- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
السكوت عن المنكر ليس من الحياء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ». رواه البخاري برقم 9.
أيّها الأحبة الكرام:
على الرغم من أن الحياء شعبة من شعبة الإيمان إلا أنه أهم خصال الإيمان، ذلك أن الحياء يمنع النفس عن إتيان الفعل القبيح، بل هو الدافع لكثير من صفات الخير، وهو أيضا المانع للكثير من مزالق الشر. إلا أن الحياء لا يعني بحال من الأحوال الخجل من قول الحق أو فعل الخير، فلا يجوز لمسلم أن لا يأمر بمعروف أو أن لا ينهى عن منكر خجلا من الناس، فهذا ليس بحياء، بل هو عجز وضعف ومهابة، لأن الحياء هنا يكون في غير موضعه.
أيها المسلمون:
ولذلك نقول: على كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هذه الأيام، أن يتلبس بموقف واضح وصريح أمام ربه أولا، وأمام الناس والواقع المعاش ثانيا، بأن يقول في الله ما يلزم أن يقول ولا يخشى فيه لومة لائم، فيعلن عن رفضه لكل المنكرات، ولكل المؤامرات التي تحاك في السر والعلن، وأن لا يسلّم أمره لحاكم أو منافق، وأن لا يسكت عن المنكر الأكبر ألا وهو منكر وجود حكام يحكمون بغير ما أنزل الله، بدساتير الغرب الكافر، فكل سكوت عن ذلك وغيره ليس من الحياء في شيء، بل هو الضعف والهوان والاستسلام.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم