الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 حوار اﻷديان وحوار الحضارات أكذوبة وعبث ترعاه العلمانية

 

يتجدد الحديث ويكثر من حين ﻵخر عن أكذوبة "حوار اﻷديان"، وللوقوف على حقيقة هذا الموضوع فلا بد من معرفة الحقائق التالية:

 

* الحوار من اﻷديان اﻷخرى مع اﻹسلام ليس جديدا، فقد بدأ مع ظهور اﻹسلام وانتشاره، وصدق الله حيث حذرنا منهم بقوله: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ فباءت محاوﻻتهم بالفشل واستمر الإسلام في الانتشار.

 

* ثم قام أعداء الإسلام بدراسة شاملة للإسلام والمسلمين بعد فشل حملتهم الصليبية لمعرفة كيفية القضاء عليهم.

 

☆ فوجدوا أن تمسك المسلمين بدينهم هو أهم أسباب عزتهم وقوتهم.

☆ وأن تمسكهم بدينهم يجعلهم يداً واحدة يبذلون كل غال ونفيس لنشر دينهم.

☆ وأنه لا يمكن الانتصار على المسلمين بالحرب العسكرية.

 

* ثم تبنت الماسونية حديثا رفع شعار الوحدة بين الأديان الثلاثة، الإسلام واليهودية والنصرانية، شعارات رفعها للأسف معهم بعض رموز اﻹسلام، فظهرت دعوات التقارب بين الأديان بصورة أوسع من ذي قبل.

 

* واستمرت المؤتمرات والدعوات لترويج هذه اﻷكذوبة بعناوين مختلفة حتى أيامنا هذه، لتسويق أكاذيب حوار الأديان وحوار الحضارات، والإسلام المعتدل والوسطي والدعوة لتطوير الخطاب الإسلامي، وكل ذلك من أجل زعزعة مفاهيم الإسلام المستقرة في أذهان المسلمين.

 

* ولكن هل يمكن التقارب بين اﻷديان (السماوية)؟!

 

* وهل تحاورت اليهودية مع النصرانية ابتداء؟!

 

فلماذا لم يكن الحوار ضروريا بين اليهودية والنصرانية خصوصا وأن اليهود يرون أنهم شعب الله المختار؟! ﻻ بل لماذا ﻻ يتحاورون فيما بينهم وخلافهم واضح، فمن الذي قتل أو صلب المسيح بزعمهم؟!

 

* ولماذا اﻹصرار العجيب على أن يكون الحوار منهما مع الإسلام والمسلمين؟!

 

* ثم مع من نتحاور؟! مع من يقول أن عزيراً ابن الله؟! أم مع من يقول أن المسيح ابن الله؟!

 

* وعلى ماذا نتحاور وكيف؟! واليهود والنصارى ﻻ يؤمنون بأن محمدا e نبي الله ورسوله وﻻ بالقرآن الكريم؟!

 

* إن مجرد جلوسنا نحن المسلمين لنحاور هؤﻻء القوم وكأننا نعترف لهم بصحة أديانهم، وبهذا فنحن نكذب على أنفسنا، كيف ﻻ وكتابنا ينطق بالحق أنهم على باطل وأنهم حرفوا وزوّروا كتبهم، ﻻ بل إننا بهذا الحوار معهم نزيدهم ضلاﻻ على ضلالهم، فقد يتوهمون أنهم على دين الحق!

 

* أكذوبة حوار اﻷديان هذه ﻻ تختلف عن حوار الطرشان بشيء إﻻ بالزي الرسمي للمتحاورين، فهذا شيخ وعالم مسلم يقرأ في قرآنه ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾ ويقرأ أيضا ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ﴾، وهذان قسيس وحاخام ﻻ يؤمنان ﻻ برسول الإسلام وﻻ بكتابه، فتخيل معي شكل هذا الحوار الذي تديره في عصرنا الحديث دول الغرب العلمانية التي ﻻ تعترف بدور الديانات في الحياة أصلا، فتفصل الدين عن الحياة وعن السياسة، فما هذا العبث الصارخ؟! دول استعمارية نفعية مقيتة همها المصالح المادية ﻻ غير وﻻ مانع عندها من استعمال النصوص المقدسة لدى الناس من أجل الذهاب بعيدا في البحث عن مصالحهم ليس إﻻ فالغاية عندهم تبرر الوسيلة.

 

* واﻵن أﻻ تستشعر معي ضخامة هذه اﻷكذوبة وحجم العبث المراد لتشويه الحقائق؟! حوار اﻷديان بإدارة الدول التي تفصل الحياة والسياسة عن اﻷديان؟! فكيف تهتم هذه الأنظمة باﻷديان بعد أن أبعدتها عن واقع الحياة؟! ﻻ بد أن وراء هذه اﻷكذوبة شيئا ما.

 

☆ فأين هي اليهودية في كيان يهود العلماني؟!

☆ ﻻ بل أين هي النصرانية في كيان ألمانيا التي يقودها اﻵن حزب يسمي نفسه حزبا مسيحيا؟!

☆ بل أين هم النصارى واليهود الذين يقودهم دينهم في معترك الحياة؟! ﻻ يوجد على اﻹطلاق.

 

* وفي المقابل فإن الإسلام كان يقود أبا بكر وعمر ومن بعدهما من الخلفاء، وكان يقود دولة الخلافة العثمانية قبل أقل من مائة عام؟!

 

* هذه المقارنة يجب أن تقود كل ذي لب غيور على إسلامه إلى الاقتناع بأنهم يسوقون علينا أكذوبة كبيرة جدا اسمها حوار اﻷديان، المراد منها أن يصبح الإسلام كاليهودية والنصرانية روحاً بلا جسد يتحرك، وهذا لن يكون بإذن الله، فما بعث الله نبيه محمدًا e للناس كافة وتكفل بحفظ رسالته إﻻ ليظهره على كل ظاهر، ألم تسمع قول الله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾؟

 

* إذن فالحوار المطلوب هو حوار سياسي بين دول علمانية وبين رموز إسلامية ﻻ يستطيع أي منهم أن يزعم أنه يمثل المسلمين في ظل غياب دولتهم دولة الخلافة الراشدة.

 

* على أنه ﻻ بد من اﻹشارة إلى أن الإسلام والمسلمين ﻻ يحتاجون من أحد أن ينظِّر عليهم في التسامح وقبول اﻵخر والتعايش، فنحن أسياد الدنيا في ذلك، يشهد لنا بذلك عقلاء وعلماء الديانات الأخرى وأتباع تلك الديانات الذين عاشوا بين ظهرانينا، ألم تر أن معابدهم ما زالت قائمة منذ ألف سنة ويزيد؟

 

* وإن كان ﻻ بد من حوار فلا بد أن يكون حوارا حول العقيدة تماما كما بين لنا سبحانه ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.

 

* فكانت هذه هي الدعوة الحصرية التي وجهها الإسلام ﻷهل الكتاب من أجل أن نلتقي على كلمة سواء قوامها أن نوحد الله في العبادة.

 

* وأخيرا يجب أن نعلم أن أتباع اليهودية والنصرانية ﻻ يبحثون عن الحق بحوارهم معنا، بل يبحثون عن أن نتنازل لهم عن الحق الذي نحن عليه لنتبع ملتهم، والله أخبرنا بما تخفيه صدورهم فقال: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾. فإذا كان هذا هدفهم فكيف يكون هذا حوارا؟! ألسنا أمام أكذوبة كبيرة اسمها حوار اﻷديان؟!

 

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْك وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ، وَنَخْضَعُ لَكَ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَكْفُرُكَ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرؤوف بني عطا "أبو حذيفة"

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 31 كانون الأول/ديسمبر 2017م 15:32 تعليق

    شكرا لهذا الطرح المميز في ميزان حسناتكم ان شاء الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع