الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل ستحل الصين مكان أمريكا كدولة أولى في العالم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل ستحل الصين مكان أمريكا كدولة أولى في العالم؟

 

 

الخبر:

 

تناقلت بعض وسائل الإعلام مؤخرا خبر عزم الصين زيادة ميزانيتها العسكرية بنسبة 20%، والتي تعد النسبة الأعلى منذ عام 2007.

 

التعليق:

 

يستنتج البعض من مثل هذه الأخبار أن الصين تتهيأ لتصبح دولة عظمى قريبا تحل محل أمريكا التي يلحظ الجميع تقهقرها الاقتصادي والعسكري والسياسي...

 

صحيح أن اقتصاد الصين يعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وصحيح أن مصالحها التجارية وصلت إلى دول مثل السودان والصومال، وصحيح أن الصين تمتلك قوة عسكرية تنافس بها روسيا على المرتبة الثانية عالميا، وصحيح أن الصين قفزت قفزات نوعية في التكنولوجيا العسكرية حتى وصلت إلى تجربة إسقاط القمر الصناعي عن طريق الصواريخ، إلا أن ذلك لا يؤهل الصين لتصبح دولة عظمى تحل محل أمريكا كدولة أولى في العالم، حيث إن هناك عوائق حقيقية تحول دون ذلك، منها:

 

أولا: أن الصين لا تمتلك رسالة عالمية. فهي تفتقر للمبدأ الذي هو أحد أهم عناصر قوة الدول. فمن يريد أن يتربع على مركز الدولة الأولى في العالم، لا بد أن يمتلك الدافع الذي يؤهله أن يتحمل هذه المسؤولية، وأن يمتلك رسالة عالمية جذابة تقدم حلولا للمشاكل العالمية المعاصرة كأن تقدم بديلا للبنك الدولي أو هيئة الأمم المتحدة. والمال والسلاح لا يصلحان لتقديم ذلك، فالاتحاد السوفيتي قد انهار رغم امتلاكه ترسانة عسكرية لا يستهان بها، والشرق الأوسط يعد عالماً ثالثاً رغم أنه غني بالثروات وعلى رأسها النفط.

 

ثانيا: أن اقتصاد الصين مرهون بمصير أمريكا، فإذا ما انهارت أمريكا، فإن الصين ستخسر كثيرا من حيث الصادرات وتخسر ما تملك من ديون لدى الخزانة الأمريكية والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات.

 

ثالثا: أن الصين تمتلك قوة عسكرية غير مجربة كون أن شعب الصين بطبيعته انعزالي. فقد بقي المجتمع الصيني مجتمعا محافظا ومنغلقا على نفسه وعلى حضارته وقيمه القائمة على الكونفوشيوسية. ومعلوم أن من يريد أن ينتزع مكانة دولية مرموقة لا بد أن يتصادم مع غيره من الدول. فمشكلة صغيرة بالنسبة للصين مثل مشكلة تايوان وهي على أعتاب بيتها، بل وتعتبرها الصين إقليماً انفصالياً متمرداً، لم تستطع حتى اليوم حل هذه المشكلة.

 

رابعا: أن الصين لا تتحكم بمصادر الطاقة. ونستذكر هنا تعليق جورج كينان مهندس سياسة الاحتواء في سنوات الحرب الباردة، حيث قال بأنه بإمكان اليابان إطلاق يدها في التصنيع كيفما تشاء، ما دامت صمامات النفط اللازمة لهذه الصناعات تحت السيطرة الأمريكية. وأقول، إن الشيء نفسه ينطبق على الصين، فهي لا تسيطر على حقول النفط وتفتقر إلى العملاء في الشرق الأوسط لتمكينها من ذلك، حيث أصبح من شبه المسلَّم به أن من يتحكم بالشرق الأوسط، يتحكم بالعالم أجمع.

 

إن الناظر ببصيرة إلى الموقف الدولي يدرك بأنه قد حان بزوغ فجر الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وهي المرشح الحقيقي لتحل محل أمريكا كدولة أولى في العالم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

غسان الكسواني – بيت المقدس

آخر تعديل علىالثلاثاء, 08 آذار/مارس 2016

وسائط

2 تعليقات

  • khadija
    khadija الثلاثاء، 08 آذار/مارس 2016م 11:33 تعليق

    موعدنا مع فجر الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة إن شاء الله

  • إبتهال
    إبتهال الثلاثاء، 08 آذار/مارس 2016م 09:56 تعليق

    بارك الله فيكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع