- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها العلمانيون المسوخ، إن حقدكم لن يشوه الإسلام
بل سيعجل بعودة دولته وسيكون وبالا عليكم
فيلم "مولانا" وما أثاره من جدل ليس سوى حلقة من حلقات مسلسل تشويه الإسلام ذات العرض المستمر المتواصل التي يؤديها العلمانيون بما يعتمل في نفوسهم من حقد على الإسلام وأفكاره وأحكامه، بل وحتى السمت الذي يشير إليه ولو من بعيد، واستعراض الفيلم بمحتواه لشخص من يحمل الإسلام ويدعو له يفضحهم ويفضح حقدهم على وجوه مختلفة، فهم لا يستطيعون تناول شخوص القساوسة ورجال الدين النصارى بنفس الأسلوب رغم كون الغرائز والحاجات العضوية واحدة ويستوي مدى تأثرهم بها وإن اختلفت طرق إشباعهم لها ولمظاهرها، وهم في طرحهم المشوه لا يستطيعون مواجهة الفكرة الإسلامية أصلا بل يواجهون أشخاصا مسلمين تخلوا عنها وحملوا العلمانية، فصراعهم معهم هو صراع بين وجهين للعلمانية أو بين صنفين من المنفذين لها على أرض الواقع، فأردوغان مثلا صرح مرارا وتكرارا أنه علماني وطالب أهل مصر سابقا بقبول العلمانية، ورغم هذا يدعي البعض أنه نموذج إسلامي كما هي حال الشخصية التي سلط الفيلم الضوء عليها مبرزا تناقضات شخصيتها والصراع الداخلي فيها.
وأقبح ما يفعله هؤلاء العلمانيون في صراعهم مع الإسلام وأفكاره هو أنهم يخفون ويعتمون على المشروع الإسلامي نفسه ولا يواجهونه بالطرح والنقد، ولا يناقشون أصحابه وحملته محاولين إثبات خطئهم وفشلهم، فهم أضعف وأعجز من أن يصارعوا فكرة يدركون تماما مدى قوتها وتمكنها من أصحابها وحملتها.
إن فكرة الإسلام فكرة قوية لا يضرها حملات التشويه والتضليل والقهر والقمع فهي تنبت تحت الرماد وتنير القلوب الصابرة المحتسبة، فكرة عظيمة في منبتها أتت من وحي الله على رسوله ﷺ، وكما ذكر الخطيب الإدريسي (إن الإسلام إذا حاربوه اشتد، وإذا تركوه امتد، والله بالمرصاد لمن يصد، وهو غني عمن يرتد، وبأسه عن المجرمين لا يرد، وإن كان العدو قد أعد، فإن الله لا يعجزه أحد)، ففكرة من عند الله منصورة لا محالة مهما مكر الماكرون وتآمر المتآمرون وعتم عليها وتجاهل ذكرها المعتمون والمتجاهلون فموعود الله نافذ وبشرى نبيه ﷺ متحققة لا محالة «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» والنصر لهذه الأمة قادم وستعود سيدة الدنيا ولن يبقى بيت حضر ولا وبر إلا ويدخله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل، وما على أبناء الأمة إلا أن يعملوا ليكون وعد الله متحققاً على أيديهم وبهم وحتى يصبحوا أهلا لتنزُّل نصر الله عليهم وتمكينه لهم في الأرض لتكون السيادة لهم ولدينهم ومبدئهم.
أيها المسلمون في كل مكان وخاصة أهل مصر الكنانة، إن الصراع كله يدور حولكم لصرفكم عن سبب وسبيل عزكم وهو دينكم وما فيه وما انبثق عن عقيدته من أحكام تكفل حل مشاكلكم وانعتاقكم من ربقة الغرب وهيمنته على ثرواتكم ومقدراتكم، فأنتم في لب الصراع وكله يدور حولكم، وقد تكالبت الأمم عليكم، ولا نجاة لكم ولا فكاك إلا باعتصامكم بحبل الله المتين وعملكم لتعود عقيدتكم أساسا ومصدرا لتفكيركم وما انبثق عنها من أحكام هي علاج جميع مشكلات حياتكم، هذا فقط أيها المسلمون هو ما يعيد لكم عزكم ويقيكم مكر عدوكم ويؤهلكم ليس فقط للنصر بل لسيادة وقيادة الدنيا وإنقاذها من الرأسمالية ولصوصيتها وما اقترفته في حق الشعوب.
أيها المسلمون! إنكم في حاجة لما يحاول هؤلاء العلمانيون تشويهه في عيونكم وما يحاولون تغييبه عنكم والتعتيم عليه فلا يصلكم، نعم فأنتم في حاجة إلى الإسلام بشكله السياسي ومشروعه الحضاري النهضوي الذي يعيدكم ويعيد دولتكم وينهض بكم في دولة تحمل الإسلام مبدأ تصارع به الأمم، وأنتم في حاجة لمن يحملون هذا المشروع ولديهم الجاهزية والقدرة على تطبيقه من فورهم، وليس بينكم من يملك هذا إلا حزب التحرير بشبابه الذين أعدهم منكم ليقوموا فيكم مذكرين وناصحين وكاشفين لتآمر الغرب عليكم وكاشفين لكل ما يخطط له من تشويه لدينكم واتهامه بما هو من صنع الغرب ورأسماليته العفنة، فالإرهاب إرهابهم والنفعية مقياسهم ولا صدق ولا مروءة ولا نخوة يملكون، بل هم في انحطاطهم أسوأ من مشركي مكة الذين كانت عندهم نخوة ومروءة عن هؤلاء الكذبة الذين لا يعبؤون بما يقال عنهم، ولا يعنيهم رضا سادتهم وما يوضع في أرصدتهم في بنوك الغرب من أموال.
أيها المسلمون! إنكم وحدكم وبعقيدتكم وشرع ربكم قادرون على إطعام الناس وإشباع جوعتهم والقضاء على حاجتهم وفقرهم، وما تعدهم العلمانية والعلمانيون إلا غرورا، فسيروا في دربكم حتى يتحقق على أيديكم وعد الله الذي يغيظ الكافرين ويشفي صدور المؤمنين الصابرين فتكون فيكم الخلافة على منهاج النبوة تنسي هؤلاء المضبوعين وساوس الشيطان وتعرف الناس جميعا ما هو الإسلام بشكله الحقيقي عندما يراه الناس واقعا عمليا مطبقا في دولة تقيمه وتطبقه وترعاه وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد، بعيدا عن تسلط الحكام الخونة وأدعياء العلم المرتزقة، فيدخل الناس في دين الله أفواجا ويكتب الله لكم السعادة والفلاح.
فلا يحزنكم صنيعهم أيها المسلمون، فإنهم كمن يحاول حجب ضوء الشمس بيده أو إطفاء نورها بنفخ فيه، وما هم ببالغين غايتهم من كيدهم ومكرهم، فكيدهم زائل ومكرهم إلى بوار، فربهم ووليهم وقبلتهم في الغرب وربكم ومولاكم الله وهو ناصركم ومعينكم وهو نعم المولى ونعم النصير، وقد وعدكم الله النصر ولا يخلف الله وعده، فشمروا واستنجزوا ما وعدكم وسددوا وقاربوا ورابطوا واتقوا الله ولا تلتفتوا لمن يتساقط في الطريق ولا تستعجلوا النصر فلا يحبسه إلا الله حتى تتمايز الصفوف وتسقط الأقنعة عن المتلونين وينجلي المنافقين والخائنين فيتنزل نصر الله وتكون لكم العزة في الدنيا والآخرة، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر