- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
هل استطاعت عاصفة الحزم
إزاحة نفوذ الإنجليز من اليمن وتثبيت النفوذ الأمريكي؟؟
بعد أن نجح المبعوث الأمريكي السابق في اليمن جمال بن عمر في إيصال الحوثيين إلى صنعاء، وذلك بتحييد الجيش عن قتالهم، وكانت مهمته بعدها تثبيت حكمهم التي أسندت فيما بعد إلى إسماعيل ولد الشيخ أحمد.. وكانت أمريكا قد أمدت الحوثيين عن طريق إيران بصنوف الأسلحة والعتاد ليستطيعوا الهيمنة على اليمن بالقوة؛ لأنها تدرك أن الوسط السياسي في غالبه هم صنائع الإنجليز، وهكذا ظن الحوثيون أن لهم قوة تحقق لهم الهيمنة على اليمن، فتمددوا في الأرض حتى طال عليهم الأمد وبعدت عليهم الشقة وأصبحوا في حيص بيص، ليس لهم حاضنة تقبلهم إلا أتباع صالح الذي سار معهم ليشاركهم الغنيمة إذا فازوا على هادي... ولما لامست شعبيتهم الصفر وأصبحوا في ورطة؛ فلا هم يستطيعون الهيمنة ولا الرجوع إلى ما كانوا عليه من قوة في مسقط رأسهم، قررت أمريكا أن تنقذهم بعمل عسكري محدد تحقق من خلاله هدفين:
1- إبراز الحوثيين معتدًى عليهم بعد أن استقر في أذهان الناس عدوانهم.
2- إيجاد أجواء تفاوض ضاغطة للحصول على الحل الوسط كعادتها بالنسبة لما لا تستطيع أخذه وحدها.
فأوعزت لعميلها سلمان أن يقوم بضرب القوة العسكرية التي بيد صالح عميل الإنجليز القوي الذي حافظ على نفوذ بريطانيا 30 عاما.
إلا أن الأعمال العسكرية الضاغطة قد تنجح في فتح باب التفاوض أحيانا إلا أنها تفشل أحيانا أخرى فتضطرب الأمور من جديد فيشقى بها أهل اليمن أحفاد الأنصار بعد أن كانت بلادهم لا تطأها أقدام الكفار، وإن كانت العاصفة إعلاميا هي لضرب الحوثيين لكنها في الحقيقة لإضعاف شوكة صالح وتقليص نفوذ بريطانيا ليحل محلها النفوذ الأمريكي عن طريق عميلها الحوثي. لكن بريطانيا كعادتها في الدهاء السياسي لم تقف مكتوفة الأيدي؛ فقد حركت عملاءها كالإمارات لملاحقة الحوثي بطائراتها ضمن قوات التحالف جويا، أما بريا فقد نسقت مع صالح بأن يقوم بالانسحاب من الجنوب لتتمكن من ضرب الحوثي، وهذا ما تم بالفعل، فانسحب الحوثي من الجنوب، وإن كان لا يزال يقاتل على أطرافها إلا أنه يتراجع في بعض الجبهات حتى في الشمال كالجوف ومأرب.. كما أن المقاومة تتقدم في بعض الجبهات نحو الحسم العسكري ببطء بسبب اختراق بعض وحداتها من قبل أمريكا.
وهذا يؤكد تزايد وتيرة الصراع وإن محاولة أمريكا لإنقاذ الحوثي عن طريق المفاوضات في جنيف عبر مبعوثها إسماعيل ولد الشيخ أحمد لم تنجح لأن بريطانيا عن طريق صالح ورجاله يسعون بكل قوة إلى إفشالها بطرق وأساليب كثيرة ومتنوعة، ومنها إطلاق صالح لصواريخ بالستية قبل موعد انعقاد المفاوضات فتقوم قوات التحالف بتكثيف ضرباتها على اليمن لتدمير الصواريخ فتفشل المفاوضات ويستمر الصراع ويتزايد، بل إن ظهور خلافات صالح - الحوثي قد زادت خاصة بعد التعيينات التي قام بها محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا في المؤسسة العسكرية والأمنية التي تهدف إلى إزاحة قيادات كبيرة موالية لصالح لتحل محلها قيادات موالية للحوثي..
إن أمريكا لم تستطع حتى الآن أن تحقق أهدافها من عاصفة الحزم لأسباب منها:
1- الدهاء السياسي الذي يمتاز به عملاء الإنجليز؛ فهم يقومون بأعمال سياسية أكثر من الأعمال السياسية التي تقوم بها السلطة (قيادات الحوثي)، بل إنهم قاسموهم السلطة والتمثيل السياسي في المحافل الدولية.
2- قيام الإنجليز بصنع الفخاخ السياسية للحوثي فلا يخرج من ورطة حتى يقع في أخرى.
3- إنهاك الحوثي بفتح جبهات جديدة للقتال حتى يخضع لشروطهم، ومنها إلغاء الإعلان الدستوري والعودة إلى الاعتراف بمجلس النواب الذي يملك المؤتمر الأغلبية فيه.
4- سعي أمريكا بقوة إلى إنجاح الحل السياسي وسعي بريطانيا وعملائها لإفشاله لإنجاح الحل العسكري.
فإزاحة نفوذ الإنجليز وتثبيت حكم الحوثي ليس بالأمر السهل، وهذا يبرهن على استمرار الصراع وإطالة أمد الحرب والضحية هم أهل اليمن؛ فدماؤهم تسفك وبلادهم تدمر وأحكام الكفر تطبق عليهم وستستمر سواء تقاسم الأمريكان مع الإنجليز السلطة أم انفرد بها أحدهما.
والأصل أن يبادر أهل اليمن لإزالة هذا الوضع الشاذ في تاريخهم وأن يجمعوا أمرهم على إسقاط النظام العلماني وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فيفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة ورضوان من الله أكبر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شايف الشرادي - اليمن