- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كورونا جندي العذاب أم الرحمة؟
دبر الأمر بليل أو لم يدبر فقد أمسى المشهد جليا وواضحا، ميكروب أضحى يفتك ويقتل المئات بل الآلاف وربما يصل العدد للملايين من البشر الذين يتحينهم ويتصيدهم الموت من كل جانب ومن كل صوب في كل بقعة من بقاع الأرض، رائحة الموت التي تنتشر في دول العالم باختلاف أرقامه وبشاعة صوره والتي غطت أخباره وتفاصيله الفضائيات فأخذت أخباره نصيب الأسد حتى لم يعد لبقية الأخبار حظا في نشراتها، نعم هو ذلك المخلوق الحقير في حجمه الخطير في فعله، كورونا الفيروس القاتل الذي لا يرى بالعين المجردة حجمه 150 نانومتر.
جندي من جنود الله أرسله الله عز وجل للبسيطة وأذن له في الوجود فانتشر لحكمة قدرها الله عز وجل، نعم اقتضت حكمة الخالق إلى نشره بسرعة رهيبة في ظل انتشار أفقي كبير ومنحنيات ورسوم بيانية تصاعدية؛ ففي كل يوم تشهد تصاعدا خطيرا، فقد فقدت بعض مناطق العالم السيطرة عليه وسلمت أمرها لله كما صرح بذلك رئيس الوزراء الإيطالي عندما سلم أمره لله قائلا: (إيطاليا تفقد السيطرة كليا عن احتواء فيروس كورونا، انتهت حلول الأرض الحل متروك للسماء) في مشهد غريب عجيب يشهده العالم بعد الكوارث الطبيعية السالفة من براكين وزلازل وفيضانات وأعاصير وحروب وصراعات واعتداءات وأزمات اقتصادية عالمية سابقة، أزمة تلو أزمة وتجبر للعالم الغربي وقتله للمسلمين في كل مكان، تلك هي القوى الغربية أمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا وكأنه لا حاكم لها ولهذا العالم سواها، فها هو يقف جبار الجبارين وملك الملوك وكأنه يقول ها أنا ذا أرسلت لكم بالنذر السابقة ولم تتعظوا ولم ترجعوا إلي فاستقبلوا هذا العذاب الجديد جندياً حقيراً يهدد العالم، ويقف هذا العالم مستسلما وعاجزا حياله وما خفي أعظم، حدث ليس بالعادي وأمر ليس بالطبيعي، قال تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الأنعام: 48] وللأسف لم يؤمنوا ولم يصلحوا. ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الأحقاف: 27] ﴿قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس: 101] ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ [الأنعام: 65] ﴿حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [يونس: 24]. فرغم الآيات والنذر والعذاب من فوق ومن تحت والشيع والبأس وزخرفة الأرض وزينتها وظن أهل الأرض بغرورهم وكبريائهم وتكبرهم وفرعنتهم أنهم آلهة، وأنهم قادرون على كل شيء، فاستحق هؤلاء السخط والعذاب والحصيد فأضحت كأنها لم تكن، وهذه هي سنة الله في الكون لكل من يفسق ويقتل ويفجر ويرتكب المعاصي ويكفر بالله القوي المنتقم فتكون هذه هي عاقبته. نعم هذا الجندي الجرثومي هو كورونا اليوم وفي الأمس جندي من نوع آخر؛ ففي الأمس ومنذ 4 قرون كان يحل كل قرن ضيف جديد يأخذ من يأخذ من ضحاياه ويرحل تاركا المآسي والفواجع؛ ففي عام 1720م ضرب طاعون مدينة مرسيليا الفرنسية وقتل فيها 100,000 شخص، وفي عام 1820م ضربت الكوليرا في إندونيسيا والفلبين وتايلاند كذلك 100,000 شخص، وفي عام 1920م قتلت الإنفلونزا الإسبانية حوالي 100 مليون شخص وسط عجز البشرية عن إيجاد علاج لها، وها هو اليوم الوحش الكاسر كورونا يحصد أرواح الآلاف من دول العالم... فما هو الحكم الشرعي فيه؟ وماذا يتوجب علينا حياله؟ وكيف نتخلص منه؟ وما الحكمة من وجوده؟ أسئلة مهمة تحتاج إلى إجابة، فنقول:
1- هذا الفيروس هو جندي من جنود الله أرسله للعالم، لعامة الأمم إما عقوبة أو ابتلاء وسواء أكان قضاء أو بفعل فاعل (خطأ بشري أو عن عمد) أراد الله أن يحصد العالم الآلاف من البشر كل حسب ذنبه، فهو بنسبة أعلى عند الغرب وحكامه المتكبرين المذنبين الذين عاثوا في الأرض الفساد والعذاب بألوانه من القتل والاغتصاب والإفقار والتهجير والتشريد والربا والزنا والفواحش ما ظهر منها وما بطن ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41] نعم وبنسبة أقل في بلاد المسلمين المغلوبة من الحكام فذنبها أقل من الغرب، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46] وهذا من ذروة العدل، لذلك يوجه الله لنا رسالتين؛ فالرسالة الأولى للغرب للبحث عن الحق والعودة إلى الله وترك المبدأ الرأسمالي الذي يفصل الدين عن الحياة، يفصل الله وقوانينه عن الحياة ويتمسك بالمصلحة والمنفعة وينسى القيم الروحية والإنسانية والخلقية ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾، أما الرسالة الثانية فهي للمسلمين حكاما ومحكومين، علماء ومتعلمين، لكل أمة محمد التي تركت رسالة الإسلام العظيمة الأمانة الكبيرة، والتي وقفت موقف المتفرج نحو ما يحدث من أحداث عظيمة جليلة بدءا بهدم دولة الخلافة الفاجعة العظمى في 28 رجب 1342هـ (1924 ميلادية) والتي وافقت ذكراها الشهر الفائت والتي مزقها الكافر المستعمر إلى بضع وخمسين مزقة واحتلها عسكريا وسياسيا وثقافيا وفكريا واقتصاديا وطبق عليها النظام الرأسمالي بعد أن ألغى حكم الإسلام ونظامه كمنهج للحياة فأورثها غضبا من الله استحقت به حالا أقل ما يوصف فيه الذل والهوان والانكسار والضعف والوهن والفقر والجهل والمرض، وما تلاها من فواجع تلو أخرى، فكان ذكرى الله والعمل بدعوته تستحق رضا الله وإزالة سخطه، قال تعالى: ﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾ [الرعد: 19]، ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾ [فاطر: 37].
2- إن هذا الحدث الجلل وهو أمر غير طبيعي كما أشرنا، ورغم هذا وذاك فهو قضاء على شعوب العالم الذي يعد أمرا غصبا عنها وبغير إرادتها، ولذلك ما يتوجب عليها فعله هو العودة إلى الله والإقلاع عن الذنوب واستئناف الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهدف أمرين الأول رضا الله وإزالة سخطه ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [السجدة: 21]، وثانيا نهضة الأمة والعالم بالدعوة للإسلام ونشر فكره وإقامة دولته والحكم بما أنزل الله بالاقتداء بطريقة الرسول ﷺ في التغيير، ويتجلى هذا الأمر مع مزيد من العقوبات التي يرسلها الله للعالم وللأمة الإسلامية بشكل خاص تذكيرا لهم لعلهم يرجعون، لعلهم يتقون، لعلهم يذكرون، لعلهم يعقلون...
3- إن العالم وبشكل خاص الأمة الإسلامية تخشى الأداة وتنسى من يقبض بتلك الأداة، نسيت الله وخشيت الفيروس فأيهما أحق بالأمن أو الخوف؟! رغم أن الأجل بيد الله وليس بيد الفيروس، فالفيروس ما هو سوى جندي من جنود الله حاله كحال السيف والسكتة القلبية والرصاصة والسم وغيرها من حالات الموت فهي حالات وليست سببا فالسبب معروف وهو انتهاء الأجل. وهي دعوة من الله للأمة والعالم بتذكر مالك الكون والعودة إليه بعد سلسلة من الإنذارات السابقة من زلازل وبراكين وحروب وثورات وأمراض وأوبئة.
4- لنتدبر هذا الحديث، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنِ الطَّاعُونِ فَأَخْبَرَنِي «أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ» (رواه البخاري).
وعلى ذلك يفهم من الحديث أن الطاعون هو وباء مثل بقية الأوبئة مثل كورونا يرسله الله على من يشاء فإذا كان هؤلاء مسلمين طائعين فهو رحمة لهم، وإن أرسل للكفار والعصاة والمنافقين فهو عذاب لهم، أي كلٌ على حاله. فحالنا اليوم في العالم: غرب كافر مستعمر قاتل يقوم بكل ما يغضب الله بمبدأ رأسمالي بغيض وظالم ومهلك للحرث والنسل فأرسل الله لهؤلاء هذا العذاب رغم أنه بسبب سوء فعلهم ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ لذلك حجم المرض وأعداده كبيرة جدا في هذه الدول بخلاف ما هو عندنا فالأعداد أقل رغم سوء الإمكانيات، وكذلك حالنا نحن المسلمين فحكامنا ظلمة منافقون فجرة خونة يحكمون بغير ما أنزل الله مفككون إلى بضع وخمسين دولة وليس دولة واحدة تحكم بعدل الإسلام فينتشر في بلادنا الفساد والسرقة والقتل والزنا والربا والفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولذلك استحقينا أن يكون واقعنا مخلوطاً ما بين الرحمة والعذاب لأننا لسنا كما كنا في عهد الصحابة دولة إسلامية واحدة وتطبق الإسلام، وهذا بسبب حكامنا الذين طبقوا نظام الكفر وأحكامه من الرأسمالية وبسبب سكوتنا عن تغييرهم ونشر فكر الإسلام وإقامة دولته، أما سمعنا وقرأنا حديث رسول الله الذي قال فيه ﷺ: «لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا» (صحيح الجامع). لذلك كان الواجب علينا الدعوة لنشر الإسلام وتوعية المسلمين به لإقامة دولة الإسلام التي تطبق الإسلام وتزيل أحكام الكفر والمعاصي ابتغاء إزالة غضب الله علينا، وكذلك الصبر على هذا البلاء والمرض والأخذ بأسباب الوقاية والسلامة منه فإن أصابتنا هذه الرحمة كنا شهداء وإن صبرنا عليه ننال بإذن الله أجر الشهيد.
كذلك حينما سار عمر إلى الشام فبلغه وهو في الطريق أن الوباء قد وقع فيها في عمواس فجمع أهل بدر فاستشارهم فاختلفوا عليه من قائل: نذهب ومن قائل: نرجع. ثم جمع أهل بيعة الرضوان أهل الشجرة فاختلفوا عليه، ثم جمع من أسلموا في الفتح فيمن تأخر إسلامهم فلم يختلف منهم اثنان كلهم أشار عليه بالرجوع، وبينما هم كذلك إذ جاء عبد الرحمن بن عوف وكان قد ذهب ليقضي حاجته فلما رأى ذلك أخبرهم بما سمع من رسول الله ﷺ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» فقال له أبو عبيدة عامر بن الجراح أفرارا من قدر الله يا عمر؟ قال عمر: لو أن غيرك قالها يا أبا عبيدة، ثم قال له: لو أن لراعي بهائم مَرْعَيَيْنْ أحدهما جدب مجدب والآخر أرض مخصبة في أيهما ترعى الغنم؟ فقال أبو عبيدة: في المخصبة. فقال عمر: أفرار من قدر الله؟ إنك إن رعيتها في الأرض المجدبة رعيتها بقدر الله وإن رعيتها في الأرض المخصبة رعيتها بقدر الله.
فمن أصابه الفيروس فهو كمن أصيب بالطاعون قياسا عليه فهو إن مات شهيد وإذا لم يمت وصبر على هذا البلاء فله مثل أجر الشهيد، ولكن أخذا بالأسباب يستلزم إجراء التعقيم ولبس الملابس الواقية والكمامات والحجر الصحي للمرضى كما فعل الصحابة في عمواس عندما تفرقوا في الجبال والأماكن الواسعة خشية الإصابة وانتقال الطاعون حتى يفرج الله ويزيح الغمة، وكذلك اللجوء إلى الله والاستغفار والصلاة والتضرع والدعاء والصدقة والصيام ودعوة الأمة لتستأنف حمل رسالتها وحمل الأمانة وهي هداية العالم.
5- إن هذا الفيروس أظهر عوار الرأسمالية فلم تستطع كيف تتعامل معه، إنه شتان ما بين حضارة الإسلام وحضارة الرأسمالية؛ فحضارة الإسلام تقوم عقيدتها على لا إله إلا الله محمد رسول الله وينبثق منها نظام وهو أحكام شرعية لكل مناحي الحياة، تعطي قيمة للإنسان وتحافظ على نفسه وماله وعرضه وأمنه، فها هو وزير المالية الألماني ينتحر حيث وجد مقطعا إربا تحت سكة القطار بسبب أزمة الاقتصاد التي تولدت بسبب هذا الفيروس وهذا بتصريح منه قبل وفاته فقد كان يعاني الرجل من ضغوط نفسية لعلاج هذه الأزمة وعلاج رواتب 2 مليون موظف، ومن قبل وزير الخزانة الأمريكية الذي قتل نفسه بمسدس. هذه هي الحضارة الرأسمالية التي جعلت هؤلاء ينتحرون ولا يصبرون. كذلك جعلت هذه الأزمة من الاتحاد الأوروبي القائم على تلك العقيدة لا يتحد في مواجهة هذا الفيروس مما أدى إلى شكوى إيطاليا وإسبانيا الدولتين الأكثر تضررا من هذا الاتحاد الذي وصف أنه بدون فائدة، وهذا سببه المبدأ الرأسمالي الأناني الفردي الذي لا ينظر بمسؤولية، ومن هذا النظام نظام الاقتصاد الذي يمنع شاباً في مقتبل العمر عمره 17 عاما من أن يتلقى العلاج من هذا الوباء بسبب أنه لا يملك تأميناً صحياً! أي وحشية هذه؟ وأي قساوة هذه؟! في هذا المبدأ الذي لا يغيث الملهوف ولا يحمي المستجير ولا يعالج الضعيف أو المغفل، هذا المبدأ الذي يجعل رئيساً مثل رئيس أمريكا ترامب يطالب بإعادة فتح العمل، فأيهم أهم الإنسان أو الاقتصاد؟ نعم هذا الاقتصاد الرأسمالي الذي مشكلته هي الندرة النسبية للسلع والخدمات بالنسبة للحاجات فيحل المشكلة بتوفير السلع في السوق ومن يستطيع الشراء كان له ومن لم يستطع فلا أهمية له مما ورث الفقر والجريمة والمظاهرات والاحتجاجات والسرقة والاغتصاب والقتل والعنصرية والخواء الروحي والمشاكل الاجتماعية من الطلاق والزنا واللواط والشذوذ وأولاد السفاح ذات الأعداد المهولة والتي تضيع بهذه الفعلة حقوقهم، وكذلك من عدم إنجاب دماء جديدة ووصول المجتمعات لحالة الشيخوخة والهرم والإنذار بفنائها، فعدد الفقراء وصل إلى أكثر من 20 مليون فقير في أمريكا وحدها بسبب هذا النظام الشقي التعيس وتناسى المسنين والمعاقين وغير الموظفين، فمن لهم وخاصة في هذه الأيام؟! بخلاف نظام الاقتصاد الإسلامي الذي اهتم بالإنسان وفضله على سائر المخلوقات والأشياء ومنها المال، قال تعالى: ﴿قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 140] لذلك كان الأساس في الاقتصاد الإسلامي هو إشباع الحاجات الأساسية من مأكل وملبس ومسكن لكل فرد بعينه فإذا فاض المال يُمَكّنْ هذا الفرد من إشباع حاجاته الثانوية فلا تمكين للناس للحاجات الثانوية وذلك بإغراقها بالسوق على حساب الحاجات الأساسية كما في النظام الرأسمالي، وهذا في إطار تقاضيه راتب يكفيه فإذا لم يستطع العمل أو أصبح مسناً أو معاقاً يصرف عليه أقاربه فإذا لم يصبح في غنى فهنا واجب على الدولة أن توفر له المال الكافي لكفاية نفسه وقريبه، قال رسول الله ﷺ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...». وكذلك هناك الملكية العامة بحيث تشرف الدولة على تحصيل هذه الملكية وتوزيعها على الناس، وأنواعها تتمثل بكل ما هو من مرافق الجماعة كساحات البلدة والحدائق وغيرها، وكذلك المعادن التي لا تنقطع كمنابع البترول ومشتقاته الديزل والغاز، وكذلك الأشياء التي طبيعتها تمنع حيازة الفرد لها كالبحار والأنهار. أما ملكية الدولة من الخراج والعشر والجزية والركاز التي تنفق منها على الرعية إذا احتاجتها وكذلك الزكاة للأصناف الثمانية من مواردها... فهذه هي عظمة الإسلام بعقيدته وأحكامه التي تنتشل الأمة من الفقر وتكرمها لتضمن لها الحياة الآمنة المطمئنة الرغيدة بعيدا عما يحدث اليوم في العالم ومنها البلاد الإسلامية من كوارث مثل ما يحدث اليوم من حظر للناس من التجوال وفرض الحجر الصحي عليهم وهم بدون أموال ومعاشات، فأصبحوا بين نارين؛ نار الجوع ونار الفيروس مما يُنْبِئ بحدوث مظاهرات واحتجاجات أو سرقات أو عنف أو قتل خاصة إذا زادت مدة الحجر ومنع التجول عن اللازم، بحثا عن لقمة العيش في ظل ظروف صعبة وقاهرة من جراء تطبيق نظام الاقتصاد الرأسمالي القائم على الربا والتعاملات المحرمة والشركات الرأسمالية والتي تخالف شرع الإسلام، كيف لا وهو اقتصاد يحارب الله؟ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ...﴾ [البقرة: 278-279].
6- إن الجهل بعقيدة الإسلام وأحكامه يورث المسلم الخزي والخسارة في الدنيا والآخرة؛ فالجهل بعقيدة الأجل والرزق والهدى والضلال والتوكل على الله وقلة الوعي بأحكام الإسلام يجعل سلوكيات المسلم غير سوية وغير صحيحة مما يجعلنا نعبد الله على جهل وبه نستحق غضبه، وكذلك يؤدي إلى تأخير نهضة المسلمين وتسلط الكفار المستعمرين على بلاد المسلمين وتزيد من الفساد في البر والبحر كما هو حالنا اليوم. وكذلك من كارثة الكوارث الجهل بأحكام الإسلام الذي يجعل المسلم لا يقدم على الدعوة في سبيل الله ويجعله يعزف عنها وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من البطش والتنكيل على نفسه وأمواله، وكذلك يجعله يخشى على رزقه، ولو أدرك وآمن بأنها كلها من الله وما يصيبه سيصيبه سواء قام بواجباته من الدعوة أو لم يقم لكان مقدما على هذا العمل بكل طاقة وقوة وثقة، ولِمَ لا يُقدم على هذا العمل وهو من أشرف الأعمال الذي يدخل الله به صاحبه الجنة ويعزه في الدنيا والآخرة لما ينال الأجر العظيم والجزاء العادل غير الممنون لما قدم في سبيل الله؛ نفسه وماله وولده، جنات تجري من تحتها الآنهار. كذلك الجهل بأحكام الإسلام يجعل هذا الفرد لقمة سائغة في فم الأنظمة الحاكمة تبطش به يمنة ويسرة وتمرر عليه المؤامرات والخطط دون وعي منه لأنه أضحى صريع غفلة العقائد والأحكام الشرعية والواقع السياسي، ويجعل حياته بدون رسالة ومن غير غاية ولا هدف؛ كالأنعام بل أضل! لا يخشى الله، ومن لا يخشى الله يخشى مخلوقاته فيمكنها الله منه ومن يخشى الله يجعل له من كل ضيق مخرجا ومن كل أمر يسرا ويسخر له الدنيا ذليلة طائعة رغما عنها ويرزقه من حيث لا يحتسب. هكذا أصبح حال الأمة اليوم تلهث وراء الدنيا وغير طائلة لها، نسيت رسالة الإسلام والدعوة إليه ولم تغير واقعها، وكيف ستغير الواقع إذا لم يقم المسلمون بتغيير الواقع للإسلام عقيدة ونظاما، فكرا وطريقا؟! فما بال المسلمين اليوم؟ هل أصبحوا سكارى أو مخدرين؟ تتحدث معه عن الإسلام وفكره وطريقته وواجبه نحو الله عز وجل ولا يكترث ويغلب عليه اليأس أو الموافقة والمسايرة وعدم المعارضة، وكأنك مجنون تخاطبه ويأخذك على قدر عقلك ويسايرك، وعندما تتحدث معه للعمل يوافقك كذلك ولكن عند محاسبته على العمل يتعذر بالانشغال! أي شغل هذا؟!
فلا يريد نقاشا أو حوارا، يتهرب منك كأنك مجذوم أو مطعون أو بك فيروس كورونا! ﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً﴾ [المدثر: 49-52] وصدق رسول الله: «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ...» والمتمسك بدعوة الإسلام كمن هو قابض على الجمر، جمر القتل وجمر الفصل من العمل وجمر تهديد الأسرة وجمر الحبس وجمر الإغراءات المادية وغيرها... وعليه لا بد للمسلم أن يقدم على العمل الذي فرضه الله عليه وهو الدعوة إلى الإسلام وأفكاره وأحكامه وطريقته ونشرها بكل من أوتي من قوة كونها من الجبار القوي مالك الملك، فأنت مع أقوى ما في الكون ﴿فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ [يونس: 32] نعم هو الله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولا شريكا في الملك، فالله أكبر وأعظم من أي شيء؛ فالموت بيده والأجل بيده والرزق بيده، فلا مجال للخوف وما يصيبنا إلا ما كتبه علينا سواء عملنا أم لم نعمل، فالسؤال لماذا لا ندعو؟ أما عدم الاكتراث فهو كذلك غير جائز ويلحق صاحبه الإثم العظيم لأن الدعوة فرض من الله وسوء العاقبة لكل من لا يدير لها بالا، قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة: 78-79] وكذلك كيف لا نغير حالنا وقد وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه من انحطاط؟! فالحيوانات تدافع عن نفسها إذا هوجمت أو إذا مر غريب على حظيرتها فهل أصبح حال الحيوانات أكثر كرامة وعزة وشجاعة وشهامة منا؟! قال تعالى: ﴿إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 42]. نعم هكذا أصبح حالنا لأننا فقدنا فكرنا وعقيدتنا وأحكامنا الشرعية ولم نقم دولة الإسلام التي تطبقه علينا، فلا وجود لها اليوم، فإن عادت تلك الدولة بأحكام الإسلام عدنا وإلا فلا. نعم إن الله سائلنا عما استرعانا على العالم، وهذه الرسالة أمانة عظيمة أبى أن يحملها الجماد، فأبت أن تحملها الجبال لعظمها وعظم مسؤوليتها ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب: 72] وقال: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: 143] فلا مجال للامبالاة أو التطنيش أو المسايرة أو الادعاء بالحكمة أو الذكاء فهذا كله مسؤول عنه يوم القيامة وسيسأل الله عنه ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ [الإسراء: 36]. لذلك لا داعي لأي حجة عقلية فالحجج شرعية فهل هناك حجة للامتناع عن الدعوة في سبيل الله؟! ولننظر في سيرة المصطفى ﷺ حينما دعا إلى الإسلام هو وصحابته فهل كان هناك عذر للخوف أو الإعاقة أو الانشغال بالدنيا أو أي عذر؟ أم هذه كلها ردود غير شرعية؟ نعم بالفعل هي ردود غير شرعية فلا دليل عليها بل الأدلة جاءت تفندها وتبين عوارها وضعفها. إن من يتعذر أو يختلق الأعذار بحجة البطش أو الرزق أو التعب أو الحر أو البرد فإنما حجج المنافقين أو ضعيفي الإيمان أو العصاة أو من لا يخشون الله عز وجل وعذابه. فنار الله أشد حرا لو كان هؤلاء يفقهون ويعقلون ويتفكرون ويتقون وينوبون. ﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾ [التوبة: 81]. ولا ينسى أنه من يعمل مع الله في دعوته له خير الجزاء سواء أكان العمل حقيرا أو عظيما. قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [التوبة: 120].
لذلك كانت المهمة العظيمة الملقاة على عاتقنا باعتبارنا مسلمين تتمثل بالآتي:
1- أننا عرفنا الحق ولم نعمل به فلا بد من العمل، فالحساب على من يعلم أشد على من لا يعلم.
2- السير مع العاملين لإقامة الإسلام ودولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بالدراسة وفهم الإسلام والعمل على نشره للأمة لتعي أحكام الإسلام فيزداد عدد العاملين للإسلام ودولته فيتكون رأي عام منبثق عن وعي عام يشكل ضغطا على أهل القوة. فمن أحجم عن السير والخطا مع العاملين فليتق الله وليقل قولا عظيما ويعمل عملا سديدا يلقى الله به يوم القيامة فينجو من عذابه وسخطه ويفوز بجنته.
3- سير أهل القوة والمنعة نحو نصرة الإسلام والعاملين لإقامة الخلافة الراشدة فيكونون كسعد بن معاذ حينما ساهم في إقامة دولة الإسلام الأولى.
4- كشف وفضح خطط الغرب ومؤامراته وأذنابه من حكام المسلمين والوعي عليها في مصر والخليج (السعودية والإمارات...) والعراق وتركيا وإيران وباكستان وسوريا واليمن وغيرها من حكام المسلمين لدحر الاستعمار ورده.
5- إبراء الذمة بالعمل على إنقاذ العالم من براثن الرأسمالية المجرمة التي ورثت العالم الشقاء والدمار وأهلكت الحرث والنسل بإقامة الإسلام ودولته ونشره للغرب لنبرأ ويبرأ فيعتنق الإسلام فيبرأ من عذاب جهنم أو على الأقل لكي يحكم بما أنزل الله فيعيش معززا مكرما بأحكام الإسلام له حقوقه وواجباته؛ فلا إهانة للمرأة بجعلها سلعة تشترى وتباع، ولا مجاعة، ولا انتحار، ولا خواء روحي، ولا زنا، ولا شذوذ، ولا أولاد سفاح، ولا ابتزاز، ولا ربا، ولا قمار، ولا خمر، ولا أوبئة، ولا تلوث للبيئة، ولا استغلال وابتزاز للمغفلين... واليوم نرى العشرات والمئات من الفيديوهات التي ترينا منظر شخص ينتحر من أعلى سطح بناية شاهقة، منظر مستفز ومقزز ومثير للأعصاب والاشمئزار، تقشعر منه الجلود والأبدان... وما أقدم عليه وزير المالية الألماني من انتحار كما أسلفنا ووجد مقطعا إربا تحت سكة القطار مناظر تنبئنا وتكشف لنا كيف أصبحت حياة البشر رخيصة في ظل المبدأ الرأسمالي العفن، ومنظر آخر يظهر شعوب العالم الكافرة تصلي مع المسلمين في ساحات العواصم تجأر وتتضرع إلى الله وتناجيه لتتخلص من هذا الوباء، إنها حضارة فاسدة تنتظر من ينقذها ويوصلها لبر الأمن والسلامة، نعم يصلون صلاة تخالف دينهم، صلاة المسلمين وهم تواقون ومشتاقون وباحثون عن فكر وعقيدة ونظام آخر ينقذهم من حياة الشقاء البهيمية، نظام يخلصهم من تسلط حكامهم العملاء، قانون يحميهم ويحافظ على حقوقهم ودولة تحميهم وتحافظ عليهم وعلى دمائهم وأعراضهم وأموالهم وترعاهم وتحنو عليهم كحنان الأم على ابنها ليحيوا في ظل أحكام الإسلام العظيم الذي يوصلهم لجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، نعم أصبحت شعوب الغرب بهذا النظام العالمي الجديد الكئيب المقيت بحاجة للإسلام وفكره المستنير ونظامه العظيم.
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ عبد الرحمن العامري – ولاية اليمن
#كورونا | #Covid19# | Korona