الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قضية المرأة في القرن الواحد والعشرين هي إعادة الخلافة الراشدة من جديد

 

لا يمل إعلام النظام في شتى بلاد المسلمين من الكلام عن قضايا المرأة! وعادة ما تنحصر المحاور عن هذه القضايا في إطار "النسويات" الضيق. ويعتبر الكثيرون أن القضايا التي تهم المرأة هي القضايا التي حددها مفكرو وإعلاميو الغرب الكافر المستعمر، بغض النظر عن احتياجات المرأة الفعلية على أرض الواقع، ولقد انضبع بذلك مفكرون وإعلاميون من المسلمين لاحقا ركوباً لموجة الغزو الثقافي الغربي التي استهدفت المرأة بالدرجة الأولى!

 

وفي الواقع، وبعيداً عن التخيلات وعن الدوران في فلك الأجندات الغربية، نجد أن هذه القضايا المطروحة متكررة معروفة كالإسطوانة المشروخة؛ مساواة مع الرجل في الراتب واستقلالية وتمكين وضد التمييز والعنف ضد المرأة والميراث وشهادة المرأة و"العدالة الاجتماعية" كلها محصورة في الترويج للفواحش والانحلال في تعدد العلاقات بين الجنسين أو الدعاوي للشذوذ الجنسي باسم الحريات، وأدت إلى تشويه وخلع الزي الشرعي للمرأة وخلع يد المرأة من طاعة ولي أمرها بالإضافة إلى تتفيه دور الأم في تربية الأبناء وتجريم بقائها في بيتها وعدم خروجها إلى العمل، والترويج للسطحية بجعل جُل اهتمامات المرأة بالمظهر الخارجي دون جوهر الاهتمام بالعقل والتقدم بالعلم والتعلم، ويتم تمرير كل ذلك بجعل التزام المرأة بأحكام الإسلام المختلفة "خياراً" يندرج تحت بند "الحرية الشخصية". وذلك من أخطر ما يكون، فمن يروج لهذه الأفكار المدمرة التي أصبحت "قضايا المرأة المهمة" هم أعداء الإسلام الذين يريدون للمرأة المسلمة أن تكفر وأن تعيش حياة غير إسلامية بتغيير مفاهيمها عن الإنسان والحياة والكون وبتحريف عقيدتها الإسلامية إلى العقيدة العلمانية وفصل الدين عن الحياة، وادعوا أن ذلك لا يخالف الإسلام، فارتداء المرأة المسلمة للخمار والجلباب أصبح حرية شخصية وهي التي تقرر إن كانت تريد ذلك أم لا تريده، وبالتالي لها أن لا ترتديه إن كان ذلك ما تريده! ووقوفها في وجه والدها وأهلها بإلغاء ولايتهم عليها في زواجها بحجة أنها بالغة راشدة! أو تحريضها على عدم طاعتها لزوجها لأن المجتمع الشرقي "مجتمع ذكوري" وأن القرآن فسره رجل! والمصيبة لا تقف عند هذا الحد! بل إن هذه الأفكار الهدامة أصبحت "حقاً وقضية" لـ"تمكين المرأة" ويزعمون أنه "مساواة (مفقودة) مع الرجل" تأسياً بالمرأة الغربية التي تعيش في الغرب "حياة الرفاهية والحرية" وهي أبعد ما تكون عن ذلك! والنتيجة المرجوة من كل ذلك هو إخراج المرأة إلى سوق العمل لتنخرط في المنظمة الاقتصادية الرأسمالية حتى تتحول إلى رجل عليه جميع النفقات بالإضافة إلى تأخير زواجها وإنجابها للأطفال بحجة "التحضُر والاستقلالية".

 

أما في واقع الأمر فإن كل هذه المؤامرات التي تُحاك حول المرأة المسلمة فهي لتدمير سعادتها واطمئنانها في الحياة الدنيا بإبعادها عن الالتزام بأحكام الإسلام، وأنها قد تحولت إلى سلعة رخيصة كالمرأة الغربية، وخسرت قوامة الدولة والمجتمع والرجل الذي أحاطها بها الإسلام لأن "الزمن قد تغير"، نعم لقد تغير الزمن إلى الأسوأ بالنسبة للبشرية بعد أن توقفت عقارب الساعة في ذلك اليوم الذي هُدمت فيه الخلافة العثمانية في عام 1924م، ومُنع الخير عن العالم بعد أن غاب الحكم بقوانين رب العالمين!

 

إن قضايا المرأة المسلمة وغير المسلمة المطروحة على الساحة الإعلامية اليوم لا تمت لحياة المرأة العربية أو الغربية بصلة إلا في نطاق هامشي بينما تظل قضايا المرأة المهمة والعاجلة والتي تمثل لها الحياة أو الموت في طي الكتمان. وذلك مقصود لأن إعلام النظام إعلام مسيس في بلاد المسلمين ويتبع أجندات غربية تريد للمرأة أن تحذو حذو الإنسان الذي يعيش في ضنك في البلاد الغربية الرأسمالية التي جعلت من المرأة فأراً يدور ويركض في ساقية التجارب ضمن النظام الاقتصادي الرأسمالي الطاحن الذي جعل من الإنسان كتلة مادية ونفعية يتحرك فقط في إطار مصلحته وإشباع رغباته بحجة الحريات! وكلنا نعلم أن الإنسان في الغرب قد تجاوز مرحلة الانحطاط الأخلاقي وتجاوز مرحلة التمسك بالقيم والدين إلى مرحلة الكفر الصافي بسبب العلمانية وفصل الدين عن تسيير شؤون حياة الخلق كما أراد لها وأمر بها خالق الخلق جل وعلا. إن قضية الإنسان اليوم هي الفرار من نار الكفر التي اكتوى بها بغياب حكم الإسلام! فالمشاكل الاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والتعليمية كلها نتاج الرأسمالية الغربية التي حكمت العالم بقوانين الكفر الوضعية حتى أورثت البشرية المهالك!

 

فإن سألت امرأة تعيش في الغرب عن النظام الرأسمالي لكشفت لك عن معاناتها ومهانتها وضياع حقوقها في دول ومجتمعات فيها البقاء للأقوى، والقوة والثروة والسلطة بيد أصحاب رؤوس الأموال؛ والنظرة للمرأة فيها نظرة مادية بحتة، فلمن تشتكي المرأة الغربية وكل يوم تظهر قضية تحرش جنسي جديدة المتهم فيها سياسي أو برلماني أو رئيس؟! إن على المرأة الغربية اليوم أن تطالب بحقوقها في تطبيق قوانين رب العالمين العادلة، وهذا هو الأصل.

 

والأولى على المسلمات أن يعملن لإسقاط الأنظمة الحاكمة الفاشلة وإعادة الحكم بما أنزل الله على طريقة رسول الله  r، فبينما يفرض الطاغية السبسي في تونس مساواة الميراث بين المرأة والرجل بحجة المساواة التي تنادي بها المنظمات النسوية في تحدٍ صارخ لأحكام الله الشرعية ترد عليه امرأة من فرنسا ضُربت وسُحلت في مظاهرات "السترات الصفراء" بـ"الشعب يريد إسقاط النظام" ليفضح فشل الغرب في امتحان الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات! فإلى متى تبقى قضايا المرأة في قبضة جلاديها من دعاة الكفر والاستعمار؟! إن قضية المرأة اليوم لاستعادة نظام الحكم بالإسلام هي القضية الأساسية والتي ستُحل بواسطتها كل المشاكل الفرعية الأخرى.

 

هذا نظام الإسلام الفريد المميز الذي جعل للمرأة التقية سعادة لازمة ودائمية في الدنيا وفي الآخرة:

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  r: «أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ، وَأَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ: الْجَارُ السُّوءُ، وَالْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ الضِّيقُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ». (صحيح بن حبان).

 

وهي أقيم وأغلى من كل أموال الدنيا ومن الفضة ومن الذهب فالنظرة إليها ليست نظرة مادية:

 

عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ فِي الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ مَا نَزَلَ قَالُوا: فَأَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ قَالَ عُمَرُ: فَأَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ فَأَوْضَعَ عَلَى بَعِيرِهِ فَأَدْرَكَ النَّبِيَّ  rوَأَنَا فِي أَثَرِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ فَقَالَ: «لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْباً شَاكِراً، وَلِسَاناً ذَاكِراً، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ». (رواه الترمذي).

 

والأصل في المرأة في دولة الخلافة أنها أُم وربة بيت، وهي عِرض يجب أن يُصان. (من دستور دولة الخلافة لحزب التحرير، المادة 112). نسأل الله تعالى أن يوفق الأمة الإسلامية لإقامة الخلافة وقيادة العالم بالإسلام وإنقاذ المرأة من براثن الكفر.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة محمد حمدي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع