- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب".
حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة، أنه سمع الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش رضي الله عنهن أنها قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمرا وجهه يقول "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه"، وعقد سفيان تسعين أو مائة قيل أنهلك وفينا الصالحون؟ قال "نعم إذا كثر الخبث".
قال القرطبي بعد أن ساق هذا الحديث: "ففي هذا الحديث تعذيب العامة بذنوب الخاصة، وفيه استحقاق العقوبة بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكما قيل: فالفتنة إذا عملت هلك الكل، وذلك عند ظهور المعاصي، وانتشار المنكر وعدم التغيير".
أيها المسلمون:
من هنا البداية، من هنا يبدأ التفكر، ما الواجب الملقى على عاتقي؟ أتراني ناجٍ يوم القيامة إن تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أتراني ناجٍ من عقوبة الله في الدنيا إن تركت أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر؟
لا والله، بل الله سائلنا ومحاسبنا، والعقاب سيطول كل مقصر، ولا يقولنَّ أحد ليس الذنب ذنبي فأنا ملتزم بأمر الله، فما دمت مسلما تعيش بين المسلمين تتحمل جزءً من المسؤولية في تغيير هذا المنكر. نعم، في هذا الحديث تعذيب العامة بذنوب الخاصة، ويل للعرب وللمسلمين من شر قد اقترب، وأي شر أعظم من الشر الذي نعيش فيه اليوم؟ أي شر أعظم من شر حكام المسلمين الذين خانوا الأمة وتاجروا بها؟! إنه الشر والبلاء المبين، وقد ثبت في "الصحيحين" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "إذا أنزل الله بقوم عذاباً، أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم"، فالعذاب في الدنيا مشترك، أما في الآخرة فالحساب يكون بحسب الأعمال والنيات. بقي أن نقول أن خير من يأمر بمعروف وينهى عن منكر هي دولة الإسلام القادمة قريبا بإذن الله، فهي من سيصنع المعروف صناعة ومن سيقتلع المنكر قلعا.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم