- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
كيف الأمر إذا لم تكن جماعة
حياكم الله معنا أحبتنا الكرام، نكون وإياكم وبرنامجكم مع الحديث الشريف ونبدأ حلقتنا بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا قَالَ هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ
أحبتنا الكرام: ها نحن نعيش في الشر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ها نحن وأناس من جلدتنا يتكلمون بلساننا، يدفعوننا للضلال الذي يودي بنا لأبواب جهنم أعاذنا الله وإياكم منها.
نرى من يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحله، يشرعون من دون الله ويسنون قوانين كفر تناقض ديننا الذي آمنا به، ولولا مخافة الرأي العام لطلبوا منا أن ندين بدين أسيادهم ومن يتبعون من الكفار صراحة.
فما السبيل إلى النجاة في هكذا حال؟ وكيف ننقذ أنفسنا من هلاك محتم لو اتبعنا هؤلاء المضلين؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث إن لم يكن للمسلمين جماعة ولا إمام على أحدنا أن يترك تلك الفرق كلها ولو أن يعض على أصل شجرة وهنا يقصد الفرق الضالة، الساعية لهلاكنا، ونحن بلا إمام يحكمنا بكتاب الله. لكن هناك جماعات تدعو لدين الله، منهم من اهتدى لطريقة رسول صلى الله عليه وسلم ومنهم من رأى الخلاص بغير طريقة رسول الله، ونحن كوننا مسلمين علينا أن نفند هذه الجماعات لنعلم أيها يعمل لتطبيق دين الله كما أمر، لنكون معهم ونعمل على إعادة دين الله في الأرض، قبل أن يصل بنا الحال ولا نجد جماعة تدعو للإسلام ونضطر أن نعض على أصل الشجر بعد أن لا يكون إلا الفرق الضالة.
مستمعينا الكرام: علينا أن نعلم أن المرء لا يُعذر بالجهل بأحكام دينه فالله ميزنا عن باقي مخلوقاته بالعقل، لنميز الخبيث من الطيب، الهدى من الضلال، الخير من الشر، لنعلم أحكام الله ما أوجب علينا وما حرم، ما ندب وما كره، فقوموا وأَعْمِلوا عقولكم، وتعلموا دينكم لتنهضوا بأمتكم على أساس هذا الدين، قوموا واعملوا مع الجماعة الداعية لدين الله المخلصة، لِتُخَلِصوا البشرية من الفرق الضالة ومن أولئك الذين يتحدثون بلساننا ويريدون سحبنا لما فيه هلاكنا.
مستمعينا الكرام وصلنا وإياكم لنهاية حلقتنا لهذا اليوم، نشكر لكم حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته