- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يا دار الإفتاء المصرية!
لا ولاية لمن لم يحكم بالإسلام ولا طاعة لمن عصى الله
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موشن جرافيك منشور على موقعها أن مساندة ولي الأمر والنصح له والصبر والمصابرة معه والدعاء له بالتوفيق والبعد عن مخالفته من سمات المؤمنين الصالحين، وهو الأمر الذي أجمع عليه علماء الأمة، وذلك عملاً بالأمر الإلهي في قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ وقول النبي eالذي نصح فيه كل مسلم في تعامله مع ولي أمره كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: «عليْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعةَ في عُسْرِكَ ويُسْرِكَ، وَمنْشَطِكَ ومَكْرَهِكَ»، وأوضحت الدار في هذا الفيديو أن الشريعة الإسلامية ترى أن عمل الحاكم وولي الأمر في سياسة أمور البلاد والعباد من أعظم الأعمال والقربات التي يصل بها إلى رضا الله تعالى. واختتمت الدار فيديو الرسوم المتحركة برسالة وجهتها إلى عموم المسلمين قالت فيها: "إن مساندة الحاكم وولي الأمر في القيام بمهام عمله واجب شرعي وفريضة إنسانية، فبها يتحقق استقرار الاجتماع الإنساني وبواسطتها تنضبط أمور الحياة وتُحفظ العقائد وتقام شعائر الدين؛ لأن نجاح الحاكم في عمله نصرةٌ لدينه وقوة لوطنه ودعم لأبنائه في مستقبل مميز".
عجيب أمر العلمانيين وخاصة من ألبسوهم العمائم والجبب وأسموهم مفتين! فبينما ينادون بفصل الدين عن السياسة ويحذرون ويتوعدون من يستغل المنابر والمساجد والدعوة لأغراض سياسية نراهم يخلطون الدين بالسياسة وبشكل فج، محاولين استغلال مشاعر الناس الإسلامية وما في الإسلام من خطاب سياسي لتطويع الناس وتركيعهم وإخضاعهم للحاكم بل والترويج لأفكار دخيلة على الإسلام من أفكار الغرب وثقافته زاعمين أنها من الإسلام ولا تخالف الإسلام ولا مقاصد الشرع رغم وضوح مخالفتها للشرع، ووضوح كذبهم الذي يكشف سوأتهم أمام الناس، فالإسلام دين سياسي عملي لا ينفصل عن السياسة مهما حاولوا ذلك، بل إن محاولاتهم تلك مردودها عكس ما يحاولون تمريره وتستنفر طاقات أبناء الأمة وتقوّم ما اعوج فيهم رغما عنهم ليدافعوا عن دينهم وعقيدتهم.
ما أكدته دار الإفتاء هو حق يراد به باطل وجله صحيح، وخاصة فيما يتعلق بجانب الحاكم ووجوب طاعته والنصح له، إلا أن الخلاف هو في شخص الحاكم وكيف وبماذا يحكم وكيف وصل إلى الحكم وشكل النظام الذي يحكم به والدولة التي يحكمها؟ وكلها أحكام شرعية يجب أن تتوفر في شخص الحاكم الشرعي الذي تجب طاعته ويسمى ولي أمر شرعي للأمة (خليفة للمسلمين)، ولو سقط أحدها لم يجز أن يكون حاكما شرعيا ولا تجب طاعته بل يجب خلعه وتنصيب خليفة تتحقق فيه شروطها ويحكم الأمة بالإسلام على الوجه الصحيح، ولا نظنكم تجهلون هذا كله، وإن كنتم تجهلون فتعالوا لنا في حزب التحرير نعلمكم كيف ومتى يكون الحاكم شرعيا واجب الطاعة؟
بون شاسع بين الإسلام الذي نعرفه وتعرفونه وبين الديمقراطية الرأسمالية العلمانية التي يطبقها حاكم مصر، فهي تجعل السيادة والسلطان للشعب (رغم أن هذا مستحيل على الواقع)، بينما الإسلام يجعل السيادة للشرع والسلطان للأمة، والأمة تنيب عنها من يحكمها بالإسلام ويسمى خليفة أو إماماً يبايع من الأمة بيعة صحيحة على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر، على أن يحكم الأمة بالإسلام، وتكون رئاسته عامة لجميع المسلمين وليست لقطر أو بلد دون باقي بلاد الإسلام، كما يجب أن تتوفر فيه نفسه شروط انعقاد البيعة من عدالة وكفاية وغير ذلك، وهذا ما لا يخالف عليه أحد من علماء الإسلام، وحتى هذا الحاكم الشرعي تجب محاسبته من الأمة إن قصر في تطبيق الإسلام، وقد يخُلع إن خالف بما يوجب خلعه، وكما بين الشرع كيفية تنصيبه بين كيفية خلعه كما بين كيف تقام الدولة في الأصل في حال غيابها كما هو حالنا الآن.
وهذه الشروط والكيفية قطعا لا تتوفر في حاكم مصر ولا في واحد غيره من حكام بلادنا فكلهم ليسوا عدولا ولا من أهل الكفاية أصلا لأنهم عملاء للغرب يأتمرون بأمره فلا تجوز لهم بيعة، ويحكمون الأمة بقوانين الغرب وأنظمته الرأسمالية النفعية ويقسمون الأمة إلى دويلات بينما أوجب الشرع أن تكون دولة المسلمين واحدة وحاكمهم واحداً لقوله e: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ، فَاقْتُلُوهُ»، وأوجب على هذا الحاكم أن يحكم بالإسلام وحده ولا شيء غيره ولا في جزئية واحدة، وجعل هذا شرط طاعته وعدم الخروج عليه لما رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه «بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»، فكيف إذا كانت أحكام الإسلام كلها معطلة وشرعه غائباً ودولته مقسمة مجزأة تفصل بينها حدود وبعضها عدو بعض؟! بل وجزء من بلاد الإسلام كبير يحتله الغرب ويقتطعه من جسد الأمة في الأندلس ويغرس فيها كيانا مسخا كالخنجر في خاصرتها ككيان يهود؟!!
أيها القائمون على الفتوى في أرض الكنانة! توبوا إلى ربكم قبل أن ينالكم غضبه وعقابه في الدنيا والآخرة وتبرؤوا من هؤلاء الحكام فلا طاعة لهم أصلا، وأعلنوا بيعتكم لله ورسوله وقولوها في وجوههم كلمة حق وأعلنوا أنه لا طاعة لهم عليكم ولا على الأمة بل واجب الأمة خلعهم وتنصيب خليفة يوحد الأمة ويحكمها بالإسلام ويعيد ما اغتصبه الكفار من أرضها وسلطانها وثرواتها وخيراتها، فهذا ما أوجبه الله عليكم فالأمة تفسد بفساد الحكام وفساد الحكام بفساد العلماء، وصلاح الأمة بصلاح الحكام وصلاح الحكام بصلاح العلماء، فهم عقل الأمة ووعيها وأداة توجيهها، فإذا ضاعوا ضاعت الأمة وضلت طريقها وكان ما نحن فيه الآن، والذي تتحملون جزءا من أوزاره، فسارعوا إلى التوبة وبادروا إلى البراءة منهم قبل أن يتبرؤوا منكم يوم القيامة عسى الله أن يقبل توبتكم ويحسن أوبتكم فتكونوا مع الفائزين.
يا أهل مصر الكنانة! إن ولاية أمر المسلمين لا تعطى للطغاة والفسقة ولا يأخذها من يحكمون بقوانين الغرب وأنتم ما بايعتموه ولا ارتضيتم حكمه، وطاعة الحاكم حتى لو كان شرعيا مشروطة بتطبيقه أحكام الإسلام عليكم وطاعته لله عز وجل فيكم، فلا طاعة لمن عصى الله، وهذا دور الحاكم الذي أوجبه الشرع وهذا هو العقد الذي يكون بينه وبين الأمة، فإن خالف ونقض انتقض عقده ووجب خلعه، أما هؤلاء الرويبضات القابعون على عروش بلادكم فلا طاعة لهم ولا شرعية بل إن من أجلسهم على عروش بلادكم هو الغرب الكافر بغية قهركم وإذلالكم حتى لا تطالبوا بحقوقكم التي تسلب جهارا نهارا تحت سمعهم وبصرهم وفي حمايتهم، ومن يطالبكم بطاعتهم إنما هو من جنسهم خائن لله ورسوله كائنا من كان، فلا تسمعوا له واسمعوا لمن ينصحكم في الله ولله ويعمل لخيركم وسعادتكم في الدنيا والآخرة، من يحملون لكم منهجا ومشروعا يخلصكم من الرأسمالية وسنينها العجاف بخلافة راشدة على منهاج النبوة، يحملها لكم وفيكم وبينكم إخوانكم في حزب التحرير فاسمعوا لهم وكونوا معهم قلبا واحدا ويدا واحدة تطيح بالغرب ونظامه وعملائه، وحرضوا أبناءكم المخلصين في جيش الكنانة على نصرتهم عسى الله أن يتم أمره وينصر جنده ويهزم أحزاب الكفر التي أجمعت عليكم وحده ويعلي بكم راية الإسلام من جديد في دولة عزكم خلافة راشدة على منهاج النبوة. اللهم عجل بها فقد اشتقنا لعدلها، واجعلنا من جنودها وشهودها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر