- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة إلى الله
قال الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]
إن الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء والرسل والصالحين من عباده. ولم يسأم الظالمون من لبوسهم لباس الدعاة، ليلبسوه على الناس ويشكِلوا عليهم دينهم. والله تبارك وتعالى يخاطب رسوله الكريم ﷺ ، ليعلن ويوضح منهجه ودعوته إلى الله، بدون لبس أو مداهنة، ويدعو الناس إلى إخلاص العبودية والربوبية وتوحيد الله وحده لا شريك له، وإخلاص التوجه والعمل له والطاعة في ما أمر ونهى، لنتعلم نحن كيف تكون الدعوة إلى الله ولا يلتبس علينا الأمر.
فالرسول ﷺ ومن تبعه يدعون إلى شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهذه منهاج حياة لا يصلح حال الدنيا إلا بتحقيقها في واقع الحياة، فلا معبود بحق إلا الله لا شريك له في ملكه ولا في خلقه ولا في تدبيره ولا في رزقه ولا في قدرته ولا في هيمنته على خلقه وتصريف شؤونهم، سبحانه وتعالى عما يشركون، وحق الشهادتين هو الالتزام بالإسلام كله بكل ما جاء به رسول الله ﷺ ، بتحكيم شرع الله وتنظيم شؤون حياة الناس بالشريعة الإسلامية حصريا.
فمن كان يزعم أنه يدعو إلى الإسلام فليلتزم أولا بما جاء به رسول الله ﷺ ، ويقيم دين الله، ويحسن تطبيقه وتنظيم شؤون حياة الناس بشرع الله والالتزام بسنة رسول الله ﷺ ، وإلا فإنه ممن يصدق بحقه قول الله تبارك وتعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ﴾ [البقرة: 85-86]
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً * وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً﴾ [الأحزاب: 45-47]
يا أيها الرسول بلغ الإسلام أنت ومن اتبعك وآمن بك ولا تطع الكافرين والمنافقين والمرجفين ولا تداهنهم، وبشر المؤمنين بأن لهم فضلا عظيما من الله على طاعته والامتثال لأمره، وامض في سبيلك وأقم الدين خالصا لوجه الله تبارك وتعالى، ولا تطع الكافرين والمنافقين، وتوكل عل الله وكفى بالله ناصرا وكفيلا.
ويقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحديد: 28]
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله واثبتوا على دينكم، والتزموا بما جاء به رسول الله ﷺ أينما كنتم، ولا تغرنكم الحياة الدنيا وأطيعوا الله ورسوله وأقيموا دينكم، يرفع الله شأنكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويغفر لكم ويرحمكم.
ويقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33]
فمن أحسن ممن آمن واستقام على الإيمان، وصدّق عملُه قولَه وأقام دين الله والتزم بشرع الله وعمل على تحكيمه بتنظيم حياة الناس، وتحقيق العدل والإنصاف بينهم وقضاء مصالحهم، ورعاية شؤونهم بشرع الله، ونبذ ما جاءنا به الكفار من تشريعات، تؤسس للظلم والاستبداد والبطش بكل من دعا إلى تحكيم الإسلام كما جاء به رسول الله ﷺ نقيا صافيا ودعا الناس للدخول في دين الله أفرادا وأفواجا.
المؤمن يصدق قوله عمله وسرُّه علانيتَه وشاهدُه غائبَه، والمنافق يخالف قوله عمله وسره علانيته وشاهده غائبه، ويكيد للمسلمين بكل حال وموقف، ويبطش ويظلم ويستبد ويوالي الكفار، ويخدمهم ويحارب الإسلام والمسلمين على كل صعيد.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً﴾ [النساء: 136]
إن قضية الإيمان هي قضية مهمة في حياة البشرية، قد يعتريها عند المؤمنين بعض التغشية فتجد القرآن الكريم يدعوهم ويذكرهم للانتباه لصحة عقائدهم لتبقى حية في قلوبهم وراسخة في واقع حياتهم، وإذا أصابها انحسار في واقع حياتهم عليهم الإسراع والجد في العمل لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الخلافة على منهاج رسول الله ﷺ ، كما أن القرآن الكريم يدعو الكفار والمشركين إلى الإيمان والدخول في طاعة الله ورسوله بمعنى الدخول في الإسلام ليتحقق لهم الأمن والسلام...
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»، أمرنا رسول الله ﷺ بالتبليغ عنه ولو بآية، ورسول الله ﷺ قدوة لنا نعمل كعمله في كل شأن، وهنا بشكل خاص في مجال الدعوة لأهمية هذا العمل في تبليغ ونشر الإسلام وتعلمه وتعليمه يكاد يكون أساسا مهما في إيجاد الوعي والمحافظة عليه من حيث إنه مجال لإحداث حركة علمية، ونشر للإسلام والمحافظة على دولة الإسلام واستمراريتها... والدول الظالمة في بلاد المسلمين تمنع المسلمين من نشر الإسلام والتحدث به إلا بما يخدم تثبيت الحكام الظلمة.
وأخيرا علينا جميعا أن ندعو لاستئناف الحياة الإسلامية لإقامة الدولة الإسلامية التي تحكم بشرع الله وتلم شمل المسلمين وتنصفهم وتحمي بيضتهم وأموالهم وأعراضهم وتحكمهم وتنشر الإسلام في أرجاء المعمورة، على منهاج رسول الله ﷺ وصحابته الكرام، وتنشر العدل والهدى بين الناس. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم سلامة
وسائط
1 تعليق
-
﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]