- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
كل أمر المسلم خير
عن صهيب قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ، إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ، إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ» رواهُ مُسْلِمٌ.
المعنى الإجمالي:
المعنى أنَّ المؤمنَ الكاملَ في الحالَينِ عَلَى خَيرٍ هُوَ عِنْدَ اللهِ،إِنْ أصَابتهُ نِعْمَةٌ بَسْطٌ وَرَخَاءٌ في الرِّزْقِ وغيرِ ذلكَ يَشْكُرُ اللهَ. ومَعْنَى الشكْرِ هو أنْ يَصْرِفَ الإِنسَانُ النعَمَ التي أعْطَاهُ اللهُ فيمَا يحبُّ اللهُ ليسَ فيمَا حَرَّمَ اللهُ، وليسَ الشكرُ مجرد أنْ يفرحَ الإنسانُ بالنعَمِ التي يَنَالُها ويقولَ إذا فَرِحَ الحمْدُ للهِ والشكرُ للهِ، لا يكونُ العبدُ بهَذا شَاكرًا للهِ. وإنْ أصَابَتهُ ضَرَّاءٌ (أيْ بليةٌ ومُصِيبةٌ) يصْبرُ ولا يَتسَخّطُ عَلى ربِّه، بلْ يَرْضَى بقَضَاءِ ربِّه، فيكونُ لهُ أجْرٌ بهذِهِ المصيبةِ.
ونحن في حياتنا في امتحان من الله سبحانه وتعالى، ونحن في أمس الحاجة لأن نستذكر هذا الحديث الشريف عند كل بلاء أو مكروه يحل بنا، فالله سبحانه وتعالى هنا يثبتنا، وكلنا أمل أن المستقبل أفضل. فما نحتاجه هو أن نقوي إيماننا عند أنفسنا، ونستحضر الآيات الكريمة التي تثبّتنا على الإيمان، ومنها قوله تعالى:
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)، ونستحضر الآيات التي تبشّر بالفرج بعد الضيق، مثل قوله تعالى: (إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً)، واليسر إن شاء الله قادم قريبًا بإذن الله بعد هذا العسر الذي تعاني منه الأمة الإسلامية، ونحسن الظن بالله.