- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
إن مواقع التواصل الإلكتروني تلعب دوراً مهماً اليوم في تبادل المعلومات بين الناس. ويجتهد المسلمون المخلصون لتحقيق أقصى استفادة منها. وبالطبع، فإن مثل هذه المحاولات ستزعج أعداء الإسلام؛ لذلك يظهرون العداوة كجزء من أنشطتهم المعادية للإسلام في مواقع التواصل، ويستخدمون حيلاً مختلفة لوضع الحواجز بين الناس والدعوة.
من المعروف أن النظام في قرغيزستان يعتبر 21 منظمة في البلاد منظمات متطرفة وإرهابية وأن أنشطتها محظورة. منها طائفة مون التي لا تنتمي إلى المسلمين، حيث قاموا بإدراج هذه الطائفة ضمن هذه المنظمات لإخفاء حقيقة أن الأساطير حول التطرف والإرهاب هي أسلحة لمحاربة الإسلام. وعلى الرغم من أن حزب الشعب الكُردستاني ومنظمة تحرير تركستان الشرقية ينتميان إلى المسلمين، إلا أنهما لا علاقة لهما بالإسلام، وقد حظرتهما قرغيزستان اتباعاً لتركيا والصين. وأما بقية هذه المنظمات فكلها منظمات إسلامية. وأعضاء حزب التحرير هم الأكثر تعرضاً للاضطهاد والمقاضاة بحوالي 90٪ بين هذه المنظمات الإسلامية؛ لأن المستعمرين وعملاءهم يحاولون خلق حاجز بين الناس والدعوة الحقيقية. وفي هذا الصدد يحظر القانون نشر وتخزين وحمل وتوزيع نشرات معينة في قرغيزستان بذريعة أنها "تحتوي علامات تطرف". بينما يتم حظر كل الصفحات الموجودة في بعض مواقع الويب تُحظر في بعضها صفحات معينة فقط. ويبلغ العدد الإجمالي لهذه المواقع 155 موقعاً، منها أكثر من 100 موقع يخص حزب التحرير. إن أعداء الإسلام يحاولون استغلال بساطة الناس لتصوير محاربتهم للإسلام على أنها كفاح ضد التطرف، وبصورة أدق، ضد حزب التحرير.
وكون الفيسبوك هو موقع التواصل الأكثر شيوعاً اليوم، فسنقدم بعض الأدلة على ما أسلفناه.
إن حكومة قرغيزستان التابعة للكفار ولجنة الدولة للأمن القومي وإدارة مكافحة الإرهاب والتطرف التابعة لوزارة الداخلية يديرون مصنعاً للمتصيدين على الإنترنت الذين يعملون بشكل خاص ضد الإسلام ودعوته على مواقع التواصل.
يمكن تقسيم مجموعاتهم الرئيسية إلى قسمين؛ المجموعة الأولى هي المتصيدون على الإنترنت الذين يقدمون أنفسهم على أنهم قوميون وشامانيون (Tenirchi). هذه المجموعة كانت تعمل على نطاق واسع منذ أن انتشر الفيسبوك في قرغيزستان في عهد رئاسة ألمازبيك أتامباييف. وعلى الرغم من أن ثلاث حكومات قد تغيرت منذ ذلك الحين، إلا أن الجماعة لم تتوقف عن أنشطتها في ظل كل حكومة، بل كسبت دعم الحكومات فواصلت محاربة الإسلام بدل أن تتهمها السلطة بالتطرف! لديهم مجموعات عدة على الفيسبوك وكثير منها لا يعمل لأنها غير مدعومة من المستخدمين. ومع ذلك، هناك صفحة دائمة تسمى "العصر الجديد" تنسق عملهم؛ فيها تُنشَر رسائل وتعليقات معادية للإسلام علانية. على سبيل المثال تُنشَر فيها رسائل مثل "ابنِ مدرسة بدلاً من مسجد"، "اطلب نور العلم وليس ظلام الإسلام"، "إذا كنت تريد الإسلام، فستكون مثل أفغانستان، العراق وسوريا"، "أنت لست مسلماً بل أنت مشرك"، "الإسلام دين الظلام"، "العودة إلى الإسلام هي العودة إلى العصور الوسطى"... ومع ذلك لا يتم حظر هذه الصفحة، بل تدعمها الدولة سراً! بالمقابل تم إغلاق موقع "Turkiston.biz" وموقع "Azatkg" وصفحات "Turkistonkg" و"Politumma" التابعة لحزب التحرير/ قرغيزستان، وصفحات "القدم" و"الحل في الإسلام" لأعضاء من حزب التحرير في قرغيزستان؛ لأن هذه المواقع والصفحات تحتوي على دعوة إسلامية حقيقية، يُعلَن فيها دائما عقيدة إسلامية واضحة وأحكام شرعية تتعلق بمشاكل اليوم، ومقالات وأخبار تحتوي على التحليل السياسي. ولكن إذا ظهر أن أحد مستخدمي فيسبوك ضغط على "أعجبني" فسيأتي ضباط مكافحة التطرف على الفور ويعتقلونه، وستبدأ الدولة الاضطهادَ؛ فكّرْ في هذا الأمر، ما موقع الدولة؟ ومن تحارب؟!
بالإضافة إلى ذلك فإن المتصيدين الشامانيين، لديهم أيضاً حسابات مفتوحة لأشخاص معروفين. إنهم يتحكمون في شؤون الآخرين من خلال مقالاتهم ومنشوراتهم المعادية للإسلام والمسلمين، وتبلغ ذروتها خاصة خلال الحملات والتجمعات الإسلامية. إن عناوين منازل أصحاب هذه الحسابات معروفة، وأماكن عملهم أيضا معروفة ولكن مسؤولي إنفاذ القانون لا يهتمون أبدا. فعلى سبيل المثال، خلال حملة الدفاع عن حرمات النبي ﷺ شتم هؤلاء الشامانيون نبينا ﷺ ولم يتم اتخاذ أي إجراء ضدهم. ومع ذلك فإن النشطاء المسلمين الذين شاركوا في المسيرة يحاكَمون في المحكمة! واقتحم الضباط منازل من ضغط على "أعجبني" لفيديو المسيرة، واتهموهم بالتطرف!
أما بالنسبة للمجموعة الثانية، فبالإضافة إلى استئجار المتصيدين للشامانيين مِن الخدمات الخاصة في قرغيزستان ودعمهم في عملهم تستخدم أيضاً المتصيدين في معركتهم ضد الإسلام. وكما يقال "إن مقبض الفأس مصنوع من الخشب" فقد شارك في هذا العمل "العلمانيون" الذين يتعلمون "الإسلام المعتدل" من بعض البلاد الإسلامية، فهم ينشرون روح الفتنة الطائفية بين المسلمين. وبهذه الطريقة يتعمدون تضليل الناس بمنعهم من التفكير. فعلى سبيل المثال عندما يحتج حزب التحرير على الحظر المفروض على صلاة الجماعة في الوباء، يصبحون أحنافاً قائلين: "إن حزب التحرير ليس حنفياً"! في الواقع إن حزب التحرير بينما يصف الأحكام الحنفية في هذا المجال ويدعو إلى الالتزام بها فإن هؤلاء يصفون القرارات التي اتخذها المستعمرون والمتآمرون وعملاؤهم ويحثون على طاعتها! ومثال آخر، عندما يناقش حزب التحرير رؤية هلال شهر رمضان المبارك فإنهم يصبحون سلفيين ويزعمون أن حزب التحرير مضلل في عقيدته! وعندما لا يتمكنون من إيجاد طريق، يقولون "نحن دولة علمانية، يجب أن نطيع رئيس دولتنا"! ويشارك الشامانيون في هذا النقاش ويشجعون الطائفية أو الاعتدال بحسب الموضوع.
من كل هذا يتضح أن الخدمات الخاصة تتحكم في جميع المتصيدين ضد الدين. وهكذا لا يوجد أحد يقول شيئا لأعداء هذا الدين، بينما الذين يحملون العقيدة الصافية والشريعة الصحيحة يصفونهم بـ"المتطرفين".
إن أعداء الدين عندما لا يستطيعون التفريق بين الشعب وحزب التحرير من خلال وسائل التواصل يلجأون إلى مثل هذه الإجراءات القمعية. ومع ذلك فإن إجراءاتهم هذه لن تكون حاجزا أمام دعوتنا وسوف نتغلب على كل عقباتهم كما فعلنا من قبل، إن شاء الله.
قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الحكيم كاراهاني
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في قرغيزستان