- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاركة الكفار في أعيادهم المنبثقة من عقائدهم الكفرية الفاسدة شرك بالله العظيم
العيد هو مجموعة من الأحكام المنبثقة من العقيدة فإن كانت العقيدة موافقة لفطرة الإنسان ومقنعة لعقله تملأ قلبه طمأنينة فهي عقيدة صحيحة والأحكام المنبثقة عنها صحيحة، ومثال ذلك عقيدة الإسلام وأحكامه الشرعية. أما إذا كانت العقيدة غير موافقة لفطرة الإنسان أو غير مقنعة لعقله وبالتالي لا توجد الطمأنينة في قلبه فإنها عقيدة باطلة، وما انبثق منها وبني عليها فهو باطل.
والعيد هو مجموعة من المظاهر السلوكية المعبرة عن أحكام وقوانين منبثقة من العقيدة تختلف من أمة إلى أخرى نظرا لاختلاف معتقداتها ومفاهيمها وثقافتها وحضارتها، فلكل أمة أعيادها التي تميزها عن غيرها من الأمم. فالعيد هو أنماط خاصة من السلوك وبالتالي من الحضارة، والحضارة هي مجموع المفاهيم عن الحياة، فالحضارة ليست هي المدنية كما يروج البعض لذلك من أجل خلط الأوراق لتضليل المسلمين بما يسمى بالحضارة الإنسانية، والحقيقة هي أن المدنية هي الأشكال المادية التي تستخدم في شوؤن الحياة فهي عامة لا تختص بها أمة دون أخرى مثل السيارات والأجهزة بمختلف أشكالها وألوانها وأحجامها كالأجهزة الطبية والكهربائية والكمبيوترات والتلفونات وغيرها... وذلك عندما تكون المدنية ناتجة عن العلم. أما إذا كانت ناتجة عن العقيدة فهي خاصة مثل بعض الملابس فهي شكل مادي من المدنية، غير أن الإسلام حدد لباس المرأة بشكل معين، فلا يجوز أن تقلد النساء الكافرات في ألبستهن التي تجعلهن شبه عرايا لأنهن يؤمن بالحرية الشخصية وهي من مفاهيم الكفر.
والحضارة تقوم على أساس العقيدة ولكل أمة عقيدتها، وكذلك فإن مقياس الأعمال في الحضارة الإسلامية هو الحلال والحرام، بينما مقياس أعمال الحضارة الغربية هو النفعية، ومفهوم السعادة في الحضارة الإسلامية هو نيل رضوان الله تعالى وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه، أما مفهوم السعادة في الحضارة الغربية فهو الحصول على أكبر قدر ممكن من المتع الجسدية. والخلاصة أن الحضارة الإسلامية هي غير الحضارة الغربية وبالتالي فأعياد المسلمين المنبثقة من العقيدة الإسلامية تختلف تماما عن أعياد الكفار المنبثقة من عقائدهم الكفرية الباطلة والفاسدة والمنحرفة.
والعيد مجموعة من المظاهر المعبرة عن أحكام منبثقة من العقيدة مثل الفرحة والتهنئة ولبس الجديد والصلاة والزيارات والاجتماعات والأضاحي... فهي مجموعة من الأحكام الشرعية، وعليه فلا يجوز مطلقا مشاركة الكفار في أعيادهم كدخول كنائسهم أو تهنئتهم أو مشاركتهم في احتفالاتهم أو تبادل الهدايا معهم لأن أعيادهم قائمة على عقائد كفر، فالنصارى الذين يحتفلون في عيد رأس السنة الميلادية يؤمنون أن عيسى ابن مريم إله وأنه ابن الله كما يزعمون، ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾، فلا تجوز تهنئتهم أو الإهداء إليهم أو قبول هداياهم أو مشاركتهم في احتفالاتهم لأن ذلك إقرار بصحة عقائدهم الكفرية وهذا شرك بالله العظيم، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: 72-73]
ليس غريبا أن يحتفل الكفار في أعيادهم كعيد النيروز أو عيد رأس السنة الميلادية ويفعلون المنكرات والمعاصي ويبتهجون بمعتقداتهم الكفرية؛ ولكن الغريب هو أن يشاركهم بعض المسلمين في ذلك أو يتبادلون التهاني بينهم والهدايا ويتركون أعمالهم بحجة أنه عيد! فكيف يشارك من يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، ويؤمن أن عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته التي ألقاها إلى أمه الطاهرة البتول العذراء مريم عليها السلام، كيف يشارك من يعتقد أن عيسى إله وكذلك مريم ويعتقد أن الله ثالث ثلاثة؟!
لم يكن المسلمون يشاركون أعداءهم الكفار في أعيادهم واحتفالاتهم إلا بعد أن نجح الكفار في هدم الخلافة، ذلك الكيان السياسي الواحد الجامع للمسلمين، وتقسيمه إلى دويلات هزيلة وضعيفة، فانحط الفكر وبالتالي السلوك عند المسلمين، وذهب الوعي السياسي عنهم إلا قليلا، وتفشت مفاهيم العلمانية فيهم فانحط سلوكهم وصار أعداؤهم أصدقاءهم بعد أن طبقت علمانيتهم من خلال الأنظمة العميلة القائمة المتسلطة على رقاب المسلمين، فلا عجب أن نرى رويبضات وسفهاء الخليج ينفقون مليارات الدولارات للاحتفال بأعياد الكفار لأن الغرب هو من نصبهم وحرسهم وحماهم.
لن يوقف مشاركة بعض المسلمين في احتفالات الكفار وموالاتهم وفعل المنكرات معهم إلا الإمام الذي جعله الله وقاية لهم من أعدائهم ألا وهو خليفة المسلمين الذي يبايعونه على أن يحكمهم بشرع الله ويجاهد بهم الكفار في سبيل الله ومن أجل إعلاء كلمته، وذلك كله لن يتم إلا بالعمل الجاد مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي قد آن أوانها واقترب زمانها. ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ شايف الشرادي – ولاية اليمن
وسائط
1 تعليق
-
جزاك الله خيرا على هذه اللفتة الطيبة واسأل الله سبحانه ان يجعلها في ميزان حسناتك