الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق
دور صناعة السينما الترفيهية (بوليوود) في تدمير الأسرة المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

دور صناعة السينما الترفيهية (بوليوود) في تدمير الأسرة المسلمة

 

(مترجم)

 

الاسترخاء والتمتع هي العوامل المطلوبة للغاية في العالم المادي الذي يسيطر عليه الإجهاد. وأسهل الطرق للوصول إلى الترفيه والمتعة هو التلفزيون، حيث يزود الناس بكل أنواع التسلية داخل المنزل، إلا أنه يحتوي على محتويات ومضامين تقوض القيم الأسرية في الإسلام. وحتى بعد انفصال باكستان عن الهند، ظل التشويش الثقافي قائماً، بالرغم من كون الإسلام قد يكون الدين الرسمي للبلد الجديد، ولأغلبية الشعب، ولكن لم يتم وضعه أبداً موضع النظام والقوانين التي تطبق على الناس. فقد تحول الزواج إلى شاشات كبيرة، ويعتبر المهر ضماناً لسعادة الفتاة. وأصبح ما يسمى بحمام الطفل (godh bharai) أمراً عادياً والأرامل يلبسن فقط الملابس البيضاء. بالإضافة لاعتماد مهرجان الربيع (Basant) ومهرجان الألوان (Holi)، كما وتوجد المهرجانات الثقافية الخاصة.

 

دائماً ما أظهرت صناعة السينما الهندية (بوليوود) رؤيتها عن الثقافة الآسيوية بطريقة ملونة جداً، مما يترك أثراً قوياً ليس فقط على عقول المشاهدين ولكن على أولئك الذين كانوا يعملون على تطوير صناعة السينما والمسرحيات في باكستان. فالكُتاب الذين يكتبون القصص، قد تحولوا إلى كتابة المسرحيات والأفلام، والتي أصبحت بعد ذلك حلم الملايين من الناس. فبوليوود لا تشعر بالخجل من سرقة قصة من هوليوود، وبعد مضي القليل من الوقت نحصل على نسخة في باكستان والتي تكون بالفعل محملة بشكل كثيف بالمفاهيم الثقافية الهندوسية والغربية على حد سواء. فقد تم نسخ الفيلم الشهير "العراب" من قبل كل من الهند وباكستان، تحت الاسم نفسه. بغض النظر عن الملابس المبتذلة، أو الاختلاط المفتوح بين الرجال والنساء، أو الفكاهة المهينة، أو العبودية إلى الرغبات أو المساواة بين الجنسين، فإن كل شيء موجود ويعرض في المسرحيات والأفلام الباكستانية. وفي محاولة لإظهار ثقافة الغنى والفحش، تعرض مراسم الزفاف على الشاشة بشكل يظهر الترف الزائد بحيث يبدو وكأن أحداً لا يتذكر أن الهند وباكستان لديهما أعداد مخجلة من الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر. إلا أن هذا أدى إلى تطوير سوق ملابس الزفاف المكلفة جداً والتي تحتاج بالطبع لعروض الأزياء الفخمة حيث تعرض النساء هذه الفساتين دون أي اهتمام بالأحكام الإسلامية.

 

وبسبب التقليد للثقافة الغربية والهندية، فقد مسلمو باكستان هويتهم الإسلامية وهذا واضح في المسرحيات والأفلام التي قدمتها صناعة الترفيه لدينا. والهدف الوحيد هو عرض أي شيء يباع. حتى الأمور المبتذلة والمخجلة تم اعتمادها تحت اسم "الثقافة". قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾.

 

إن هذا العصيان والمجون الملون يدمر مجتمعاً ذا أغلبية مسلمة في باكستان من نواحٍ عدة:

 

تأثيره على الشباب:

 

يعرف الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة كأساس مهم للمجتمع ويقدم مبادئ واضحة بشأن كيفية الحفاظ على صلاح المجتمع. ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾.

 

إن طريقة تصوير هذه العلاقة من قبل صناعة الترفيه جعل العلاقة بين الذكور والإناث مقتصرة على رومانسية ذات طبيعة رخيصة، كما يتم إظهار هذه الصورة على أنها أمر ينبغي أن يحظى بالأولوية فوق كل شيء آخر، بل ويظهر إلى حد ما أن الحياة لا تكون إلا بالوقوع في الحب. إن تأثير كل هذه السموم يمكن ملاحظتها في سلوك الشباب. ففي عام 2015، كشفت حادثة عن تأثير صناعة السينما على الشباب حيث قتل طالب من الصف العاشر زميلته الشابة وأقدم على الانتحار. وقد تركا وراءهما رسالتين لوالديهما وكان اسماهما منقوشين على أسلحة بعضهما البعض. إن هناك فيلماً هندياً شهيراً اسمه "إك دوج كي لي" (لبعضنا البعض) والذي يعكس مفهوم "روميو وجولييت"، حيث ينهي الزوجان حياتهما بالانتحار لأن الأسرة ضد زواجهما. كانت هذه حالة صادمة، ولكن العديد من الشبان يعيشون في منطقة غير واضحة المعالم، حيث يتوهمون بأنهم يعيشون حياة تشبه حياة بطل الفيلم أو البطلة. إن الجامعات والكليات هي أماكن مثالية لبدء علاقات الحب، حيث إن معظم الأفلام والمسرحيات الهندية والباكستانية تظهر فقط المؤسسات التعليمية كأماكن يلتقي فيها الفتيان والفتيات ليبدأوا علاقات الحب.

 

وهناك حالة أخرى لفتت الانتباه كانت من قنديل بلوش، وهي فتاة قروية فقيرة أعماها سحر وبريق الشهرة. نسخة من برنامج محبوب أمريكا (American Idol)، الذي لديه نسخة هندية ومن ثم باكستانية حيث أعطى قنديل الفرصة لتصبح مشهورة. هذا النوع من البرامج يشجع الشباب على تجاوز الحدود وتجريب حظهم للحصول على الشهرة. فالبيوت الكبيرة والسيارات الكبيرة التي تظهر على الشاشة خلقت الرغبة والجشع في نفوس الشباب وبدأوا التفكير في أن المال هو المصدر الوحيد للتقدير والقبول. ويبدأون بتخيل الحياة، حيث يكون الزوج المثالي بالنسبة للفتاة، هو الرجل الوسيم صاحب منزل كبير وسيارة كبيرة وجيش من الخدم. وبالنسبة للفتى، تكون الفتاة المناسبة هي الفتاة المتبرجة وصاحبة الوزن المثالي، ووالدها لديه عمل ضخم حيث ينتظر الشاب أن يحصل عليه. وهذا يلغي مفهوم الرضا والسعادة ضمن المفهوم الذي وضعه الله.

 

كما أن الزيادة مؤخراً في عدد أيام الاحتفالات التي تسبق حفل الزفاف قد أثبتت رواجها في مجالات الإعلام. الحناء (Mehndi) والذي كان يعتبر مسألة ثقافية خاصة للأسرة، حيث يجتمع الأقارب معاً ويستمتعون بيوم قبل حفل الزفاف، تحول إلى أداء رقص مشهور بشكل كبير يمارس لأيام تحت إشراف الخبراء. هل مباح في الأحكام الإسلامية أن ترقص العروس مع أفراد الأسرة الآخرين أمام زوجها؟ إن هذا يتحدى الحدود الشرعية التي حددها الله للعلاقة بين النساء والرجال غير المحارم.

 

تأثيره على الحياة بعد الزواج:

 

على الرغم من أن صناعة الترفيه تبالغ في المشاعر العامة، إلا أنها تلعب دوراً في التأثير على الناس وتشكيل آرائهم بشأن توقعاتهم لعلاقات معينة، وخاصة تلك العلاقات التي تنشأ بالزواج. فمع مفهوم "ثم عاشوا بسعادة إلى الأبد" تظهر أن نضالات ومشاكل الحياة يتم حلها مع الزواج، في حين إن الزواج هو مجرد بداية. وجمال العلاقة يكمن في دعم بعضكم لبعض في عبادة الله سبحانه وتعالى والوفاء بواجباتكم.

 

يعرف الإسلام الزواج بأنه الأمر الذي يشبع غريزة النوع ولكن بطريقة تحمي المجتمع وتحافظ على الجنس البشري. إن الزواج الذي يشاهد على شاشات التلفزيون بعيد كل البعد عن الواقع كما ويضع معايير مستحيلة للأزواج الشباب لتحقيقها.

 

في كثير من الأحيان، فإن الزوج أو الزوجة يتوقعان معاملة "رومانسية" من الطرف الآخر كما يعرض في المسرحيات والأفلام، بحيث إذا لم يتطابق الواقع مع هذه التوقعات غير الواقعية، فإن ذلك يخلق الإحباط والاستياء والتوتر بعد الزواج. وهذا لا يعرض العلاقة بين الزوج والزوجة للخطر فحسب بل أيضاً جميع العلاقات الأخرى المرتبطة بهما. ففي الواقع، قد يكون لدى الطرفين أسر كبيرة تحتاج للرعاية والدعم، الأمر الذي قد يكون صعباً ولكن لا ينبغي أن يقلل من مؤهلات الزواج عند أولئك الأشخاص. بالإضافة لذلك، فإن الله سبحانه وتعالى يعرف قوة عبده أفضل من أي شخص آخر، فإذا كان المسلم يرحم أقاربه ويتعامل معهم برأفة، فإنه بالتأكيد سوف ينال رحمة الله..﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء﴾.

 

تدميره للحياة الأسرية والأطفال:

 

كثيراً ما يصور الأطفال على أنهم أسياد صغار غالباً ما ينظرون إلى إهانة آبائهم باسم الحب السخيف أو البراءة الغبية. ويظهر الأطفال على أنهم يشككون في حقهم في الحرية ورغبتهم في السلع الدنيوية، والآباء الذين يسعون بشكل دائم لتلبية رغباتهم. والشيء الآخر المهم هو المفهوم المتعلق بشكل الأم. فقد لوحظ وقوع حوادث حيث يرفض الأطفال الصغار أخذ أمهاتهم إلى المدرسة لأنهن لا يتناسبن مع مقياس النظر بالنسبة للجمال والوزن. فبدلاً من قضاء الأمهات بعض الوقت في تعليم أطفالهن، يقمن بقضاء المزيد من الوقت في أماكن اللياقة البدنية لتحقيق النظرة المثالية. كما أن المشاهير يزيدون الأمر صعوبة من خلال الخروج علناً في ما يسمى "بالجسم المثالي" بعد بضعة أسابيع من الولادة. فعندما يرى الأطفال آباءهم يركضون بشكل أعمى نتيجة هذه الفتن، فإنهم يبدأون تلقائياً بنفس نمط الحياة مما يؤدي إلى تطوير الاستيعاب الذاتي للناس، وهاجس الشكل والمنظر، حيث إنهم غير مقتنعين بأنفسهم وبحياتهم. إن علاقة الطفل والوالد ينبغي أن تبنى على أساس الاحترام والتعلم.

 

دائماً ما كانت القيم الأسرية في الإسلام عنصراً قوياً جداً من الهوية الإسلامية. هذه الصناعة الترفيهية مشغولة بتدمير هذه القيم. ساعات وساعات من البرامج الصباحية والبرامج الحوارية موجودة باستمرار لغسل أدمغة الناس. وينبغي أيضاً ألا ننسى أن الحكومات الغربية تفرض نفوذها على الدول من خلال استخدام وسائل الإعلام... إنها أداة استعمارية مهمة. لم يكن نشر شخصيات تلفزيونية مختلفة في السفارة الأمريكية حدثاً معزولاً ولكنه أظهر مفعول التأثير.

 

إن سلامة نظام الأسرة المسلمة ممكن فقط بتطبيق الشريعة الإسلامية تحت راية الخلافة حيث يستطيع الرجال المسلمون والنساء المسلمات أن يعيشوا حياتهم في طاعة الله سبحانه وتعالى. وسوف تعمل الخلافة على التأكد من عدم وصول أي مفهوم فاسد أو فاجر إلى الناس تحت اسم الترفيه. ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾.

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

1 تعليق

  • Amel HT
    Amel HT الثلاثاء، 09 تشرين الأول/أكتوبر 2018م 23:08 تعليق

    بارك الله جهودك الكريمة بالفعل التلفاز وما تنتجه وتبثه من برامج كالسرطان الخبيث الذي يسري في بيت كل مسلم اعان الله الامة على اقتلاعه من جذوره

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع