- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أكثر من 150,000 جمعية خيرية في بريطانيا
الخبر:
يزيد عدد الجمعيات الخيرية في بريطانيا عن مئة وخمسين ألف جمعية حسب الإحصاءات الحكومية للجمعيات المسجلة لعام 2016. وتصل مدخولات هذه الجمعيات مجتمعة لأكثر من سبعين مليار جنيه إسترليني.
التعليق:
قد يستغرب القارئ هذا العدد الكبير من الجمعيات الخيرية في بلد متقدم كبريطانيا حيث الخدمات الحكومية المتوفرة للعامة متعددة وتغطي الاحتياجات الأساسية حسب الرواية الحكومية. فالمفهوم العام للجمعية الخيرية أنها مؤسسة غير ربحية تجمع المال من أجل تقديم بعض الخدمات لأفراد المجتمع. فإن كانت بريطانيا دولة متقدمة وغنية فكيف نجد هذا العدد الكبير من الجمعيات الخيرية فيها؟!
الحقيقة أن الإجابة على السؤال تتضمن نقاطاً عدة. فبعض هذه الجمعيات تعلن أنها غير ربحية ولكنها في حقيقتها تستثمر بعض دخلها في تجارات متعددة. فمثلا جمعية كوميك ريليف الشهيرة تم الكشف قبل عدة سنوات عن استثمارات لها في شركات التبغ والسلاح والكحول. وبعض الجمعيات الأخرى تستغل مشاعر الناس لجمع المال الذي ينتفع به بالشكل الأكبر رؤساؤها الذين تزيد رواتب الواحد منهم عن مئتي ألف جنيه إسترليني في السنة. في حين إن متوسط الدخل في بريطانيا هو حوالي خمسة وعشرين ألف جنيه سنويا. وهناك أيضا جمعيات تجمع المال من أجل مساعدة شعوب دول أخرى، وفي الحقيقة تكون هذه التبرعات مشروطة وتعطى لفئة معينة من أجل فرض واقع سياسي معين في ذلك البلد، وبالطبع يكون ذلك من أجل مصلحة الحكومة البريطانية. أيضا تجد الكثير من الجمعيات الخيرية الصغيرة التي تسعى فعليا لمساعدة الناس، ولكن هذه الجمعيات لا تذكر مدخولاتها مقارنة مع الجمعيات الكبيرة، حيث مثلا إن بضع مئات من الجمعيات الكبيرة تصل مدخولاتها لأكثر من نصف مدخولات الجمعيات كلها مجتمعة.
تنشأ هذه الجمعيات الصغيرة لمعالجة واقع سيئ يعيشونه، وتقصير من قبل الحكومة في رعاية شؤون الشعب. فالناظر مثلا إلى رواتب الأغلبية من الناس يجدها متدنية وشبه ثابتة. في حين إن أسعار البيوت والإيجار والطعام وباقي متطلبات الحياة هي في ارتفاع مستمر. هذا الواقع يفرض حلولا كهذه الجمعيات الصغيرة، حيث إن الحكومة همها الطبقة الرأسمالية الغنية، ولا تكترث بالباقين طالما أنهم غير ثائرين. هذا الواقع السيئ يرغم الكثيرين من الناس على الاعتماد على هذه الجمعيات التي توفر لهم بعض الحاجات الأساسية كالطعام، والذي هو واجب على الدولة توفيره.
فتجد أن هذه الجمعيات الخيرية الكبيرة والمؤثرة هي بمجملها لمصلحة قلة قليلة كما هي الشركات الربحية، وكما هو المبدأ الرأسمالي العفن. والجمعيات الصغيرة لا حول لها ولا قوة وتقوم بواجب قصرت به الدولة رغم توفر المال والقدرة عندها.
نسأل الله تعالى أن يعز الإسلام وأهله بدولة الإسلام، فينفرج الهم عن المسلمين المستضعفين، ويرى العالم معنى رعاية الشؤون بشكلها الحقيقي. اللهم آمين
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الأيوبي