليق
-
اللهم رضاك والجنة