الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

النظام المصري يعرض أهلها للبيع بعد إهماله رعايتهم

 

الخبر:

 

ذكر موقع الخليج الجديد في 2018/5/14م، أن البرلمان المصري، وافق من حيث المبدأ، على مشروع قانون "تنظيم البحوث الطبية الإكلينيكية"، المعروف باسم التجارب السريرية، وبررت الحكومة تقديمها القانون للبرلمان، بأنه يهدف إلى إجراء التجارب الطبية على المرضى المصريين، في ظل غطاء شرعي وقانوني دون تحايل الطبيب على المريض أو إخضاع المريض للتجارب دون موافقته أو موافقة أسرته، وأشار الموقع إلى أن مصر تحتل المرتبة الأولى عربيا والثانية عالميا، من حيث التجارب السريرية على المرضى، حسب قاعدة بيانات المعهد الوطني الأمريكي للصحة.

 

التعليق:

 

الكوارث والمصائب تتلاحق على رؤوس أهل مصر الذين تعبث بهم الرأسمالية وأدواتها كما تشاء، فلم يعد البيع فيها مقتصرا على الثروات والخدمات والمرافق المعروضة للبيع بل تجاوزه إلى بيع البشر؛ فمثل هذه القوانين والتشريعات التي تستحدث في مصر تعطي لتلك الجرائم التي ترتكب في حق أبناء مصر غطاء قانونيا يحمي مرتكبيها من عقاب الدنيا ويمكنهم من العمل بأريحية دون ملاحقة القانون لهم رغم عواره وعجزه.

 

تحتل مصر المركز الثاني بعد جنوب إفريقيا في قائمة أكثر الدول الإفريقية استضافة للتجارب السريرية للعقاقير تحت رعاية الشركات المنتجة متعددة الجنسيات، حيث يجد الكثير من المصريين صعوبة في الحصول على العلاج الأساسي مما يؤدي إلى لجوء بعض المرضى إلى المشاركة في هذه التجارب على الرغم من احتمالية استغلالهم فيها بغرض الحصول على العلاج المجاني حتى وإن كانت نتائج هذا العلاج غير معروفة، فبعد إهمال النظام رعاية الناس لجأوا إلى مثل هذه الحلول للتداوي بالمجان، فيتحولون إلى فئران تجارب وسلعة معروضة في سوق تجارة الأعضاء، فمن يقومون بمثل هذه التجارب من شركات تصنيع الدواء لا تقدم الدواء ولا التداوي للمرضي بالمجان وإنما تمول هذه البحوث ولسنوات حتى تحصل على حقوق بيعها بغض النظر عن آثارها الجانبية على هؤلاء الذين استخدمتهم في تجاربها في انتهاك واضح لحرمة الأجساد التي نهانا الله عز وجل عن إزهاقها أو العبث بها.

 

إن ما يستحدث في مصر من تشريعات يرتبط ارتباطا وثيقا بسياسات النظام الذي جعل من نفسه سمسارا لبيع مصر بمرافقها وأرضها وخيراتها وحتى شعبها لمن يدفع أكثر أو فلنقل لمن يستطيع أن يدفع، على أن يتحمل أهل مصر تبعات هذا كله... فسياسات التجويع الممنهج والغلاء الفاحش والفقر المدقع يضطر الناس لما هو أسوأ من ذلك فلا يضطرهم فقط للخنوع لتلك التجارب بحجة التداوي من أمراض جلبتها الرأسمالية بل يضطرهم إلى عرض بيع أعضائهم لتحصيل ما يؤمّنون به قوت عيالهم في غياب الدولة التي يجب أن تكفل لهم قوتهم وعلاجهم وسكنهم وأمنهم، بل فلنقل في تواطؤ من النظام الذي سن وشرع القوانين التي تحمي من ينتهك حقوق أهل الكنانة التي فرط هو فيها وكبلهم بمزيد من الأعباء والقروض تثقل كواهلهم.

 

يا أهل الكنانة! إن من واجب الدولة أن توصل رعاياها فردا فردا لحد الكفاية في المأكل والملبس والمسكن سواء بتوفير الأعمال التي تكفيهم أو كفايتهم على نفقتها وأن تضمن لهم كمجتمع بشكل كامل أمنا وتعليما ورعاية صحية على أفضل ما يكون وبالمجان للجميع بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الطائفة، هذا ما كفله الشرع للناس في دولة الإسلام وهو ما يجب أن تقوم به الدولة لرعاية أبنائها ومن يحمل تابعيتها دون أي تفريق، وهذا ليس مستحيلا على النظام المصري إن أراد أو فلنقل إن كان يملك الإرادة المستقلة غير التابعة ولا العميلة للغرب الكافر الذي يمتص دماء وثروات وخيرات الأمة ومصر من ضمنها، وقد سمعنا ما قاله ترامب عن الخليج وكيف أسمى دولة آل سعود بالبقرة الحلوب! نعم فبلادنا ورغم فقرنا مليئة بالثروات التي تكفينا كل هذه الكوارث والأزمات ولكنها ثروات تنهب جهارا نهارا تحت سمع وبصر بل وحماية هذه الأنظمة التي تستحدث القوانين التي تقنن هذا النهب لثروات المسلمين وخيراتهم بل ومدخراتهم وتجعل منهم عبيدا في مزارع الغرب وفئران تجارب في معاملهم وقطع غيار لمن يحتاج منهم!

 

يا أهل الكنانة! إن خلاصكم الوحيد من كل هذه الكوارث التي تحل بكم والمؤامرات التي تحاك لكم هو في انعتاقكم من هذه الرأسمالية المتوحشة التي تحكمكم واقتلاع كل أدواتها ورموزها وإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة على أنقاضها؛ دولة حق وعدل، ترعاكم بالإسلام رعاية صحيحة تحمي بها حقوقكم وتمنع نهبها وتوفر لكم الأمن بلا خوف والتعليم على أساس صحيح وسليم وتضمن رعايتكم الصحية بشكل صحيح بعد أن توصلكم جميعا لحد الكفاية على الأقل في المأكل والملبس والمسكن، وتقوم بهذا كله لأنها أحكام شرعية يجب على الدولة القيام بها وأداؤها للرعية بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الطائفة، فاعملوا لها يا أهل الكنانة واحتضنوا حزب التحرير مَن يحملون بينكم مشروعها ويذكرونكم بها وبواجب إعادتها وطالبوا أبناءكم المخلصين في جيش الكنانة بنصرتهم فلعلها تقام بكم فينالكم خير الدنيا والآخرة.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

آخر تعديل علىالسبت, 19 أيار/مايو 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع