إيرادات حجاج بيت الله ونفقات حكام آل سعود

 

بحسب الحكومة السعودية بلغ العدد الرسمي لحجاج العام 2017 نحو مليونين و352 ألفا و122 حاجا، بينهم مليون و750 ألف حاج من 168 دولة من أنحاء العالم، والباقي من داخل المملكة.

 

التساؤل حول القيمة الاقتصادية الفعلية التي جنيت من تجمع هذا العدد الضخم في مكان وزمان واحد لعدة أيام

 

حول العائد الاقتصادي للموسم الحالي للحج أوضح ماهر جمال رئيس الغرفة التجارية أن "نفقات الحجاج (من الداخل والخارج) خلال هذا العام يمكن أن تبلغ 27 مليار ريال سعودي (6.7 مليار دولار) مقابل 14 مليار ريال (3.7 مليار دولار) العام الماضي"، وحصة كل بلد مسلم من الحجاج هي 10 بالمئة من سكانه.

 

- وفي نيسان/أبريل 2016 أعلن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي عن خطة إصلاح طموحة أطلق عليها "الرؤية السعودية في أفق 2030" بهدف تنويع الاقتصاد الشديد وعدم الارتهان للنفط، وتشمل الخطة تطوير السياحة الدينية، وقال جمال إن "الأمل معقود بحلول 2030 في استقبال ستة ملايين حاج و30 مليون معتمر".

 

وتراجعت عائدات السعودية أكبر مصدر للنفط الخام، منذ منتصف 2014 بشكل كبير بسبب تراجع أسعار الذهب الأسود.

 

وذكر المؤرخ لوك شانتر المتخصص في الحج أثناء الحقبة الاستعمارية أنه "حتى اكتشاف النفط كان الحج يمثل المصدر الأول لمداخيل السعودية". وأضاف "حتى قبل الإسلام كانت مكة موقعا تجاريا. كانت مكانا للتبادل التجاري الدولي اختلط فيه باستمرار الجانبان الديني والتجاري".

 

وفي المراكز التجارية المحيطة بالمسجد الحرام بمكة يكثر الازدحام في المتاجر، ولا تغلق المتاجر أبوابها إلا في مواعيد الصلاة لفترة قصيرة. وتجد في هذه المتاجر كافة الماركات العالمية. وحتى في جبل عرفات ركن الحج الأعظم، كانت بائعات السجاد هنا وهناك. الهدايا تستأثر بنحو 14% من إجمالي إنفاقهم. ويستحوذ قطاع الفنادق والإسكان على نحو 40% من مداخيل الحج حسب بعض الإحصائيات للأعوام 2012، 2013 و2014، على سبيل المثال وليس الحصر.

 

(لقد بلغت واردات السعودية من موسم الحج والعمرة للعام 2012 أكثر من 62 مليار ريال "16.5 مليار دولار"، وفقا لما نقلته صحيفة "اليوم" السعودية في عدد سابق.

 

 أما واردات عام 2013، ففي موقع هسبريس الاثنين 14 تشرين الأول/أكتوبر 2013، (ذكرت المجلة البريطانية الإيكونوميست، أن موسم الحج يجلب للسعودية حاليا 16.5 مليار دولار أي حوالي 3٪ من إجمالي الناتج المحلي).

 

أما موقع المرصد العربي للحقوق والحريات، فقد ذكر الآتي بخصوص عائدات 2014 (وكانت الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة قد أعدت دراسة حديثة قدرت فيها أن إجمالي أرباح موسم الحج لعام 2014، سوف تبلغ 20 مليار دولار.

 

وقال الخبير الاقتصادي، عبد المنعم بخاري، لـ"الشرق الأوسط"، إن معدلات إنفاق حجاج الخارج أكثر من حجاج الداخل في الغالب، لافتا أن متوسط ما ينفقه الحاج يبلغ ألفي دولار خلال 12 يوما، تنفق في السكن والتغذية والهدايا والتذكارات، والنقل الجوي والبري. وأن أغلب الحجاج من الشباب (70%) تتراوح أعمارهم بين ثلاثين وخمسين سنة، وهو أمر لافت للنظر، يجعل هذه المتغيرات تنعكس على الاقتصاد.

 

 ماهر جمال، رئيس الغرفة التجارة والصناعة في مكة المكرمة، قال لـ"الشرق الأوسط" إن 15% من تكلفة الحج القادم من الخارج تكون في البلد القادم منه الحاج كقيمة التذكرة و25% تذهب للوسطاء في بلده أيضا، بينما تتوزع 60% بين السكن والنقل والإعاشة).

 

قبيل موسم الحج إلى بيت الله الحرام لهذا العام 1439 للهجرة، رفعت السلطات السعودية سوط التضييق على المعتمرين والحجاج عبر رفع تكاليف الفريضة، وهذه الممارسات تستهدف كل مسلم.

 

تتباين تكلفة الحج من شخص إلى آخر، وهو ما عكسته تصريحات الحجاج فمنهم من اشتكى من ارتفاع التكلفة حيث بلغت بالنسبة له 9.800 دولار، بينما البعض سبعة آلاف، وبعضهم ستة آلاف دولار، وهو يعتبر مبلغاً ضخماً لأغلب المسلمين إذ أغلبهم يعيش ضمن دول دخل الفرد فيها متدنٍ؛ إذ هناك أكثر من عشرة بلاد إسلامية دخل الفرد السنوي فيها أقل من 2000 دولار باستثناء بعض مسلمي الخليج وأوروبا وأمريكا.

 

وهناك الآلاف من المسلمين الفقراء الذين لا يقدرون على تغطية تكاليف الحج الباهظة هذا العام، حيث رفعت السلطات السعودية أسعار تأشيرات الحج بنسبة 14% عن العام الماضي، إضافة إلى الغلاء المتفاقم في جميع الخدمات المقدمة للحجاج هذا العام مثل أسعار الفنادق والمواصلات والتأشيرات وغيرها.

 

تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في مدينة مكة المكرمة نحو 1100 فندق، وعدد غرفها 172 ألف غرفة فندقية، المناطق القريبة من الحرم تكون أسعارها مرتفعة، بعكس البعيدة.

 

فأين تصب كل الواردات المتأتية من الحج والعمرة؟! أتنفق في دعم المحتاجين من المسلمين؟! أتصرف في مصلحة شعب المملكة؟! هل تستخدم في رفع مستوى المعيشة في المملكة؟ هل تستغل في مشاريع هدفها مساعدة البلاد الإسلامية التي حطمتها الحروب كسوريا أو غيرها...، أو تنفق في دول فتكت بها الأمراض وانتشر بها الجهل كالصومال؟!!! الجواب لا.

 

وباعتبار أن الحج فريضة إسلامية فيجب أن يكون المشرف المباشر على أرباح الحج مؤسسة إسلامية جامعة (الدولة الإسلامية) تتولى إدارة الشؤون المالية للحج من تكاليف ومن إيرادات وتتولى توزيع الأرباح على المشاريع. إلا أن ما يحدث فعليا هو أن المستفيد الفعلي من أرباح الحج والعمرة هم الفئة الحاكمة من آل سعود والشركات المتشاركة معهم. وتذهب هذه الأرباح إلى جيوب فئة قليلة تكدس هذه الأرباح لتدعم بها مشاريع خارجية لا تمت إلى الإسلام والمسلمين بصلة.

 

ومع احتكار الخدمات الدينية والتسهيلات للحجيج مع غياب أي شركات إقليمية منافسة وأي إشراف إسلامي عام عليها، فإن هذه المليارات تقدم كأرباح على طبق من ذهب للشركات السعودية العاملة في الإسكان والنقل والتجارة والغذاء وغيرها من الخدمات لا سيما تلك المملوكة لأمراء الأسرة الحاكمة من نظام آل سعود.

 

(تحدث المغرد السعودي المعروف بـ"مجتهد" عبر تويتر عن التركة التي تركها الملك السعودي الراحل عبد الله وكيف قسمت قائلا: "استكمال تقسيم "السيولة" من تركة الملك عبد الله حيث كان نصيب الذكور والزوجات 8 مليارات ونصف تقريبا بينما نصيب الإناث 4 مليارات وربع". وأضاف ذاكرا عدد أبناء وبنات الملك وعدد زوجاته قائلا: "وإذا كان عدد الأولاد 15 والبنات 19 وزوجتان فمجموع السيولة الذي في التركة 225 مليار ريال، وتقدر الأموال غير السائلة ولم توزع في حدود نفس المبلغ"، أما ثروة الملك فهد بن عبد العزيز، فقد تحدث موقع الحجاز عن هذا (وتضيف المصادر، بأن ما تركه الملك من ثروة أكبر بكثير مما كان متوقعاً. فقد قيل إن الملك فهد كان أحد أكبر أثرياء العالم وأنه يمتلك نحو أربعين مليار دولار؛ لكن الذي ثبت بعد موته أن الأموال فقط تصل إلى نحو 190 مليار دولار).

 

 إن عدد أولاد وبنات الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود، هو 70 ولدا وبنتا، وعشرات الزوجات، ومئات الأحفاد وأولاد الأحفاد، ومن المؤكد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك.

 

* المكافآت الشهرية: جمعت وكالة الأنباء رويترز بعض برقيات ويكليكس الجديدة التي تخص السفارة الأمريكية في السعودية وتوضح مواضيع عدة.

 

برقية للسفير الأمريكي معنونة بـ"الغنى الفاحش للعائلة المالكة" يوضح فيها كيف يحصل أفراد العائلة المالكة من أصغرهم وأبعدهم نسباً حتى أقربهم نسباً إلى الملك عبد العزيز.

 

فطبقاً للبرقية فإن الحكومة السعودية تصرف للعائلة المالكة مكافآت كالتالي:

 

أبناء عبد العزيز: 270  ألف دولار شهريا

أحفاد أبناء عبد العزيز: 27 ألف دولار شهريا

ثم من أحفادهم يحصل بالدرجات التالية على 13 ألف دولار شهريا، والذي بعده يحصل على 8 آلاف دولار شهرياً

أبعد فرد نسبة في آل سعود يحصل على 800 دولار شهريا.

وتصرف القروض للأمراء أيضاً لمساعدتهم في الزواج وبناء القصور...

 

وتقول البرقية إن برنامج المكافآت يشجع العائلة المالكة على التكاثر لأن المكافأة تصدر للمولود حتى لمجرد ولادته.

 

وتصف البرقية حال بعض الأمراء بأن المكافآت لا تكفيهم، فإنهم يحصلون على المال من طرق أخرى.

 

إن تحصيل الأموال يجري بطرق أخرى حيث إن بيع 10 مليون برميل من النفط يومياً يحصل على أرباحه خمسة أو ستة أمراء من الأسرة. وهناك طريقة لتحصيل الأموال عبر الاستيلاء على الأراضي من الأمراء الجشعين لبيعها للحكومة السعودية لعمل المشاريع عليها. والاستيلاء على الأراضي لا يقتصر على الأمراء فقط بل على رجال الأعمال المقربين للنظام.

 

وللأمراء طريقة في استجلاب العمالة وجعلها تدفع ما قيمته 30 إلى 150 دولارا كمقابل لإقامة هؤلاء العمال.

 

طبقاً لبرقية في شباط/فبراير 2007، يقول فيها السفير الأمريكي في تقرير له إن إصلاحات قام بها الملك عبد الله في تنظيم العائلة المالكة أثارت العائلة المالكة بشكل سلبي.

 

قطع خدمة الهاتف الخلوي المجانية لآلاف الأمراء والأميرات، قطع خدمات السكن المجاني المدفوع من الحكومة في الفنادق في جدة، ومنع الأمراء والأسرة المالكة من طلب التذاكر المجانية من الخطوط الجوية السعودية الحكومية...

 

حيث قام وزير الداخلية نايف وأمير الرياض سلمان بمواجهة الملك عبد الله بسبب موضوع تقليل المميزات التي يحصل عليها الأمراء، ولكن ورد في البرقية أن الأمير سلطان وقف بمواجهتهم ودعم الملك عبد الله، وحذرهم أن الملك عبد الله وتحديه خط أحمر وأنه لن يعبر ذلك الخط الأحمر أبداً.

 

ويعلق السفير في برقيته أن الأمير سلطان ينظر إلى وحدة العائلة واستقرارها بأنه أهم شيء.

 

شركة الجزيرة للنقل التي يملكها رجل الأعمال الشيخ علي حسن ناقور، والتي مقرها جدة، وهي شركة النقل الرئيسية للحجاج والمعتمرين:

 

في حوار مع جريدة الجزيرة مع الشيخ علي ناقور حيث حاوره حسن محني الشهري. هذان سؤالان مع الإجابة عليهما:

(* شركة الجزيرة للنقل تقوم بخدمة الحجيج وأنتم مسؤولون فيها. حدثنا عن دورها؟

 

- شركة الجزيرة تأسست عام 1413هـ بمائة حافلة ثم كبرت حتى صار عدد الحافلات ما يقارب الألفين... والتوسع كان فيها مدروساً وكان فيها تنظيم ونموذج من حيث الإدارة والموظفون... وهي تمثل إنجازاً جيداً بحيث إننا استطعنا في خلال وقت وجيز إنجاز شركة بهذا الحجم والإنجاز والتقنية والإنجازات وهي الآن تعتبر من أكبر الشركات الناقلة للنقل الدولي والسياحي وللحجاج، وهي تشترك في النقل الدولي ولها محطات في دول مثل مصر ودول الخليج وتونس ولبنان واليمن وبعض الدول لها وكلاء هناك والبعض لها محطات وكل حسب المواسم.

 

النقل والعمرة:

* من المعروف أن النقل يعتبر الحج له موسماً كبيراً، ماذا عن العمرة؟

 

- العمرة الآن صارت مثل الحج لأنها في معظم العام، وبالعكس فالحج عدد بالحد الأقصى مليون ونصف.. أما العمرة على مدار العام وعدد المعتمرين يقارب الستة ملايين).

 

هذا يعكس مدى الأرباح الهائلة التي حققتها الشركة من الحجاج والمعتمرين مما أدى إلى توسع كبير جدا في عدد حافلات الشركة ومستوى أعمالها. فالمسلمون يصرفون أموالهم في الحج وجزء مهم منها في المواصلات والمستفيد الرئيسي هو الشيخ ناقور. في الحقيقة هذه الأرباح لم تنعكس على أي مسلم في انخفاض تعرفة المواصلات ولا برؤية مشروع واحد لناقور في أي بلد من بلدانهم.

 

الجزء الرئيسي من أرباح الحجاج والمعتمرين لناقور ذهب لشراء حصص في نادي تشيلسي البريطاني. حيث تم توقيع عقد مع نادي تشيلسي والعقد من شأنه، حسب تصريحات الناقور عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، أن يساعد الفريق الإنجليزي على النشاط بشكل أكبر في سوق الانتقالات المقبلة قبل بداية الموسم الجديد، وستحصل المجموعة على صندوق خاص في النادي باسم (Nagoor 18) وهذه الصناديق تمنح عادة لكبار المساهمين في النادي.

 

والهدف من هذه الخطوة كما يقول ناقور، (بأن هدفه هو دخول خط الاستثمار في تشيلسي وزيادة شعبية النادي في السعودية خصوصا والوطن العربي عامة، وإنشاء المقاهي والأندية المصغرة الخاصة بمشجعي الـ"بلوز"، إضافة إلى تسهيل مهمة الراغبين في عضوية مشجعي النادي من السعوديين والعرب).

 

وقد بقيت بنود هذه الاتفاقية سرية، إلا أنه من المؤكد أن ناقور دفع مبالغ باهظة جدا، وهذه المبالغ هي مقتطعة من جيوب الحجاج والمعتمرين.

 

فلا بد لكل مسلم أن يعرف أين تذهب أمواله عندما يحج أو يعتمر. فالكثير من المسلمين تكون تكاليف الحج بالنسبة له هي (تحويشة العمر).