- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نقلة نوعية في العلاقات السعودية التركية
الخبر:
"نقلة نوعية" هذا هو المصطلح الذي اختارته وكالة الأناضول التركية وهي تصف العلاقات التركية السعودية، منذ تولي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئاسة، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز حكم المملكة. كما أن القمة المرتقبة بين الزعيمين هي أول قمة تعقد بينهما خلال عام 2017، وذلك بعد 8 قمم تركية سعودية خلال عامي 2015 و2016، جمعت الرئيس أردوغان بقادة السعودية، بينها 5 قمم مع الملك سلمان وقمتان مع ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، إحداهما في نيويورك، 21 أيلول/سبتمبر 2016، والثانية بأنقرة في 30 من الشهر نفسه، إضافة إلى قمة مع ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في مدينة هانغتشو الصينية، يوم 3 أيلول/سبتمبر 2016. [المدينة]
التعليق:
تسع قمم خلال سنتين أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وجرح مئات الآلاف وتشريد الملايين وتدمير البيوت وحرق الأخضر واليابس في مدن سوريا وأريافها، ولا مغيث لأطفالها ونسائها وشيوخها. ناهيك عن الاجتماعات الفردية والثنائية والمؤتمرات في جنيف وأستانة وإسطنبول وأنقرة والتي شاركت فيها الوفود رفيعة المستوى من بلاد الجوار الذين تكالبوا على ثورة الشام وتحالفوا مع أعداء الإسلام لإجهاض الثورة الواعدة، بعد تيقنهم أنها "لله" فأرادوا استئصال شأفتها وجعل الثوار عبرة لمن يعتبر في بقية بلاد المسلمين، فلا يفكرنّ أحد بالنهوض للتغيير كي لا يلاقي المصير نفسه.
قمم لم ينتج عنها سوى دمار حماة وحمص وتدمر وإدلب وأريافها وأخيرا سقوط حلب في أيدي المجرم بشار وعصابات القتل من أشياعه، وقد كان أردوغان أكثر من مرة يعتبر حلب خطا أحمر، ويبدو أنه ينظر من منظار الأسد، فيراها خطا أحمر على الثورة لا يصح أن تبقى بيدها، وينبغي جعلها درسا للثوار ونموذجا لإحباط الثورة.
قمة الخضوع، بل غائط الذل، أن يجتمع هؤلاء للتنسيق الأمني مع روسيا وأمريكا وأتباعهما من إيران وحزبها وقوى الشر المتآمرة على المسلمين. وهما يعتبران الزعيمين الأكبرين والأقويين في المنطقة وكان حريا بهما نصرة المستضعفين ورفع الظلم عن المظلومين، لكنه أصبح ظاهرا للعيان أنهما الأكبر "نفاقا" والأقوى "تآمرا". وهما الأكثر حرصا على إجهاض هذه الثورة المباركة، لأن نجاحها سيرتبط مباشرة بتحطيم هذه الأصنام وطرد هذه الأزلام الموالية لأمريكا وروسيا وذلك عندما تنعتق الأمة من ربقة الاستعمار وتتخلص من أذنابه وتستعيد سلطانها المغتصب وتسترد سيطرتها على ثرواتها وتُرجع الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى لا تشرك به أحدا.
نعم... إنها نقلة نوعية في التآمر على الثورة، فبعد أن كان التآمر في الخفاء ووراء الستار، أصبح في العلن جهارا، لا يستحي المتآمرون أن يعلنوا قبول المجرم بشار وعصابته جزءا من الحل السياسي المزعوم، الذي يمكِّن للعملاء البدائل لتستمر الظلمات مهيمنة في بلاد المسلمين.
قال تعالى: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا