الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بل وضع الإسلام للمسلمين نظام حكم وألزمهم به وجعله ضمانة استقرار دولته

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بل وضع الإسلام للمسلمين نظام حكم وألزمهم به وجعله ضمانة استقرار دولته

 

 

 

الخبر:

 

نقل موقع المختصر على شبكة الإنترنت الأربعاء في 2016/6/11م، محاضرة وزير الأوقاف المصري في قصر محمد بن زايد ولي عهد الإمارات، تحت عنوان "حماية المجتمع من التطرف"، وقدم المحاضرة على ثلاثة محاور هي: تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة وغلق منافذ التطرف ومتابعة منع المتطرفين من الدعوة، والإفتاء وتفنيد شبهات المتطرفين وكشف أغراضهم وسوء أفعالهم، ودعا المؤسسات الدينية والدعوية والتربوية إلى التخلص ممن يعملون فيها من أصحاب هذا الفكر المنحرف المتطرف وإبعادهم منها... مؤكدا أن القضايا الوطنية تعني كل ما يحافظ على أمن الوطن ووحدته وتماسكه واستقراره، وفند ما يقوله هؤلاء بشأن نظام الحكم في الإسلام أو الخلافة، مؤكدا أن الإسلام لم يفرض نظاما معينا أو قالبا واحدا جامدا للحكم وإنما قدم أسسا عامة مثل إقامة العدل بين الناس ومنع الفساد والعمل على تحقيق مصالح الناس من مسكن وصحة وتعليم، وتمكينهم من إقامة شعائر الدين، واصفا كل ذلك بالحكم الرشيد، وأكد أن الأسماء والمسميات لا تغير الواقع وأن الإسلام لم يضع نظاما ثابتا وجامدا يلتزم به المسلمون، وأن استقرار الدولة ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.

 

التعليق:

 

عجيب أمر علماء السلاطين المتفيقهين، علمهم كله يدور في فلك السلطان؛ فنرى كل فتاواهم لا تخرج عن تمجيدهم والحفاظ على عروشهم وتمكينهم من رقاب العباد وخيرات البلاد، لا حياء لديهم من رب سيسألهم عن دينهم وعلمهم، باعوا دينهم بدنيا هؤلاء الحكام.

 

الوزير المصري والذي أتى كجزء من نظام يعلن صراحة ولاءه لأمريكا وحرصه على مصالحها وحمايته لكيان يهود، يأتينا اليوم في ثياب الواعظين مستلا سيفه ومتابعا سادته في حربهم على الإسلام وأهله محاولا إيهام الناس أن من يدعون للخلافة وتحكيم الإسلام غير مؤهلين، أي أنهم لم يحصلوا على ترخيص من سيادته أو من رفيق دربه شيخ الأزهر، وكأن العمل لله ومع الله وحمل الإسلام ودعوته يحتاج إلى تصريح من زمرة الخونة المتاجرين بدينهم وبائعي قضايا أمتهم، اعلموا أنكم لن تمنعونا من حمل الدعوة الإسلامية ولن تمنعونا من خطاب الأمة وسنظل غصة في حلوقكم نفضحكم أمام الأمة، وسنظل ندعو الأمة لتستأنف حياتها الإسلامية من خلال الخلافة على منهاج النبوة التي ادعيتَ كذبا أنها ليست فرضا وأن الإسلام لم يفرض نظاما معينا أو قالبا واحدا جامدا للحكم، نعم سنظل نحمل الدعوة لإقامتها لأن إقامتها ليست مجرد فرض، بل هي تاج الفروض وبها يطبق الإسلام في الداخل ويحمل للخارج، وبها وحدها تتحقق الأسس التي تتكلم عنها؛ فلا عدل بين الناس إلا في ظلها ولا يمنع الفساد إلا وجودها ولا يحقق مصالح الناس ويوفر لهم الأمن والتعليم والرعاية الصحية ولا يضمن لهم مساكنهم وأرزاقهم إلا أن ينعموا بظلها.

 

أيها المسلمون عامة وأهل الكنانة خاصة: إن هؤلاء ليسوا علماء بل مسوخ ألبسوها الجبب والعمائم يريدون أن يوهموكم أن الإسلام ليس فيه ما يصلح حالكم وأنكم يجب أن تلجأوا لسادتهم في الغرب ليقرروا لكم كيف تكون حياتكم، لا يريدونكم أن تخرجوا من بوتقة التبعية والخضوع والذل والعبودية، هؤلاء الذين أخبر عنهم نبينا r «دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها»، فلا تسمعوا لهم بل اسمعوا من إخوانكم في حزب التحرير فما كذبوكم يوما ولن يفعلوا، وإنهم لأحرص عليكم من الأم بوليدها وهم لكم رائد والرائد لا يكذب أهله.

 

يا أهل الكنانة: لقد حكم الإسلام بنظامه ومنهجه زهاء ثلاثة عشر قرنا من الزمان فملأ الدنيا بنوره وعدله وقسطه وشهد القاصي والداني والعدو قبل الصديق بعدل الإسلام وعدل حكامه، خلال تلك الفترة من تاريخ أمتكم التليد كانت دولة الإسلام واحدة لا فرق فيها بين عربي وعجمي أو أبيض وأسود، كانت قوانين الدولة يخضع لها الحكام والمحكومون على حد سواء، ليس لمجرد كونها قوانين ولكن لكونها أحكاماً شرعية أتت بوحي من الله يلتزم بها الراعي والرعية، ولم يكن فيها حكم واحد من غير الإسلام، ولن نضرب مثالا من عدل عمر رضي الله عنه ولن نتكلم عن ابن القبطي بل سنتكلم عن السلطان الفاتح الذي دك أسوار القسطنطينية ووقوفه أمام القاضي مع مهندس رومي قطع يده وكيف أمر القاضي بقطع يد السلطان إلا أن الرومي تنازل طمعا في الدية والتي جعلها القاضي 10 قطع نقدية في اليوم باقي عمره، وواقعة مدينة سمرقند وخروج جيش المسلمين منها نزولا على حكم القاضي تشهد للإسلام وعدله، فدولة الإسلام دولة عدل يخشاها الفساد والمفسدون لأنها تخضع لأحكام الله لا لأهواء البشر، ولا يعيبها أبدا ما حدث في فترات منها من إساءة لتطبيق الإسلام، فلم ولن يستوي أبدا إساءة تطبيق الإسلام مع إحسان تطبيق غيره من النظم؛ لأن تطبيق غيره من النظم هو الظلم بعينه مهما أحسنوا التطبيق.

 

يا أهل الكنانة: إن الإسلام بنظامه الذي سماه لنا خلافة على منهاج النبوة هو ضمانة تحقيق ما تطمحون إليه من تغيير ليس للكنانة وحدها بل للأمة كلها، فلن تنعتق البلاد من التبعية للغرب ولن تخلع أذنابه القابعين على عروشها ما لم تحمل هذا النظام البديل لأنظمته المهترئة التي ترسخ لبقائه مهيمنا ناهبا لثروات الأمة، وحزب التحرير لكم ناصح أمين يحمل هذا النظام ويسعى بينكم ومعكم لتحقيقه، فتكون ثورتكم مبدئية تحمل الإسلام وتسعى لكي يصبح واقعا عمليا مطبقا فلا يجرؤ المسوخ على حرفها عن غايتها ولا على سرقة دماء شهدائها كما حدث في السابق، فلا عز لكم ولا كرامة إلا بهذا، ولن تنجح ثورتكم وتحقق كل ما خرجتم من أجله إلا بحمل الإسلام ونظامه، ولن تروا عيشا كريما إلا بتحقيقه، والبذل في سبيله، فالصراع بينكم وبين الغرب حينها سيكون داميا فلا تجزعوا، فما ترجونه يستحق ما يبذل في سبيله وأكثر، وفوق ذلك فربكم لكم ناصر ومعين وتنتظركم الجنة ونعيمها المقيم فيا نعم البيع وما أربحها من تجارة حين تكون مع الله.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عبد الله عبد الرحمن

 

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالثلاثاء, 21 حزيران/يونيو 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الثلاثاء، 21 حزيران/يونيو 2016م 12:16 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الثلاثاء، 21 حزيران/يونيو 2016م 08:16 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع