الجمعة، 17 شوال 1445هـ| 2024/04/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - باب الدين يسر وقول النبي صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الحديث الشريف

باب الدين يسر وقول النبي صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

     جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب الدين يسر وقول النبي صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة".

 

   حدثنا عبد السلام بن مطهر قال: حدثنا عمر بن علي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدينَ أحدٌ إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة".

   ينهى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن التشدد في الدين، بأن يحمِّل الإنسان نفسه من العبادة ما لا يحتمله، وهذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "لن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه" أي أن الدين لا يؤخذ بالمغالبة، فمن شاد الدين غلبه وقطعه. تماما كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح، وقد جاء في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تُبَغِّض إلى نفسك عبادة الله؛ فإن المُنْبَتَّ لا سفرا قطع، ولا ظهرا أبقى".

 

أيها المسلمون:

 

   إن بعض المسلمين اليوم يحملون هذا الحديث على غير الوجه الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم، بل ويذهبون إلى أبعد من المشادة في الدين، يذهبون إلى ترك الفرض أو تأجيله، فمنذ متى كانت أحكام الله تطبق بالتقسيط؟ وهل أمرنا رسولنا أن نترك الفرض كي لا يغلبنا الدين؟ لا والله بل بين لنا كيف نتعامل مع الدين؟ بين لنا ذلك كي لا ننهزم ونترك أحكامه، ولم يأمرنا بترك هذه الأحكام أو تأجيلها، فلا يقبل من مسلم مثلا أن يصلي يوما بعد يوم لأن الدين يسر، ولا يقبل من مسلم الرضوخ لهذا الواقع الفاسد الذي  تحياه الأمة اليوم لأن الدين يسر، ولا يقبل من مسلم يرى ما يجري للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من قتل وسحق ومحق ويبقى صامتا لأن الدين يسر، ولا يقبل من مسلم يعيش بين المسلمين ولا يعمل لإعادة الخلافة لأن الدين يسر، بل على العكس تماما، نزلت آيات تدعو للعمل بشكل واضح وصريح رابطة العمل بالتغيير والنصر، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

 

  اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

آخر تعديل علىالخميس, 12 كانون الأول/ديسمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع