- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
توحيد صيام المسلمين واجب يا أيها المؤتمرون في اسطنبول!!
الخبر:
انطلقت يوم السبت 2016/05/28 في مدينة إسطنبول التركية أعمال مؤتمر "توحيد الشهور القمرية والتقويم الهجري الدولي 2016"، ويهدف المؤتمر الذي تستمر أعماله إلى يوم الاثنين؛ حسب القائمين عليه إلى معالجة موضوع التقويم الهجري في العالم الإسلامي.
ويشارك فيه فقهاء وفلكيون من أكثر من ستين دولة، وكان الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد صرّح في افتتاح المؤتمر أن المجتمعين يسعون لتوحيد التقويم الهجري بحيث يصوم المسلمون في يوم واحد ويفطرون في يوم واحد، وأنّ ذلك تحول دونه عقبات علمية وعملية. ودعا من موقعه علماء الفلك إلى مساعدة علماء الشريعة لتوحيد المسلمين فيما يخص التقويم الهجري، مشددا على أن "الشرع مع الفلك، ولا يوجد دين حثّ على العلم مثل الدين الإسلامي"!! وتترأس المؤتمر الشؤون الدينية التركية بالتعاون مع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة بالإمارات العربية المتحدة، ومركز قنديللي التابع لجامعة البوسفور والمجلس الأوروبي للإفتاء.
التعليق:
إنّ من يسمع بموضوع المؤتمر؛ ونحن على أبواب رمضان الفضيل؛ ليتبادر إلى ذهنه بادئ الأمر سعي المؤتمرين لإرجاع الأمور لنصابها وإعادة الأمر إلى أصله أي؛ توحيد صوم الأمة الإسلامية الواحدة وإثبات التقويم الهجري بالرؤية التي تُجزئ فيها شهادة مسلم واحد. ولكن المدقق في حقيقة الأمر يدرك أنه حق يُلبّس بباطل لا يرضي الله عزّ وجلّ.
إنّ ما تعيشه البلاد الإسلامية من تفرق واختلاف في موعد بدء الصوم والفطر مرده كما يعلم الجميع سياسي بحت؛ وإن كانت هناك أصوات تتعلل باختلاف المطالع؛ فكلنا ندرك تنكب الحكام عن العودة للحكم الشرعي؛ فضلا عن الالتزام به؛ وقيام مفتيهم بتفصيل الفتاوى على مقياس مصالحهم.
فمن مظاهر وحدة المسلمين القوية التي تحطم الحدود المصطنعة التي يحرسها الرويبضات شعائر الإسلام العظيمة من صيام رمضان وحج البيت وغيرهما؛ لذلك لطالما سعى الحكام وجنودهم لطمسها متعللين باختلاف المذاهب والأمكنة والأزمنة.
إنّ القول الراجح في موضوع الاختلاف في إثبات الأهلة هو أنّ على المسلمين الصيام في يوم واحد امتثالا لقول رسولنا الأكرم e «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُبّيَ عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين» وإلى هذا ذهب جمهور علماء المسلمين ومن كافّة المذاهب الإسلامية منذ عهد رسول الله e إلى يومنا هذا.
وأما الرأي القائل باعتبار اختلاف المطالع، فإنه لا يجوز بحال أن يُستخدم لربط رؤية الهلال بالحدود السياسية التي رسمها الكفار بين المسلمين اليوم.
إنّ الرؤية المعتبرة في تحديد بدء الصيام هي الرؤية البصرية فقط، ولا اعتبار للحسابات الفلكية إذا لم تثبت الرؤية بالعين البصرية، إذ لا قيمة شرعية لها وبالتالي فالدعاوى التي طرحت في المؤتمر لتضافر جهود الفلكيين والفقهاء دعاوى باطلة؛ بل الواجب على المؤتمرين الدعوة إلى توحيد الصوم وتوحيد الإفطار باعتبار ذلك واجبا؛ فهو الحكم الشرعي الراجح المفروض علينا باعتبارنا أمة واحدة فرض عليها ربها صوما واحدا. كما أنه من الواجب عليهم أيضا بيان الحق للناس. وإنّ العقبات الوحيدة التي تقف في وجه ذلك هي عقبات سياسية تتمثل في الحكام المتنكبين عن شرع الله والذين علينا خلعهم لنعود لأصلنا فنتوحد تحت راية واحدة وإمام واحد.
إنّ مؤتمر اسطنبول هذا للأسف هو حلقة من حلقات المسلسل تركيا الذي يلبس على المسلمين الحق بالباطل؛ ويصرفهم عن بحث الأمور مباحثها الصحيحة والوصول لحلولها الشرعية إمعانا في التضليل. إنه لحريّ بكل مسلم أن يتسلح بالوعي والفطنة ليرى الأمور على حقيقتها فيعي الدور الخبيث الذي يلعبه حكام تركيا العلمانيون اليوم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وسدد الله خطاكم
-
بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .