الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 4 تعليقات
أمة الإسلام لن تعطي قيادتها لمن يدير لها ظهره ويسترضي عدوها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أمة الإسلام لن تعطي قيادتها لمن يدير لها ظهره ويسترضي عدوها

 


ذكرت جريدة إيلاف الإلكترونية في 2016/6/15م، أن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني أقامت جلسة استماع لقيادات الإخوان، حول علاقتهم بالتطرف والإرهاب، وقد حضر من قيادات التنظيم الدولي إبراهيم منير نائب المرشد في مصر، ومروان مصمودي، مستشار زعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي، وأنس التكريتي وهو عنوان الإخوان في العراق، ووالده أسامة التكريتي، وسندس عاصم منسقة الإعلام الخارجي في مكتب محمد مرسي. وقد أجاب إبراهيم منير على سؤال حول الخلافة الإسلامية التي طرحها السيد قطب، قائلا: "مصطلح الخلافة ليس موجودا في الدين الإسلامي ولكنه يسعى لوحدة المسلمين فيما هو أشبه بالاتحاد الأوروبي اليوم". وقد دافع كثيرا عن سيد قطب وأفكاره واعتبرها خالية من التطرف تماما. وعن المرأة قال منير: "يمكن للمرأة أن تتزعم حزب الحرية والعدالة إذا تم انتخابها لذلك". علما أن لندن أصدرت في كانون الأول/ديسمبر 2015 تقريرا عن الإخوان وعلاقتهم بالتطرف أثار جدلا عالميا واسعا وأدى إلى وضع الإخوان تحت الرقابة وتحديد الحركة ومنع المعروفين بالتطرف من دخول بريطانيا.


عجيب أمركم أيها الإخوان!.. إلى متى تسترضون الغرب، الذي يصفعكم ويلدغكم ويسحقكم مرات ومرات ولا زلتم على نفس موقفكم ترتمون بأحضانه وتركنون إليه؟! علام تقبلون أن تقفوا أمام عدوكم وعدو دينكم وأمتكم الذي يوغل في دمائها ليل نهار موقف المحاسب الذليل، المطالب بالدفاع عن نفسه ولو بالتخلي عن ثواب الشرع التي طالما تغنيتم بها؟! أيها السادة، إن الإسلام الذي نعرفه والذي نعلم يقينا أنه أُنزل على محمد e لا يقبل الخنوع والخضوع والذلة، بل هو دين عزة وكرامة، دين قوة ورهبة والضعف فيه جريمة يستحق صاحبها جهنم إلا من رحم الله ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾.


إن الإسلام الذي نعرفه وضع نظاما للحكم سماه خلافة على منهاج النبوة وجعل العمل لإقامتها ولاستئناف الحياة الإسلامية من خلالها فرضاً على كل المسلمين أفراداً وجماعات، وبين أنها هي الطريقة الوحيدة لتطبيق الإسلام ورعاية شئون الناس به في الداخل وهي التي تحمله للعالم بالدعوة والجهاد، وحزب التحرير الذي يصفه التكريتي بالتطرف هو من يحمل لواء الدعوة إليها ويقوم في الأمة مذكرا إياها بها وعاملا فيها حتى تصبح واقعا تعيشه الأمة ولم يتبرأ منها ولا من العمل لها، بل حذركم مرات ومرات وما زال يحذركم من الركون للغرب الكافر المستعمر، أفلا تحبون الناصحين؟!، فليتكم جلستم مع إخوانكم ليس بموقف المحاسَبين كما جلستم مع عدو الله وعدوكم، بل بموقف المتناصحين وسمعتم منهم، فإن كان خيرا أخذتم وإن كان غير ذلك تركتم، إلا أنكم أبيتم إلا أن تكون خطاباتكم ودعوتكم استرضاء للغرب وليست خطابا للأمة يتحسس داءها ويصف لها الدواء، كنتم وعلى منصة رابعة تخاطبون هذا العدو وتخطبون وده وترفعون رايته التي ترضيه والله عز وجل يقولها لكم واضحة جلية ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ فكان ما كان وأسلموكم لجلاديكم وقاتليكم ففعلوا ما فعلوا بأهل الكنانة الذين ناصروكم ثقة فيكم وظنا أنكم تريدون الإسلام فسقتموهم إلى الذبح كما تساق الأنعام، وها أنتم تكملون المسيرة وأمام نفس الجُحر من قبل عبد الناصر إلى وقتنا هذا، ولا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، فكيف وقد لدغتم منه مرات عديدة حتى لم يبق موضع إلا وفيه جرح يدمي، إننا في حزب التحرير إخوانكم؛ جرحكم جرحنا وهمكم همنا ومصابكم يهمنا، وكلنا أبناء أمة عاث فيها الغرب فسادا. أليس فيكم رجل رشيد يقول مقولة المعتمد بن عباد (والله لأن أرعى الإبل في صحراء المغرب خير لي من أن أرعى الخنازير في أوروبا)، فمن يترجمها اليوم قائلا: والله لأن يقودني حزب التحرير بما يحمله من أفكار الإسلام خير لي من أكون ذنبا عميلا للغرب الكافر أنفذ مشاريعه وأخون الله ورسوله والأمة؟ وفي الأخير نحن منكم وأنتم منا، وقضيتنا ليست استلام الحكم وإنما إيصال الإسلام للحكم واستئناف الحياة الإسلامية من خلال الخلافة على منهاج النبوة، فلو تحققت بكم فالخير لنا ولكم وسبْقُكم إليه يرفع درجاتكم، فاحملوها معنا فهي بضاعتكم وسيسألكم الله عنها يوم تلقونه، ولا تحملوا بضاعة الغرب الفاسدة التي جوعت أمتكم وأفقرتها ونهبت خيراتها وثروتها، واعلموا أن الغرب لن يقبل منكم مهما فعلتم ومهما تبرأتم ومهما قدمتم من تنازلات، إلا أن تنسلخوا من الإسلام بالكلية مهما فعلتم وحاولتم ومهما خُيل لكم أنكم تخادعونه، والواقع يشهد فمن وصل منكم للحكم في ظل الغرب صار حربا على الأمة خائنا لها منفذا مشاريع عدوها، وما أردوغان منكم ببعيد!


ونحن الآن إذ نخاطبكم ونكرر النصح لكم نسألكم بالله ألا تديروا ظهوركم لأمتكم التي ما خذلتكم بل وقفت خلفكم ودفعت من دمها الثمن، فلا تعينوا عدوها عليها فالأمة لن تنسى لكم هذا ولن تغفره لكم، بل حتما ستلفظكم وتبحث عمن يحمل همها ويرعى شأنها مديرا ظهره لعدوها متبنيا قضاياها، وحسبنا أن في الأمة حزبا كحزب التحرير الذي تصفونه بالتطرف لأنه لا يقبل الدنية التي تقبلون ولا يرضى بديمقراطيتكم العفنة ولا يرفع راياتكم التي رسمها سايكس وبيكو والتي تعبر عن تقسيم الأمة وتقطيع أوصالها. تصفونه بالتطرف والإرهاب لأنه يرفض أن يلف لفيفكم وأن يجالسكم على موائد الغرب خائنا للأمة، ونحن نذكركم بعار خيانتكم للأمة وبيعكم دماءها لعدوها، وسنبقى في دربنا الذي سلكناه وبنفس غاياتنا حتى نحقق وعد الله وبشرى رسوله e وتقام فينا الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تتبرؤون منها أو نموت في سبيلها.


أما أنتم أيها المسلمون عامة وخاصة أبناؤنا في الحركات الإسلامية، فإن من يقبلون أن يقفوا مثل هذا الموقف أمام عدوهم لا يستحقون أبدا أن تعطوهم القيادة والريادة فيكم وقد خانوكم وخذلوكم وأسلموكم لعدوكم بعد أن صعدوا إلى الحكم على أكتافكم بعد ثوراتكم التي أردتم بها خلع نفوذ الكفر وهيمنته علي بلادكم، ومصر وتونس خير دليل؛ فمن أوصل السيسي لما هو فيه الآن هم من قزموا قضايا الكنانة أولا في دستور وضعي ومجلس نواب وهمي ورئاسة بلا سلطان ثم قزموها ثانية في شرعية الديمقراطية، متمسكين بنفس حبائل الغرب رافضين التمسك بحبل الله القوي المتين، ولتكن غايتكم أيها المسلمون هي أن يصل إسلامكم إلى الحكم لا أن يحكم أشخاص مسلمون بأحكام الكفر، وهذا لا يكون إلا بحمل الإسلام كمبدأ يحدد لكم إطار عيشكم وتنعتق بها بلادكم من ربقة الغرب الكافر وترهبون به عدو الله وعدوكم، نسأل الله أن يعجل بإقامة الخلافة على منهاج النبوة لتعيد لنا ولكم العزة والكرامة، اللهم اجعلها قريبة واجعلنا من جندها وشهودها.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

وسائط

4 تعليقات

  • أيمن أبو قصي
    أيمن أبو قصي الأحد، 26 حزيران/يونيو 2016م 16:15 تعليق

    ما شاء الله لا قوة إلا بالله
    جزاكم الله خيرا الجزاء ووفقكم الله لما فيه خير

  • Khadija
    Khadija الأحد، 26 حزيران/يونيو 2016م 16:11 تعليق

    اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء...

  • إبتهال
    إبتهال الأحد، 26 حزيران/يونيو 2016م 15:13 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • إبتهال
    إبتهال الأحد، 26 حزيران/يونيو 2016م 14:24 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع