- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا هي أم الإرهاب
وهي العدو الحقيقي للمسلمين بل للإنسانية
الخبر:
"محمد بن سلمان يلتقي ترامب في البيت الأبيض" (الشرق الأوسط، 2017/03/14)
"سمو ولي العهد ومدير وكالة الأمن القومي الأمريكي يبحثان تعزيز التعاون المشترك لمحاربة التطرف ومكافحة الإرهاب" (وكالة الأنباء السعودية، 2017/03/23)
التعليق:
في عام 2006 نشرت مجلَّة "لانسيت" الطبية البريطانية دراسة قدَّرت عدد العراقيين الذين قضوا جرَّاء الحرب الأمريكية على العراق منذ 2003 وحتى وقت الدراسة بـ 654965 قتيلا (بي بي سي) ورغم أن الأرقام يصعب تأكيدها، إلا أن المتابع لما جرى من تقتيل وتدمير لا يستبعد هذا الرقم على الإطلاق، كما أن المتتبع لجرائم أمريكا منذ نشأتها حتى يومنا هذا لا يستغرب مثل هذا العدد من القتلى على يد هذه الدولة الأكبر إجراما في التاريخ الحديث على الأقل...
لقد نشأت أمريكا على جماجم ما يفوق 100 مليون إنسان من الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة الأمريكية، أبادتهم الدولة الأمريكية الجديدة إبادة شاملة بشتى صنوف القتل والتنكيل، وفي عام 1945 صعقت أمريكا العالم بقتل ما يقارب 250 ألف ياباني بقنبلتين فقط أسدلت بهما أمريكا ستار 6 سنوات من الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة حوالي 85 مليون إنسان، بمشاركة بل بزعامة أمريكا، وفيما بين 1955 و1975 تسببت الحرب الأمريكية على فيتنام بمقتل ما يقارب مليون و200 ألف إنسان...
في عام 1948 كان الرئيس الأمريكي ترومان أول من اعترف بكيان يهود بعد دقائق فقط من إعلان اليهود إقامة كيانهم على أرض فلسطين المحتلة في أكبر جريمة سرقة في تاريخ البشرية وعلى أشلاء الآلاف من أهل فلسطين، ثم كان لأمريكا دور أساسي في إكمال جريمة تثبيت كيان يهود في فلسطين عام 1967 على أشلاء عشرات الآلاف من أصحاب الأرض الحقيقيين...
في عام 1979 كان لأمريكا دور أساسي في الثورة الإيرانية، ومنذ ذلك الوقت وأمريكا تشعل الحروب العسكرية والطائفية في المنطقة بأيديها مباشرة تارة وبأيدي إيران وأذنابها تارة أخرى فكان حصاد ذلك حرب الخليج الأولى وأهلكت ما يقارب مليون إنسان، وحرب الخليج الثانية راح ضحيتها ما يقارب 100 ألف قتيل، بالإضافة لحرب 2003 على العراق (حرب الخليج الثالثة) المذكورة آنفا، ومنذ ذلك الوقت نصبت أمريكا من إيران كلب حراسة على بلاد الخليج تحديدا، تهددهم بها أحيانا وتبتز بها أموالهم الطائلة لشراء الأسلحة وعقد الصفقات السياسية والاقتصادية أحيانا أخرى...
ومنذ انطلاقة الثورة المباركة في الشام وحتى يومنا هذا لم تترك أمريكا أي وسيلة لقتل المسلمين في الشام إلا واتبعتها، فقد أعطت الضوء الأخضر لعميلها بشار لوأد الثورة بالقوة مهما كلف الثمن، ثم أمرت عملاءها في إيران وأذنابها بدعمه عسكريا لقتل أهل الشام، ثم كان التنسيق مع روسيا لإرسال حممها لحرق المسلمين، ثم أمرت عميلها أردوغان بتحريك جبهة تركيا، ثم كان تشكيل التحالف الدولي بحجة محاربة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وفي الحقيقة ما راح ضحية ذلك إلا المخلصين والأبرياء وما حصل في حلب قبل أشهر قليلة ما زال ماثلا أمامنا، وكان نتيجة ذلك كله قتل مئات الآلاف من أبناء الشام المباركة بأيدي أمريكا وعملائها وأتباعها... وكذلك كان تدمير اليمن وليبيا وبنفس السيناريو تقريبا؛ عملاء أمريكيون يتلقون الأوامر للقتل والتدمير... وكل تلك جرائم أمريكية حية يراها كل مبصر في الواقع الحالي والتاريخ القريب، وغيرها ما لا يتسع المقام لبسطه، حتى إن الشكوك تحوم بشكل كبير حول أمريكا نفسها في الكثير من التفجيرات والأعمال "الإرهابية" التي حصلت في أمريكا نفسها وفي أوروبا وفي كل مكان والتي اتخذتها أمريكا ذرائع لحروبها في أفغانستان والعراق والشام، وكل تلك الأرقام والإحصائيات موثقة ومتاحة لكل من يبحث في جوجل أو ويكبيديا...
وبالإضافة لكل تلك الجرائم الحربية، كانت أمريكا سببا مباشرا في الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي ما زلنا نعاني ويلاتها في بلاد الحرمين وكافة بلاد المسلمين، جراء سياسة العولمة وربط العملة بالدولار، أي باختصار جراء ربط الاقتصاد العالمي كله بالاقتصاد الأمريكي الربوي...
كما أننا في بلاد الحرمين تحديدا نعاني من تسلط أمريكا على مجتمعنا ومحاولاتها الحثيثة منذ زيارة كونداليزا رايس وقبلها وبعدها، حيث تتدخل أمريكا بشكل مباشر في شؤون المرأة والشباب ومناهج التعليم وشؤون "الترفيه" ودعوات الحريات واللبرلة في بلادنا... كما أن ترامب منذ جاء لم ينسنا من سلاطة لسانه وتصريحاته العدائية اللاذعة...
إن العاقل من اتعظ بغيره، وإن المسلم لا يلدغ من الجحر ذاته مرات، وإن مفهوم الولاء والبراء ثابت في ديننا ومفاهيم أعماقنا، وإن المسلم لا يأخذ أحكامه من عقيدة الرأسمالية القائمة على الكذب والمراوغة والمصلحة المتوهَّمة، وإنما يأخذها من أحكام الله المنبثقة عن عقيدة الإسلام النقية الواضحة، والتي تنص صراحة أنه ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ وأن ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ﴾، ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ﴾ وغيرها الكثير الكثير من النصوص التي لا أظن أننا بحاجة إلى مزيد بسط فيها في بلاد العلم والفقه التي تربى أبناؤها منذ الصغر على يد كبار الشيوخ والعلماء على مفاهيم الولاء والبراء وأحكامها، تماما مثلما أن جرائم أمريكا ليست بحاجة لذكرها، فكما أن الولاء والبراء معلوم من الدين بالضرورة يدركها كل مسلم فإن جرائم أمريكا معلومة من التاريخ والواقع بالضرورة يدركها كل مبصر، إلا أنها ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين وتقيم الحجة على سواهم...
وبعد، فهذا هو تاريخ أمريكا الإجرامي ماثل أمام أعيننا، وهذه هي أوامر الله سبحانه تجاه الكيفية الواجبة للتعامل معهم واضحة صريحة، وعلى ذلك ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾..
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين