- الموافق
- 4 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
أجندات غربية خبيثة لضرب شباب الأمة وتضليلهم
عندما ينطق الحقد بداخلهم، وترعد مؤسساتهم وتزمجر، فيظهر غلهم ويتجلى بغضهم لدرجة أنهم يتخيرون أسلوب القضاء الناجع على المسلمين؛ فاعلم بأنك تواجه حربا ضروسا لا هوادة فيها، مع حضارة وفكر مناف ومضاد للإسلام، واللذين لا يمكن أن يلتقيا إلا في ساحة نزال.. فتظهر أفعالهم وأقوالهم ذلك الحقد الذي يمتلكونه لدرجة أن يقولوا بأنه ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين إلا أحد حلين:
إما تقتيلهم والقضاء عليهم واستئصال شأفتهم...
وإما بتذويبهم في المجتمعات الأخرى المدنية العلمانية وصهرهم وطرح عنهم ما يحملون من أفكار ومعتقدات، واستبدال ما يوافق مصالحنا وأمننا وبقائنا بها دون خوف أو وجل...
وهذا ليس كلاما فلسفيا تنظيريا بل هو حقيقة عقدية ثابتة ولو لم تتلفظ به ألسنتهم {إنَّهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملَّتهم ولن تفلحوا إذاً أبداً}...
فهذا المخطط الشرير الغربي تجاه العالم الإسلامي نلحظه ونتعايش معه ونرى ونلمس نتائجه على المسلمين؛ فالاستراتيجية المتبناة من قبل أعداء المسلمين تجاههم تكمن في إحدى القوتين التي يحلو لبعضهم أن يسميها بالقوة الصلبة "التقتيل"، أو القوة الناعمة "التذويب"..
فأما التقتيل فهو أمر لا ينكره ذو لب سليم، وما فعله أعداء المسلمين خير شاهد على ذلك، وصدق الله إذ يقول: {لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمَّة وأولئك هم المعتدون}، كما أني لن أطيل في سرد خطط الكفار ووقائعهم في سحق المسلمين وإبادتهم، فجرائم الأمريكان في البلاد الإسلامية التي ما زالت عالقة والتي تخوضها كلما استدعت مصالحها ذلك لن تُنسى في أذهان البشرية جمعاء، بل هي جارية على قدم وساق!
ومن منطلق أن العولمة الرأسمالية هي ضرورة ملحة لبقاء الغرب يقول "توماس ب. م. بارينت" - المحلل العسكري الأمريكي: (إنَّ الدور الأمريكي الجديد ليس نشر المبادئ الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان فقط، بل الأهم هو نشر العولمة الرأسمالية وفرضها بقوة السلاح في مختلف أرجاء العالم، إذا اقتضى الأمر ذلك...).
وهم بذلك يحاولون الهيمنة والسيطرة الكاملة على أي مخالف لهم، وغرس روح التبعية والذيلية لمبدئهم، ولكنهم إذا لم يجدوا أن الشعوب قد استساغت تلك الرؤى، فالويل والثبور لهم من عمليات سحق ومحق تطال كل من يعارضهم!
ولا يخفى أن الأشد خطرا ونكاية على المسلمين من سياسة القتل والإبادة والتدمير؛ هي سياسة التخريب والتذويب من أعداء الإسلام لعقول المسلمين عامة ولشبابهم وفتياتهم خاصة، ومحاولة طمس سمات التدين والتمسك بالمعتقدات والموروثات الدينية عندهم، وفك عرى العقيدة الإسلامية التي أُمر المسلمون أن يستمسكوا بها ويعضُّوا عليها بالنواجذ.
وخطر التذويب خفي؛ يُلبسونه ثوب الحداثة والتجديد والتطور حتى يتم تلقفه واستساغته من قبل المتعطشين لتغيير حالهم، وينشدون ذلك بأي طريقة كانت، ويتم ذلك من خلال غرس أعداء الإسلام أفكارَهم في بيئة لها القابلية لارتشاف واستقطاب الوافدات المتغايرة الغربية، والانمحاق المتتابع في المشروع الغربي...
وأظهر ذلك جليا كلامُ "ريتشارد نيكسون" بأنه يرجح أن يقدم الأمريكان استراتيجية الترويض والتخريب لدين المسلمين، وتذويبهم في المجتمعات الغربية؛ ونشر الشبهات، والتشكيكات بينهم، وجعل هذا الخيار هو الأمر الذي له الأولوية على خيار التقتيل مع أنهم يقومون بالخيارين جنبا إلى جنب دون هوادة..
ومن سياسة أعداء الإسلام في ذلك أنهم يمضون في بذر تلك الأفكار في البلدان الإسلامية بسياسة الهُوَيْنَى، والمشي البطيء، على منطق القاعدة اليابانية: (نريد بطئاً ولكن أكيد المفعول)، ولا يعنيهم أن يخربوا العقول الإسلامية خلال عام أو عامين، بل لو كان ذلك خلال ثلاثين عاماً أو أكثر؛ فلا بأس بذلك ما دامت طرقهم ووسائلهم ماضية ولا تعترضها العراقيل أو يناكفها المعارضون لها!
فنجدهم يركزون في طروحاتهم الفكرية والاستراتيجية، فضلا عن المستقبلية، على الحديث عن هذا الجيل المسلم وهذه الأمة الولود، التي وقفت عقبة كؤودا أمام مخططاتهم؛ لأنهم يشعرون ويعلمون يقينا بأنهم في طريق الأفول والانهيار الحضاري..
وفي عصرنا الراهن يسعى أعداء العقيدة الإسلامية، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية، إلى فرض أجندتهم وبرامجهم على البلاد الإسلامية على وجه الخصوص؛ لأنهم يخشون من تململ قوة إسلامية تأتيهم على حين غرَّة؛ فلا يستطيعون لردها قوة أو سبيلا، وقد يدعون دعوات كاذبة في احتلالهم لبلاد المسلمين، بيد أن المقصد الأساس في ذلك أن هذه الحرب التي يشعلونها صليبية المقصد، براغماتية الهوى!..
وأما من ظن أن أعداء الإسلام لا يخططون، أو أنه ليس لديهم استراتيجيات واضحة تجاهنا، وخطط خفية أو معلنة ضدنا، فإن من المؤكد أن ظنه هذا يدحضه الواقع المشاهد، الذي يكشف من خلاله بين الحين والآخر عن دراسات وخطط يعدها أهل الغرب تجاه العالم الإسلامي، وقد أسسوا الكثير من المراكز القائمة على الأبحاث والدراسات والتقارير الدورية الاستراتيجية وكذا المستقبلية، بل إن هذه المراكز هي النواة والقاعدة الصلبة والمحرك الأساس الذي تنطلق من خلالها قرارات الولايات المتحدة الأمريكية وكذا الدول الغربية، باعترافهم هم...
وما شجعهم في حملتهم وحربهم الفكرية الضروس هو علمهم بوجود أشخاص يرفعون أصواتهم لنشر الإسلام المعتدل، والذين لا ضير عندهم من القبول بالديمقراطية الغربية مبدأ وأسلوبا وتطبيقا.. والقبول بالموقف المضاد لتطبيق الشريعة، باعتبار أن الشريعة الإسلامية لا تتناسب مع هذا العصر والمفهوم الغربي للديمقراطية، وادعاء احترام حقوق النساء والأقليات الدينية، ودعوى أن الحقوق التي نالتها المرأة في عصر رسول الله e لا تتناسب مع الظروف الراهنة العصرية والتقدم... وأن يكون نابذا للعنف والإرهاب. وهذه شنشنة إلى الآن لم تحدد من قبلِ قادة الغرب، وما مقصودهم بالإرهاب؟.
ناهيك عن الإيمان بحق الإنسان بتغيير دينه والارتداد عنه وحرية الشخص في ذلك... أضف إلى ذلك مناداتهم بحرية المرأة في اختيار الرفيق وليس الزوج لتتشارك معه في حياتها.
وغيرها الكثير من الأطروحات والأجندات الخبيثة المغلفة بالحداثة والتطور ونبذ التخلف وعدم التقهقر للوراء... فهم يريدون أن يروجوا لباطلهم، فلا بد أن يطعِّموا بذلك الباطل شيئاً من الدسم ليروجوا له...
وعليه فقد قررت حكومات الغرب وقادتهم وخبراء الصراع السياسي والفكري، أن يغزوا العقول الشابة المسلمة، فـ(روبرت سوتلوف) والذي يعدُّ من أهم واضعي سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في نظر الكثير من السياسيين كان دائما ما ينادي بأهمية كسب عقول الشباب في الشرق الأوسط، ومحاولة استقطابهم، وتحسين صورة الغرب لديهم. حتى صارت هذه الخطة من القضايا الاستراتيجية المهمة عندهم، حيث إنه لا بد من استقطاب تيار الشباب المسلم الذي يتنامى بكثرة في البلدان الإسلامية على حساب الدول الغربية التي يقل عدد الشباب فيها مقارنة نسبية مع الشباب المسلم في البلدان الإسلامية...
وقد خططوا لعدة وسائل رأوا أنها مهمة في كسب عقول الشباب، لعل أفكارهم تتغير، ورسموا لذلك أساليب عدة وبرامج ووسائل معينة على تحقيق هذه الخطة وذلك الهدف الاستراتيجي، ومنها أنهم مثلا في العراق أصدروا مجلة خاصة موجهة للشباب المسلم المسماة بـ (هاي) التي تحاول الترويج للثقافة الأمريكية بين الشباب المسلمين، وقد أطلقت عام 2003م بعد عدة أشهر من الغزو الأمريكي للعراق.
كما أنشأوا إذاعة (سوا) عام 2002م وهي محطة لأخبار موسيقى البوب، كما أنها تبث الأغاني والأخبار، وهي كذلك مشروع أمريكي مخطط لغزو البلاد الإسلامية، وتحسين صورة الحكومة الأمريكية من خلالها. ذلك عدا عن أفكار استغلال الموسيقى والكاريكاتور في الصحف والشعر والإنترنت؛ لنشر وجهة النظر الأمريكية في العالم العربي، والتأثير من خلالها على عقول ناشئة المسلمين...
فهدفهم الاستراتيجي إشغال شباب وفتيات المسلمين بالملاهي الخليعة والموسيقى الهابطة، وتوجيه قنوات إعلامية تعمل على ذلك لفئة الشباب بالخصوص، وفي الفضائيات العربية اليوم العديد من المحطات الغنائية الفاجرة، والتي يتم عن طريقها نشر الفساد والرذيلة..
كما إنها عمدت على نشر المدارس الأمريكية في الشرق الأوسط، هذه المدارس العالمية الأمريكية بانتشارها تلعب دورا مهما في تعليم اللغة والقواعد الإنجليزية على الطريقة الأمريكية.
ولا ريب أن هذا الأمر له خطورة بالغة، حيث يتم من خلاله استخراب فكري لعقول ناشئة المسلمين، ومن المؤكد أن لهذه المدارس الأجنبية مخاطر شتى، فهي معقل من معاقل التغريب في بلادنا الإسلامية، والطعن في الإسلام من داخله، والصهر للشخصية الإسلامية، التي يريد الله أن تكون متميزة عن العالمين...
وإذا نظرنا في تبعية هذه المدارس فسنجد أن كثيراً منها لا تخرج عن دائرتين رئيسيتين:
الأولى: البعثات التنصيرية الكاثوليكية والبروتستانتية، أو ما يسمى بجمعيات التبشير.
الثانية: السفارات الأجنبية، حيث تأتي هذه المدارس ومناهجها بعدة حجج منها: نشر العلوم الحضارية بين المسلمين، وإقناع الناس بأنهم نموذج للتقدم والتنور، وإزالة الجهل وغبار التخلف الموجود في بلدانهم، أو لأنها موجودة في بلاد المسلمين لتعليم أولاد الجاليات الإنجليزية!
وعليه فَقِسْ من الحجج التي يقدمها أصحاب هذه المدارس لغزو البلاد الإسلامية بهذه الطرق الخفية، وذلك إمعانا في التدليس والتلميع لاستقطاب المسلمين وإفسادهم وتدجينهم فيها..
ومن أبرز مخاطرها عدم النظر لوجود الأجنبي على أنه محتل أثيم، بل تحويل تلك النظرة له على أنه المنقذ من الظلامة التي يحيونها والتي هي من مخلفات الإسلام وأفكاره الظلامية، بزعمهم، والتي ترفض الآخر وتعامله كعدو فلا تقبل بوجوده بل تعاديه وتحاربه، فلا يرفض بعد ذلك تيارات التغريب والانحلال، وعوضا عن ذلك يستبدل هذه النظرة ويطمسها باللهو الماجن، والفن الرخيص، لإبعاد شباب هذه الأمة عن قضاياهم الأصيلة..
ولا ننسى تشجيع أبناء المسلمين على البعثات التعليمية وابتعاثهم لدول الغرب كأسلوب تضليلي، وبالتأكيد سيتلقفهم هناك أناس قد أعدوا لهم العدة، ورسموا للتعامل معهم خططا ومنهجا.
هذه أشكال وأنواع لمحاولة صرف الشباب عن الهدف والطموح الذي يناط بهم، ولهذا فإن أعداء الإسلام يحاولون قدر الإمكان أن يشغلوا الشباب المسلم بسفاسف الأمور، والابتعاد عن المواجهة للمشاريع التغريبية..
وهم يعتمدون بالدرجة الأولى في استقطاب الشباب وإسقاطهم في حبائل الفساد أو الضلال الفكري، من طرق عدة أهمها على الإطلاق طريق الشهوات ونشرها، والتي تعتني بالصور الماجنة، وإظهار أهل الفن والطرب والغناء بمظهر النجومية والشهرة، وإلهاء شباب وفتيات الإسلام؛ عن طريق الكتب والمجلات الهابطة والإنترنت والفضائيات الماجنة...
وإن ما يؤسف له أن الخطة في تطويع الشباب للبرامج الإعلامية الفاسدة قد نجح كثير منها، وإن كان هناك شباب كثر - ولله الحمد - لهم دورهم الكبير في مواجهة عتاولة الإفساد ورموز الرذيلة عبر طرق عديدة.
إن من أخطر ما تواجهه الأمة الإسلامية اليوم أن يقع الشباب في حبائل الخطط الجهنمية الإفسادية، فالشباب يشكلون في الأمة المسلمة قرابة 60%.. فبإفسادهم يضمن الغرب بقاءهم واستمراريتهم وانتشار فكرهم الشاذ المنحرف.. ولا ننسى دور الأنظمة الجاثمة على صدر الأمة لما لها من دور خبيث في تمرير أجندات الغرب من خلال فتحها للبلاد عرضا وطولا للمؤسسات والجمعيات التي في ظاهرها الإحسان وإعطاء الحقوق وفي باطنها يكمن الحق والبغض والمكر للإسلام والمسلمين..
لذلك وجب على أمة الإسلام أن تقضي على رأس الأفعى في بلادها ودقها لينقطع بها حبل الاستعمار وتنفرط من بين يديه مخططاته ودسائسه ويرجع لبلاده خالي الوفاض صفر اليدين خائبا مجرجرا حبائل خيبته وهزيمته في بلاد الإسلام.. فذلك لا يعجز أمة الإسلام؛ أمة الخير. فلا عدمت الخير ولا عدمت الوعي ولا عدمت حرصها على دينها وعقيدتها ومرجعيتها وثوابتها...
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رائدة محمد
4 تعليقات
-
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكي الله خيرا يا اختاه على مجهودك الطيب
قال صلى الله عليه وسلم : ( استوصوا بالشباب خيرا فاني نصرت بالشباب ) او كما قال صلى الله عليه وسلم
موضوع طيب وَيَا ليت الآباء والامهات ينظرون في مقالك بدقة
جزاكي الله خيرا -
بارك الله فيك أختاه
-
جزاكم الله خيرا
-
بارك الله فيك أختي