- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب الاستغفار
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)) رواه البخاري
وفي رواية أخرى
عن أبي بردة قال سمعت الأغر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة". رواه مسلم.
شرح الحديث:
(والله) يحلف رسول الله في بداية الحديث ليؤكد الأمر حتى يبادر الناس إلى الإتيان بالأمر
(إني لأستغفر الله) أي أطلب منه مغفرة تليق بمقامي المبرأ عن كل وصمة ذنب أو مخالفة ولو سهوا وقبل النبوة
(وأتوب إليه) أي أرجع إليه متنقلا من شهود الفرق إلى شهود الجمع
(في اليوم) وهو شرعا ما بين طلوع الفجر وغروب الشمس
(اليوم أكثر من سبعين مرة) لم يحدده الرسول صلى الله عليه وسلم بعدد مخصوص لما علمت أن موجب الاستغفار والتوبة اللائقين به لا ينحصر ولأنهما يتكرران بحسب الشهود والترقي ثم إن في هذا تحريض للأمة على التوبة والاستغفار فإنه صلى الله عليه وسلم مع كونه معصوما وكونه خير الخلائق يستغفر ويتوب سبعين مرة واستغفاره صلى الله عليه وسلم ليس من الذنب بل من اعتقاده أن نفسه قاصرة في العبودية عما يليق بحضرة ذي الجلال والإكرام.
وقد جاء في الأثر:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: «أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب واعمل ما شئت فقد غفرت لك»
ومما جاء في القرآن الكريم بفضل الاستغفار وحكمه:
قوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً}، وفي هذه الآية الكريمة قال الشنقيطي رحمه الله إنها تدل على أن الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى من الذنوب سبب لأن يمتع الله من فعل ذلك متاعاً حسناً إلى أجل مسمى؛ لأنه رتب ذلك على الاستغفار والتوبة ترتيب الجزاء على شرطه.
وفي قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} قال الإمام ابن كثير رحمه الله: أي: ارجعوا إليه وارجعوا عما أنتم فيه وتوبوا إليه من قريب، فإنه من تاب إليه تاب عليه، ولو كانت ذنوبه مهما كانت في الكفر والشرك, ولهذا قال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}.
أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.