- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حلب أكبر منكم
الخبر:
قال نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي أندريه كليموف، في حديث أدلى به إلى الصحيفة، إن نجاح قوات الحكومة السورية والقوة الجو- فضائية الروسية في حلب لا يعني نهاية محاربة (الإرهاب). وأضاف: سوف تستمر محاربة (الإرهاب) حتى القضاء عليه تماما.
التعليق:
أولا: إن الغرب الكافر وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية أدرك بما لا يدع مجالا للشك طبيعة الثورة الشامية، وقد محّصت تلك الشعارات التي انطلقت منها واستشرفت بخيالها الخلاّق مآلات نجاحها وماذا تعني واقعاً وحاضراً ومستقبلاً ليست على نفوذها ومصالحها فقط وإنما على العالم، لذا وبعد إدراك حقيقة هذه الثورة قررت أمريكا أن تحافظ على نظامها العميل الخائن في الشام والعمل على عدم انتصار الثورة وسارت بمراحل متعددة في محاولة وأدها قبل أن تحقق نصرا يُذكر لها، فجاءت بالأخضر والأسود الإبراهيمي والهيئات والتنسيقيات وربطت بعض الثوار بالمال السياسي القذر وأحاطت الثورة بجدار أسوأ من جدار برلين لتمنع امتداد الثورة خارجياً وتمنع التواصل معها ونصرتها من بقية الأمة الإسلامية ووقفت على حدودها بكل أجهزتها وقوتها في غرف الموك التي أنشأتها في دول الجوار.
ثانيا: في غزوة أُحُد شاء الله أن يمتحن عباده المؤمنين، ليميز الصادقين من المنافقين، فحدث فيها ما حدث للرسول rومن معه من الصحابة الكرام، من أحداث وآلام، وتحول النصر إلى هزيمة...
وفي ذلك تأكيد لسنة الله في الصراع بين الإيمان والكفر، والحق والباطل... فقد جرت سنة الله في رسله وأتباعهم أن تكون الحرب سجالاً بينهم وبين أعدائهم، ثم تكون لهم العاقبة في النهاية، ولئن انتصر الباطل يوماً وكانت له صولات وجولات، إلا أن العاقبة للمتقين، والغلبة للمؤمنين، تلك هي سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلا...
يقول البراء بن عازب رضي الله عنه: (لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي rجيشا من الرُّماة، وأمَّرَ عليهم عبد الله بنَ جُبَير وقال: لا تبرحوا، فإن رأيتمونا ظَهَرنا (انتصرنا) عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تُعِينونا، فلما لقِينا هَرَبُوا، حتى رأيتُ النساءَ يَشْتَدِدْنَ (يعدون) في الجَبَل، رفعن عن سُوقِهِنَّ، قد بَدَتْ خَلاخِيلُهنَّ، فأخذوا يقولون: الغنيمة، الغنيمةَ، فقال عبد الله بنُ جُبير: عهد إليَّ النبيُّ rأن لا تبرحوا، فأبَوْا، فلما أبَوْا صرفَ الله وجوهَهم (كناية عن الهزيمة)، فأصيبَ سبعون قتيلا، وأشرف (اطلع) أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟، فقال r: لا تجيبوه، قال: أفي القوم ابن أبي قُحافةَ؟، فقال: لا تجيبوه، قال: أفي القوم ابن الخطاب؟، فقال: إن هؤلاء قُتِلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبتَ يا عدوَّ الله، أبْقَى الله لك ما يُحزنك، قال أبو سفيان: أُعْلُ هُبَل (صنمهم الذي يعبدونه)؟، فقال النبيُّ rأجيبوهُ، قالوا: ما نقول؟، قال: قولوا: الله أعلى وأجَلُّ، قال أبو سفيان: لنا العُزَّى، ولا عُزّى لكم، فقال النبيُّ r: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟، قال: قولوا: الله مولانا ولا مولَى لكم، قال أبو سفيان: يوم بيومِ بدر، والحربُ سِجال (مرة ومرة)...) وفي رواية قال عمر رضي الله عنه: (لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار) (أحمد)...
صحيح أن الكفر اليوم نطق بقوله أعل هبل (الكفر فكرا وكيانا) وبقوله العزى لهم وظن أنه انتصر ومَلَك أمر الشام عسكرة وثورتها وغيّر من إرادتها، لكنه حقيقة يدرك غير هذا في صميم قناعاته ويدرك أكثر من هذا، دع عنك عنتريات الإعلام الغربي مركزاً وأتباعاً له في بلادنا، فحقيقة تعامل الكفر مع ثورة الأمة (ساسة وأجهزة استخبارات) أنهم يدركون أمرا خطيرا لا يصرحون به حول حتمية انتصار هذه الأمة، كيف لا ولهم في التاريخ شواهد وفي الواقع أدلة مادية في ميادين الصراع مع بعض فئات الأمة قبل أن يكون مع كيانها السياسي وما تصلهم من معلومات استخباراتية يدركون ما ينتظرهم.
وأخيرا: قيل قديما "تمخض الجبل فولد فأرا" وهذه روسيا بجبروتها وعنفوانها والتي على لسان المجرم كيري (هدد الثوار بثلاثة أشهر فقط) وتكون روسيا أنجزت مهمتها ولكنها مكثت أضعاف أضعاف ما حددته لها الإدارة الأمريكية واستخدمت وأطلقت صواريخها وعناقيدها وقنابلها وكل ما تملك لتجعل من أرض الشام أرضا محروقة وتحاول أن تدخلها على جبال من دمار وخراب، أي نصر هذا الذي تزعمونه وأي مواجهة تلك؟!.
أما أنتم يا أهل الشام وبخاصة أهل حلب فتذكروا قوله تعالى ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ وقوله سبحانه: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ أمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾، وقوله: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾، وقوله ﴿إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان – أبو البراء
وسائط
1 تعليق
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..