- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤتمر سوتشي في روسيا
الخبر:
بحسب مصادر إعلامية متعددة فقد انعقد في مدينة سوتشي في روسيا ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني السوري، وكان من مخرجاته تشكيل لجنة لصياغة دستور لسوريا.
التعليق:
منذ الإعلان عنه فقد صاحب الإعداد لمؤتمر روسيا لسوريا في سوتشي صخب سياسي كبير، من منتقد له بأنه بديل لمسار جنيف الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، ثم الإعلان عن مقاطعته قبل أيام من انعقاده من هيئة المفاوضات، إلى محاولات تعطيله من قبل تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها، تلك الفصائل التي وصلت سوتشي متأخرة ثم عادت إلى تركيا من المطار، ورفض أمريكا وبريطانيا وفرنسا المشاركة فيه، ثم غياب المبعوث الأمريكي الأممي لسوريا دي ميستورا عن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حيث ألقى وزير خارجية روسيا الكلمة الافتتاحية نيابة عن الرئيس بوتين.
وتحت هذا الصخب السياسي الكبير، واتهام روسيا للبعض بمحاولة إفشال المؤتمر والسجالات المرافقة لذلك فقد أعلن البيان الختامي للمؤتمر عن تشكيل لجنة دستورية برئاسة دي ميستورا وتحت إشراف الأمم المتحدة لصياغة دستور لسوريا.
وهذا يكشف أن كل أنواع الخلافات بين أمم الكفر وأتباعهم من بلدان العالم الإسلامي كإيران وتركيا تتوقف عند المسائل الجوهرية، فلا خلاف فيما يتعلق بتشكيل أمم الكفر روسيا وأمريكا وغيرها لدستور سوريا، وكل ذلك يحصل تحت غطاء أن الشعب السوري يقرر، فقد تساءلت بعض وسائل الإعلام كيف يمكن لـ1600 شخص هم المدعوون للمؤتمر نقاش مسألة والتوافق عليها، فهذا مستحيل. أي أن المؤتمر كان مظلة من الصخب والسجالات لإخفاء ما يدور في الغرف المغلقة بين روسيا وتركيا وفريق دي ميستورا من توافقات لتأبيد سوريا دولة علمانية عن طريق تشكيل لجنة من النظام المجرم والمعارضة التي لا تملك أمر نفسها لصياغة دستور جديد (تعديل القديم) لسوريا.
فإذا كانت المسائل فوق القانونية (الدستورية) هي حق طبيعي لكل أمة، فكل أمة تختار الطريقة التي تعيش بها، إلا أن دول الكفر خاصة أمريكا وروسيا، وقد رأت تعاظم الحالة الإسلامية في الثورة السورية، قد أشعلت كافة نواقيس الخطر من بروز دولة الإسلام، وأن تكون سوريا القادمة دولة إسلامية، لذلك كانت كل التوافقات خلال اجتماعات كيري-لافروف خلال إدارة أوباما تؤكد على "أن سوريا علمانية ويجب أن تبقى علمانية"، فالإسلام يرعبهم...
وقد دفعت أمريكا تابعتها تركيا للضغط على الفصائل السورية المسلحة الموالية لها، والتي تأكل من فتات المخابرات التركية والسعودية على عدم الممانعة، بل إن تركيا قد نجحت في جعل تلك الفصائل أداة طيعة بيدها، فتارة تطلب منهم تسليم حلب، وتارة تطلب منهم ترك الجبهات في إدلب والذهاب معها إلى جبهةٍ وهميةٍ في عفرين!!
لكن المهم في مؤتمر سوتشي هو ولادة لجنة سميت سوريّة، لأن أعضاءها من سوريا، تحت إدارة دي ميستورا، من أجل صياغة دستور علماني لسوريا، دون أن يكون لشعب سوريا الثائر أي رأي في ذلك، ولكنهم يدجلون ويقولون بأن أعضاء هذه اللجنة يمثلون كافة أطياف الشعب السوري!
وحين توجد فئة صغيرة من غير المسلمين، ولو لا يعدون إلا ألفاً، فإن الدول الكافرة المستعمرة تطالب بأن يكون لهم الحق والرأي في دستور البلاد عندنا، ولا يقولون ذلك بخصوص ملايين المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا وروسيا بأن بعضاً من بنود دساتيرهم يجب أن تكون إسلامية مراعاة لوجودهم في تلك البلاد.
فالحرب على الإسلام ضروس، وباستخدام كافة الوسائل، فوجب على المسلمين في سوريا أن يشعلوا نواقيس الخطر كافة للدفاع عن دينهم وطراز عيشهم ورفض ما تفرضه روسيا وأمريكا وتابعتها تركيا من دساتير، ودوس لجانهم وما ينتج عنها من دساتير وسحقها تحت الأقدام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري