- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
في ظلّ دولة الخلافة الرّاشدة
لا فرق بين عربيّ وأعجميّ ولا أبيض وأسود إلّا بالتّقوى
الخبر:
علّق السّفير الفرنسيّ السّابق بالولايات المتّحدة جيرار أرود على مسألة قبول بلاده والدّول الأوروبّيّة للّاجئين الأوكرانيّين الفارّين من الغزو الرّوسيّ، مقابل رفض لاجئين من دول أخرى.
وقال السّفير الفرنسيّ السّابق في مداخلة على قناة "بيكاك" الأمريكيّة إنّه "من الطّبيعيّ أن يستقبل الفرنسيّون والأوروبّيّون على حدّ سواء اللاّجئين الأوكرانيّين لأنّهم يتشابهون"، مشيرا إلى أنّ "النّقاشات مستمرّة بخصوص هذا الموضوع في وسائل الإعلام الفرنسيّة والأوروبّيّة".
التعليق:
لم يكن تعليق السّفير الفرنسيّ التّعليق الوحيد الذي أثار جدلا واسعا، فقد كان للجنرال البريطانيّ السّابق - هو الآخر - حديث يقطر عنصريّة وتمييز حول حرب روسيا وأوكرانيا ما أثار سخطا واسعا في مواقع التّواصل، كان له تعليق يحمل بين ثناياه تمييزا عنصريّا جمعه بملّة توحّدت على حبّ الذّات وتحقير الأجناس الأخرى واستعبادها.
وفي حديث له لشبكة بي بي سي صرّح قائد قيادة القوّات المشتركة في الفترة 2013-2016، الجنرال ريتشارد بارونز، أنّ تفاعل بريطانيا والغرب مع أوكرانيا يجب أن يأخذ حجما أكبر، لأنّ الأوكرانيّين الذين "يشبهوننا ويعيشون مثلنا"، يتعرّضون للمذابح. ودعا بارونز قوّات حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى ضرب روسيا، إمّا بشنّ غارات عليها، أو بضرب ترسانتها العسكريّة الثّقيلة.
في تصريح كلّ من السّفير الفرنسيّ والجنرال البريطاني عبارات متكرّرة مفادها أنّ الفرنسيّين والأوروبّيين والأوكرانيّين يتشابهون ويعيشون مثل بعضهم! كيف لا وهما على يقين أنّ ما يجمع هؤلاء واحد فهم ملّة واحدة، ينتمون إلى حضارة رأسماليّة غربيّة علمانيّة واحدة وفي ظلّها يعيشون ويتشابهون في مفاهيمهم وطريقة عيشهم.
كما أنّ اللّاجئين الأوكرانيّين ينتمون إلى العرق الأبيض (الرّاقي) ولهم الأولويّة وهم الأحقّ بالحياة، أمّا الآخرون وخاصّة السّود من الأفارقة وغيرهم فهم أقلّ قيمة ومكانة، وقد لاقت هذه التّصريحات انتقادات كثيرة وصفتها بالعنصريّة البحتة، هذه العنصريّة التي طغت على خطاباتهم وعرّت ما يدّعون من حقوق ومساواة وديمقراطيّة زائفة.
تسقط عن هؤلاء السّياسيّين أقنعتهم التي أخفوا وراءها وجوها ﴿عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ﴾ وهم ﴿الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ﴾ الذين لم يرقبوا في أهل فلسطين ولا أفغانستان ولا العراق ولا سوريا إلّا ولا ذمّة ولم يعاملوهم إلّا كعبيد فهم يرونهم لا يشبهونهم ولا يعيشون مثلهم وهم دونهم ويحتقرونهم.
إنّ هذه الحضارة الغربيّة تقود العالم بمفاهيم فاسدة تنشر التّطاحن والحقد والاستعباد. هي حضارة تقوم على الاستعمار ونهب ثروات الشّعوب وأراضيها، وهكذا حضارة لن يجني العالم في ظلّها إلّا الدّمار والظّلم والظّلمات وستبقى الأعناق مشرئبّة ترقب عودة نظام ربّ العالمين هدى ورحمة لهم تخرجهم ممّا هم فيه إلى نور الله وعدله، ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
في ظلّ دولة الخلافة التي تطبّق أحكام الله العادلة المنصفة حيث لا تفرقة ولا تعال، يقول رسول الله ﷺ: «لَا فَضْلَ لِعَرَبِىٍّ عَلَى أَعْجَمِىٍّ، وَلَا لِعَجَمِىٍّ عَلَى عَرَبِىٍّ، وَلَا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَاّ بِالتَّقْوَى».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت