- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
طلب رضوان الله
قال الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 100-102]. إن طاعة أهل الكتاب تفضي إلى الكفر والعياذ بالله، وديدن أهل الكتاب الصد عن سبيل الله وهم حريصون كل الحرص على إضلال المسلمين وتزيين التحلل لهم من ضوابط الإسلام تحت ذريعة التقدم والتنمية والديمقراطية والدولة المدنية وغير ذلك، ويحاربون تمسك المسلم بعقيدته، ويسمونه أصوليا أو متطرفا أو إسلامياً وإرهابياً، وطاعة أهل الكتاب والتلقي عنهم وأخذ منهاجهم واتباع أوضاعهم وثقافتهم واتخاذ منهاجهم نظام حياة يفضي إلى التخلي عن الإسلام، وهذا ما يعمل له أهل الكتاب؛ أن يتخذهم المسلمون قدوة ويصبحوا مثلهم، ولا ضير عند الكفار أن يحتفظ المسلمون بأسمائهم وحتى أن يذهب بعضهم إلى المساجد، بل هو مطلوب ممن يجهر بعلمانيته من المسلمين أن يشهر ذهابه إلى المسجد ويدعو أن لا علاقة للإسلام بالسياسة، ووجوب فصل الدولة عن الدين... أهل الكتاب ومن تبعهم من المسلمين حريصون كل الحرص على إبعاد المسلمين عن حقيقة دينهم، وحقيقة الإسلام ليست المعرفة فقط بل هي المعرفة والإقرار والانقياد والتزام طاعة الله ورسوله ودينه ظاهرا وباطنا والتحاكم إلى كتاب الله سبحانه وسنة رسوله r، والالتزام بعقيدة التوحيد كما جاء بها رسول الله r التي تحتم تطبيق شرع الله في تنظيم شؤون حياة الناس ، والاستقامة على منهج رسول الله r ، فهو الخير والصلاح، والانحراف عن منهج رسول الله r هو الشر والفساد.
لقد نشأت الأمة الإسلامية على كتاب الله وسنة رسوله r، أنشأها رسول الله r بأحكام شرعية منبثقة من كتاب الله وسنة رسوله r، وأقام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة واستمرت لأكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان كانت في غالبية الزمن هي الدولة الأولى في العالم. واليوم على المسلمين ربط حياتهم ودعوتهم وتذكير أنفسهم وأن ينصب جهدهم على إقامة الدولة الإسلامية، ليطبق الإسلام كما طبقه رسول الله r وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، وأن هذا الوضع الذي يعيشه المسلمون اليوم هو حالة طارئة يجب الخروج منها بالعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بصدق وإخلاص.
وقال الله تبارك وتعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران: 110]، كنتم خير أمة أخرجت للناس: بمعنى أنكم خير أمة أخرجت للناس ما دمتم تؤمنون بالله تطبقون شرعه وتقيمون دينه وتخرجون الناس من ظلمات الكفر والضلالة إلى نور الهداية والإيمان، فتكون قيادة البشرية بأيديكم، تقودونها للخير بكتاب الله وسنة رسوله فتسود العقيدة الصحيحة التي ينبثق منها التصور الصحيح للكون والإنسان والحياة والنظام الذي ينظم حياة الناس، فيحق الحق بينهم والعدل والإنصاف، ويرعى مصالحهم ويسود الأمن والأمان، ولا يكون هذا إلا باتباع كتاب الله وسنة رسوله بإقامة الدولة الإسلامية التي تستأنف الحياة الإسلامية بحق وحقيقة، يصدقها الواقع المنشود تحقيقه بإيجاد المجتمع الإسلامي الذي تنشئه الأمة الإسلامية بتطبيق الشريعة الإسلامية، التي لا تغمط حق أحد في الحياة، والتمكن من استيفاء حقوقه التي كفلها له الشرع، وتقوم الدولة الإسلامية بتطبيق الشريعة على جميع رعاياها بدون فرق بين حاكم أو محكوم، فلا أحد فوق القانون؛ الكل ينضبط بأحكام الشريعة، والسيادة للشرع، والقضاء يحاسب كل من اقترف أي ذنب بأحكام الشريعة الإسلامية.
فلا بد من ربط كل عمل أو خطاب أو قول بوجوب العمل لاستئناف الحياة الإسلامية، وتحقيق إقامة الدولة الإسلامية التي تطبق الشريعة الإسلامية وتستأنف الحياة الإسلامية وتحمي المسلمين وبلادهم وتمكن المسلمين من العيش بكنف الإسلام والمحافظة عليه ونشره في أرجاء المعمورة.
وغير ذلك فإن أراذل الناس يتحكمون ويستولون على بلاد المسلمين وخيراتهم ويمعنون بتقتيل المسلمين وتشريدهم كما نرى هذه الأيام.
جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله r فقال: (يَا مُحَمَّدُ أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ مُفَارِقُه، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَعِشْ مَا شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ). مهما طال عمرك فإن الموت نهاية كل مخلوق، والموت يأتيك فجأة بغير خبر ولا استئذان فاعمل بطاعة الله ما استطعت ولا تمني نفسك بطول عمر ولا تتخذ غير الله رباً ولا غير رسول الله r رسولا نبيا ولا غير الإسلام دينا، واتق الله ولا تغرنك الحياة الدنيا، فأنت مفارق من أحببت من أهلك وما جمعت من مال وجاه وسلطان... كل ما لديك إلى الزوال ولا يبقى معك إلا عملك فلا يكون إلا بطاعة الله ورسوله r.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أنفسنا وتب علينا وانصرنا على القوم الكافرين، وارحمنا وارحم والدينا وارحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء والأموات إنك تواب رحيم... والحمد لله رب العالمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم سلامة