- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام في خطر
الخبر:
نشرت جريدة الاتحاد في 3 كانون الثاني/يناير مقالا بعنوان "الإسلام في خطر" للكاتب سالم النعيمي. ومما جاء في المقال:
"فلماذا الإسلام في خطر؟ لا أكاد أجزم أن الخطر وصل لمرحلة متأخرة في جسم الدين الإسلامي، وهو أمر خُطط له بإتقان منقطع النظير، وجُند له الملايين من البشر، وبُذل له الغالي والرخيص لقرون طويلة حتى نالوا من الإسلام، وأثكلوه بأبنائه لينهشوا فيه من الداخل كما تنهش الضباع في الجثة الهامدة... لا سيما أن هناك مخططات مؤكدة تديرها مراكز وجمعيات عالمية علنية وتنظيمات سرية تحرّك العالم بأسره يميناً وشمالاً، ودول كبرى وضعت ميزانيات ضخمة تعد بالمليارات للحد من انتشار الإسلام في أراضيها وفي العالم بصورة عامة، ولكن لماذا الدين الإسلامي بالتحديد؟ فهل هو أمر يتعلق بصناعة التاريخ والحضارات وبناء الإمبرياليات، أم هو صراع أبدي محتوم بين الشيطان وأتباعه من الذين يملكون المال والسلطة وبين بقية العالم؟ فكل ما يدور في العالم الإسلامي من دمار وخراب ليس مصادفة ولا مجال للصدفة والعشوائية فيه"!
التعليق:
أود في تعليقي هذا بيان أمرين اثنين:
الأول: قد يكون الإسلام في خطر من باب ما يحاك ضده من قبل أعدائه، إلا أن الله تعالى قد تكفل بحفظ رسالته، ومن حفظ الله لرسالته حفظه لأمة الإسلام، فلو كان للإسلام أن يقضى عليه لكان ذلك في بدايات بزوغ فجر الإسلام في مكة حين قتل ياسر وسمية وعذب عمار وبلال رضي الله عنهم أجميعن، أو لكان ذلك حين حوصر المسلمون في شعاب مكة ثلاث سنين، أو حين عزمت قبائل قريش على أن يقتلوا رسول الله rبأن يضربوه ضربة رجل واحد قبيل هجرته إلى المدينة، أو لكان ذلك حين لاحقت قريش رسول rوأبا بكر الصديق رضي الله عنه أثناء هجرتهما، أو حين اجتمعت الأحزاب لقتال المسلمين في المدينة، أو بعد وفاة رسول الله rوارتداد من ارتد عن الإسلام، أو حين احتل الصليبيون بلاد الشام قرابة القرن، أو على يد التتار، أو حين سقطت الخلافة العثمانية، أو لكان ذلك على يد الشيوعية التي حكمت أوزبيكستان وأخواتها أو على يد حزب البعث في العراق وسوريا أو على يد العلمانية في تونس حيث جميعهم حكموا بالحديد والنار والقمع والإلحاد... كل هذا مصداقا لقوله تعالى ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، وقوله تعالى ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.
الثاني: أما لماذا يكيد الغرب بالإسلام تحديدا، فذلك لأسباب عديدة، تتمحور حول أمرين اثنين:
أ) أن عقيدة الإسلام عقيدة سياسية وروحية، لا ترضى ألا أن يسود مبدؤها العالم كله، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
ب) أن الإسلام دين عزة لا يقبل الدنية، يصنع رجالا وأي رجال، والشواهد على ذلك كثيرة منها ما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ rفَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: «فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ». قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: «قَاتِلْهُ». قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: «فَأَنْتَ شَهِيدٌ». قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ «هُوَ فِي النَّارِ».
أسأل الله تعالى أن يمن على أمة الإسلام بالخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة عاجلا وليس آجلا لترد كيد الأعداء في نحورهم وتلقنهم دروسا تنسيهم وساوس الشيطان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غسان الكسواني – بيت المقدس