- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا فرعون هذا الزمان، والخلافة على منهاج النبوة مُغرقتُها
الخبر:
أعلن دبلوماسي أمريكي، الأحد، أن وزير الخارجية جون كيري لن يقدم اعتذارات باسم الولايات المتحدة عن القنبلة النووية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية عام 1945. ومن المقرر أن يزور كيري الاثنين متحف السلام في هيروشيما، على هامش مشاركته في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في المدينة التي وصلها السبت. وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية ردا على أسئلة الصحافيين: "إذا كنتم تسألونني ما إذا كان وزير الخارجية جاء إلى هيروشيما لتقديم اعتذاراته، فالجواب هو كلا". وأضاف: "إذا كنتم تسألونني ما إذا كان وزير الخارجية، وجميع الأمريكيين واليابانيين يملؤهم الحزن بسبب المأساة التي عاشها كثير من إخواننا في المواطنة، فالجواب نعم"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".
التعليق:
نحن نعلم أن قنبلة هيروشيما التي ألقيت إبان الحرب العالمية الثانية، والتي قتلت 140 ألف شخص، قد قلبت موازين القوى في ذلك الوقت، حيث برزت أمريكا بعدها كأول دولة تستخدم قنبلة نووية ضد البشر، ولم تقدم الولايات المتحدة حتى يومنا هذا اعتذارا عن تلك القنبلة.
وبعد ثلاثة أيام من قنبلة هيروشيما، ألقت الولايات قنبلة نووية أخرى على مدينة ناكازاكي، التي أدت إلى مقتل 74 ألف شخص، وهذا يعني مقتل أكثر من 214 ألف شخص في غضون أربعة أيام، دون أن تهتز شعرة في إنسانية الولايات المتحدة!
إنه من المعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بعقد قمة نووية الأسبوع الماضي، التي أثبتت أن الولايات المتحدة هي صاحبة القرار الأول والأخير في القوة النووية في العالم، وهي التي تتحكم بها وتضبطها كما تحب وترضى.
غريب أمر هؤلاء البشر؛ كيف أنهم هم من بدأوا بصناعة هذا السلاح المدمر، ثم وضعوا أنفسهم أوصياء عليه! والأغرب هو جرأة، بل وقاحة سياسييهم الذين يظنون أن أفعالهم التي لا يزال أثرها شاهدا عليها حتى هذا اليوم في اليابان، تمحوها كلمة مواساة!
إن أمريكا اليوم، وقبل سبعين سنة، هي نفسها التي كانت قبل مائتي سنة، حيث إن تاريخها حافل بالجرائم منذ تأسيسها. فمن ملايين الهنود الحمر الذين أبادتهم وقضت عليهم من أجل الاستيلاء على ممتلكاتهم وأرضهم، إلى الحروب التي أوقدتها بعدها، وسميت الحرب المدنية، والتي كانت أشد ضراوة، من تلك الإبادة. ولم يتوقف الأمر على هذا، بل انتقلت أمريكا إلى حرب أخرى أشد فتكا بالضعفاء في فيتنام، قتل فيها مئات الآلاف من الفيتناميين؛ لا لشيء سوى لتنفيذ سياسة التحجيم والصراع على النفوذ السياسي بين المبدأ الرأسمالي والمبدأ الشيوعي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل انتقلت أمريكا إلى حروب كثيرة هنا وهناك، ليست آخرها حربها المكذوبة التي راح ضحيتها الضعفاء من أهلنا في أفغانستان والعراق، التي قضت على الملايين بالسلاح الأمريكي. وآخرها حربها بالوكالة من قبل روسيا في سوريا، ودعمها لعميلها الأسد في جرائمه ضد الإنسانية.
فلا ريب بعد هذه الجرائم وغيرها أن يقف سياسي كبير في البيت الأبيض ويتبجح ويقول لن نعتذر لأحد عن أية جريمة مهما سميت إنسانية أم مبدئية أم عرقية، فنحن فرعون هذا الزمان ونحن نريكم ما نرى ونسمعكم ما نحب!
وكيف لا؟ فهذه أمريكا، أم الإرهاب وصانعته، وهي من قامت بكل أنواع الإجرام ضد البشرية، ولم تترك شيئا يقشعر له البدن إلا وفعلته، بل وأثخنت فيه.
إن الأمر جد لا هزلاً، ولا يستلزم إعادة التفكير، وكما كانت آخرة فرعون بغرقه وجعله آية للناس، يجب أن تصبح أمريكا عبرة لكل من بعدها، وأن تحاسَب على أفعالها منذ أن نشأت، ولن يكون هذا بالدعاء دون العمل، ولا بالكلام من غير الأفعال. بل يجب أن يقف المارد في وجهها ويضعها في حجمها الطبيعي، وينزلها منزل فرعون عندما طغى وتجبر. وهذه القوه والمارد هي الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهي منها خائفة، ونحن لها عاملون، وبها سوف نعيد الأمور إلى نصابها. فالله نسأل أن تكون في القريب العاجل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح - أمريكا
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
جزاكم الله عن المسلمين كل خير وسدد خطاكم وحقق الله مبتغاكم انه سميع مجيب