- الموافق
- 3 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
أين أنتم أيها الثوار الأحرار المجاهدون عن حلب؟!
منذ أكثر من خمس سنوات والإعلام يسلط ضوءه بكثافة على ما يحدث في أرض الشام، خصوصًا حلب، حيث ينقل لنا الهجوم الحاقد على أهلنا في أرض الشام الذي شنّته دول العالم وعلى رأسها أمريكا وروسيا، ينقل لنا الإعلام كيف يعاني إخوتنا في أرض الشام من الويلات والمجازر، وكيف يُحصد الساعون لتحرير أنفسهم من النظام المجرم المدعوم من قبل الغرب الكافر، وكل شيء بشأن الأحرار الصامدين في أرض الشام وخصوصًا في حلب.
فيتساءل المرء: هل ثورة الشام أصبحت محصورة في حلب؟ وهل حلب هي المدينة الوحيدة التي لا تزال تقاوم؟ أين باقي المدن؟ أين الفصائل والكتائب ومن يسمون أنفسهم جيش الأحرار؟ هل هم موجودون أم مهمَّشون من قبل الإعلام أم يتفرجون ولا يحركون ساكنًا؟ إن ثورة الشام المباركة ذات صيت عريض، ومن أجلها يحارب أهل الشام ويذوقون شتى صنوف العذاب من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، لكننا لا نسمع أو لا نُسمّع أي شيء عن المدن الأخرى غير حلب! فحق لنا السؤال: هل الثوار يقومون بكل ما يتوجب عليهم بأكمل وجه لكن الإعلام الخبيث يريد أن يظهر أن القضية في حلب فقط وباقي المدن لا يوجد فيها شيءٌ يذكر؟
إن الغرب الكافر الحاقد يريد حصر المشكلة في بقعة واحدة، فإن قضي عليها أو حلت مشكلتها فلن تبقى في باقي المدن إشكالية، هذا المخطط يهدفون من ورائه إلى تقزيم القضية حتى يسهل التعامل معها، ومع المتابعين الذين يحاولون إيهامهم بصغرها. لكن صمود حلب منقطع النظير أمام القوة الضخمة التي تستخدمها روسيا وأمريكا وما تُسمى دول التحالف ليدل على صدق الثورة وغايتها وإخلاصها لله تعالى ومن أجل أن يكون لهذه الأمة دولة تحميها ويعزّ ساكنها.
إن الكل الآن يدرك ويعي أن هذه الثورة لو لم تكن إسلامية لكان الغرب دعمها، ولكن لأنها إسلامية تهدف إلى قلع نظام الغرب وأعوانه وتحكيم شرع الله وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لأنها كذلك تُحارَب من كل جانب، ويضيَّق على كل من يدعمها أو حتى يُقتل، وأي شخص يقف أمام مخطط الغرب في إجهاضها سوف يُضرب بيد من حديد، ونرى هذا في حلب، فهل يبقي هذا عقلًا راشدًا مكبلًا ساكتًا لا يحرك ساكنًا؟! وإن بقي هل يضمن أن لا تصل الضربة عنقه فتقتله كما قتلت إخوته؟! ألم تسمعوا بالمثل: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"؟! إن مخطط الغرب للقضاء على الثورة كلها هو تجزئتها والقضاء على الجزء تلو الآخر، أفيظن عاقل أن الحرية والانعتاق من العبودية تُنال بالخذلان؟! لا والله!
إن دور الإعلام الخبيث لا يختلف عن دور السلاح الثقيل الذي تستخدمه دول الكفر كلها، فهو أيضًا أداة سياسية في هذه الحرب. تارة يقول الإعلام إن في حلب أكثر من 300 ألف محاصر، وبعدها يقول 100 ألف، وبعد قليل بضعة آلاف... حتى يصبح الرأي العام يفضل لهم الخروج وترك الأرض ثم العودة مرة أخرى لاحقًا، في حل ضعيف فاقد للأمل. يصور الإعلام أهل حلب أنهم جياع ولا توجد عندهم أيٌ من مقومات الحياة وحياة الجرحى مهددة فضلًا عن الأصحاء، وأنهم وصلوا إلى اليأس والقنوط والعياذ بالله، وهم في الحقيقة كلهم صبر ويقين بنصر الله وفرجه القريب. علينا أن نحذر من الإعلام الذي ينفذ سياسة الغرب الخبيثة.
تحييد الحركات المرتبطة بالغرب وأدواته مثل تركيا والسعودية، وعدم قيامها بأي شيء لتخفيف الضغط على أهلنا في حلب، تكون بذلك شريكة في هذه الجريمة التي أنكرها الشرع أولًا، وتنكرها الإنسانية. إلى متى تظل هذه الحركات مرتبطة بالخارج عن طريق المال السياسي أو الولاء الأعمى أو الارتهان للغرب وأدواته؟ أليس فيها رجل رشيد يدرك أن شرور الغرب لن تتوقف عند حلب، وأن مخططه هو إجهاض الثورة وتوجيهها الوجهة التي ترضيه؟. فنقول لها: إن امتناعكم عن نصرة إخوتكم لا يوجد له أي مبرر، فمتى ستنعتقون من الغرب وأدواته وتنقذون إخوتكم؟ أم أنكم تنتظرون صدور الأوامر لفعل ذلك؟! إنكم بسكوتكم تشاركون الغرب في هذه الجريمة، وستُسألون أمام الله عن تقصيركم في نصرة إخوتكم أو على الأقل التخفيف عنهم، فماذا أعددتم أيها الأحرار من جواب؟! إن الأمر جد وليس بهزل، والغرب يلقي بثقله وعتاده على ثورتكم، أم تريدون أن تصبحوا ماضياً يُتأسّف عليه بعد نزول النصر وأنتم تتفرجون؟ عندها لن ينفعكم الندم ولن تنقذكم أعذاركم، وقد أُعذر من أنذر، والجاهل لا يُعذر إن عرف جهله، والعودة إلى الصواب قبل فوات الأوان خير لكم وأكثر أجرًا، فعودوا إلى رشدكم وأهلكم وحضن ثورتكم، واعلموا وتيقنوا أن نصر الله قادم لا محالة، وأن بعد العسر يسرًا بلا شك، فهل أنتم مستجيبون أيها المجاهدون الأحرار الشرفاء؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا
وسائط
3 تعليقات
-
بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .
-
بارك الله فيكم
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم