- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ترامب الكذّابُ هوَ مُنتجٌ للسياسةِ الغربية
الخبر:
ذكرتْ نيوزويك أنَّ الفريقَ القانونيَّ لترامب يبذلونَ قُصارى جُهودهمْ لِمنعِ نَشرِ كتابِ مايكل وولف "النَّارُ والغضب"، فَهل هذا دُستوريّ؟ والكتابُ يرسمُ صورةً سوداءَ للبيتِ الأبيضِ بقيادةِ ترامب، وقد وصفَ وولف الرئيسَ بأنَّه "أقلُ الأشخاصِ مصداقيةً ممن وطأت أقدامهم على الأرض". إن بي سي نيوز
التعليق:
كَشفَ المؤلفُ مايكل وولف الأَعمالَ الداخليةَ لإدارةِ ترامب، وصوّرَ ترامب بِالكاذبِ وغيرِ الكفء في وظيفته، ويسعى مَن حولهُ إلى إرضائهِ، وأكّد وولف على صِدقِ ظَنِّ مُعظمِ العالمِ بترامب.
وكما كانَ متوقعاً، فَقد فشلِ وولف في ذكرِ السببِ الجذريِّ وراءَ كَذبِ ترامبِ المعتاد. وبالمثل، فقد كتبَ العديدُ مِنَ المعلقينَ عن السببِ الجذريِّ وَعزوا خِداعَ ترامبِ إلى تَربيتهِ وتجارتهِ أو الرغبةِ في تقويةِ دعائمِ الداعمينَ لهُ ومناصريه.
وحقيقةَ الأمرِ هي أنَّ جميعَ السياسيينَ في الغربِ يكذبونَ ويزورونَ الحقائقَ لإرضاءِ الجماهير. وقد تكونُ قدراتِ ترامب في الكذبِ على نطاقٍ آخر، فَهُزَّت أمريكا ولكنَّ السياسيينَ الآخرينَ لا يقلونَ كَذِباً وخيانةً عنه، فَهؤلاءِ السياسيونَ يختبئونَ وراءَ الشعاراتِ لإخفاءِ البعدِ الحقيقيِّ لأكاذيبهم، فالجميعُ مِنهم يَتبنونَ بديهيةَ (نيكولو ماكافيلي) في استخدامِ الخداعِ لتحقيقِ السلطةِ وخداعِ الناخبين. قالَ ماكافيلي ذاتَ مرة: "إنَّ هؤلاءِ الأمراءِ الذينَ قاموا بأشياءٍ عظيمةٍ قد حنثوا بكثير من وعودهم للناخبين، وقد كانوا يعرفونَ كيفيةَ التلاعبِ بعقولهم بِكلِّ دهاءٍ ومكر". وبالتالي، فإنَّ النظامَ السياسيَّ برمتهِ في الغربِ موجهٌ نَحوَ إنتاجِ السياسيينَ الذينَ يَخدعونَ النَّاس مِن خلالِ وعودهم الكاذبة للحفاظِ على السلطةِ أو الوصولِ إليها.
وبِما أنَّ النظامَ السياسيَّ الغربيَّ يهيمنُ على العالم، فإنَّ الطبقةَ السياسيةَ في كُلِّ بلادِ العالمِ، بما في ذلكَ العالم الإسلاميّ، مصابٌ بالأفكارِ الميكافيليةِ، ولا يرونَ بأساً في خداعهمِ المستمرِ للجماهير. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ» قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» سنن ابن ماجه
إنَّ العيشَ في هذهِ السنينَ الخدَّاعاتِ قَد جَعلَ الجماهيرَ على مستوى العالمِ يجنحونَ بشكلٍ قويٍ ليسَ لانتخابِ الكاذبينَ فقط بَل وأيضاً المهووسين منهم، وهم لا يَنتمونَ إلى الطبقةِ السياسيةِ وهم المبتدئونَ في فَنِ السياسةِ، لذلكَ صوّتَ ثلاثةٌ وستونَ مليونَ أمريكيٍّ لصالحِ ترامب، والحالُ في العالمِ الإسلاميِّ ليسَ مختلفاً بشكلٍ كبيرٍ عما هوَ عليهِ الحالُ في العالمِ الغربيِّ، فهوَ يعجُ بالزعماءِ الغامضين، إما المنتخبينَ مِنهم أو المفروضينَ على الجماهيرِ، وهم جميعاً مِنَ الرويبضات.
فقط بعودةِ نظامِ الحكمِ في الإسلامِ، الخلافة على منهاج النبوة، سينتهي طغيان فئةِ الرويبضات في جميعِ أنحاءِ العالم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي