- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
السيسي ينعت الإسلام بالإرهاب
ويسعى لتجديده ليوافق هوى سيدته أمريكا
تناقلت كل وسائل الإعلام خطاب السيسي خلال اجتماعه بعلماء الأزهر أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوي، والذي كرر فيه دعوته لتجديد الخطاب الديني بل وتجديد النظر إلى الإسلام وتجديد رؤية المجتهدين والاجتهاد، وتنقية الإسلام مما علق به ودخل عليه من أفكار مغلوطة قائلا: (إن أول التحديات التي نعاني منها منذ فترة هو انفصال خطابِنا الديني عن جوهر الإسلام ذاتِه... وعن احتياجات عصرنا الحالي... إننا تحدثنا من قبل في هذا الأمر... وأجمع علماؤنا ومفكرونا على احتياجنا الماس لتحديث الخطاب الديني... لتصويب ما تراكم داخله من مفاهيم خاطئة... سواءٌ تراكمت بفعل مرور الزمن وتعاقب السنين... أو بفعل فاعلين أرادوا إخفاءَ نوايا الشرِ بداخلهم وراءَ غطاءٍ مقدس... يبررون به إرهابَهم للأبرياءِ من خَلْقِ الله... ويُعطون لأنفسِهِم حصانةً من العقاب)، ومع إقرارنا أنه قد دخل على الإسلام ما ليس منه، ووجوب تنقية العقيدة الإسلامية مما علق بها ودخل عليها من أفكار الغرب وأن تصبح العقيدة هي أساس تفكير الناس والقاعدة والقيادة التي تبني عليها كل أفكارهم وجميع أعمالهم سواء أكانت تتعلق بالفرد أم الدولة والمجتمع، إلا أن هذا ليس هو مقصد السيسي ولا مراده؛ فمراده أن يختزل الخطاب الديني فيما يجعل منه دينا كهنوتيا يلزم الناس بفهم من يرضى وترضى عنهم أمريكا ليصبح الإسلام فارغا من كل محتواه السياسي ويصبح المسلمون كغيرهم بلا هوية ولا ثقافة ولا حضارة تميزهم ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾، وهذا ظهر جليا في تعريفهم للإرهاب ووصم الإسلام السياسي به، أي أن الإرهاب في نظرهم ونظر سادتهم هو السعي لكي يكون الإسلام واقعا عمليا مطبقا في حياتنا بدولة تطبقه على المسلمين في الداخل وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد، مع اختلاف رؤى الساعين لذلك ورغم اختلافنا مع رؤية البعض لهذا الإسلام السياسي واستخدام بعضهم للأعمال المادية كطريقة لإقامة الدولة التي تحكم بالإسلام وتطبقه ودخول البعض الآخر في العمل السياسي على أساس الديمقراطية وإلباسها ثوب الإسلام، وهؤلاء في الأصل أصحاب أفكار ملوثة تحتاج إلى تنقيتها ليدركوا أن الإسلام لا يحتاج إلى تلك الديمقراطية بل هو يسعى لاقتلاعها من جذورها وإقامة دولته على أنقاضها؛ خلافة على منهاج النبوة، دولة حق وعدل وقسط؛ تملأ الأرض نورا وعدلا وخيرا كما كانت، وينعم في ظلها البشر والشجر والحجر وحتى طير السماء، فالعمل لتطبيق الإسلام هو عمل سياسي بحت قام به النبي صلى الله عليه وسلم وتنطق به سيرته التي تكلم السيسي عن التأسي بها، وتقوم أصلا على صراع أفكار الكفر وهدمها وبناء أفكار الإسلام وفضح الساسة العملاء والمتآمرين وفضح مؤامراتهم وكسر خططتهم التي تحاك للأمة حتى تفشل خططهم الواحدة تلو الأخرى ويصبح كيدهم إلى بوار.
يا أهل الكنانة! نعم بلا شك يحتاج ديننا إلى تجديد في خطابه وإلى تنقية لكل ما علق به من أفكار الغرب وديمقراطيته ورأسماليته، نحتاج إلى انتزاع تلك الأفكار التي تلوثت بها عقول المسلمين علماء وطلبة علم ومتعلمين وعوام، وتعريفهم بالإسلام الحقيقي الذي يحييهم ويعيدهم إلى سابق عهدهم سادة للدنيا لا أمة متشرذمة يقتل بعضها بعضا خدمةً للسادة في الغرب الكافر وتثبيتا لنفوذه ورعاية لمصالحه، وما يحدث في اليمن وليبيا وسوريا ماثل أمام أعينكم.
لن نتصيد الأخطاء اللغوية ولا اللفظية في الخطاب كما يفعل البعض، بل نؤكد على ضرورة تجديد الخطاب فعلا، ولكن ليس كما يريد السيسي وسادته ولا بأدواته، بل ليصبح لدى الناس وعي صحيح على أحكام الإسلام وكيفية تطبيقه في واقع الحياة حتى تتحول لديهم إلى مفاهيم واضحة تنتظر منهم ثورة على الرأسمالية الحاكمة وحماتها في بلادنا، وهذا لن يقوم به من ارتموا في أحضان الأنظمة ولا من تعلموا وحصّلوا علمهم على أساس أفكار الغرب وانضبعوا بثقافته، فهؤلاء أصلا ورغم كونهم مسلمين إلا أنهم يحتاجون إلى أن يتعلموا ويجددوا إسلامهم من جديد، وتجديد الخطاب وتنقية الإسلام وعقيدته يحتاج إلى مخلصين من أبناء الأمة لا يكذبونها ولا يخذلونها بل يقومون فيها مقام الصحابة ويكونون لها كالرائد الذي لا يكذب أهله، فيقبلون على الإسلام وأحكامه فيَقرؤونها ويُقرؤونها للناس ويحملون للأمة بعمومها إسلاما نقيا خالصا غضا كما أُنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم، وإن كان حزب التحرير قد كفا الأمة مؤونة البحث والتنقيب عن المخلصين ومشروعهم فاستنبط للأمة منهجا ووضع لها دستورا وجهز من شبابه رجالا هم كأمثال الصحابة رجال دولة بحق يحملون همّ الأمة ويسعون لنهضتها ورفعتها وعودتها لعزها وسابق مجدها، ولو صدق السيسي في زعمه طلب ما يرضي الله لوضع يده في يدهم ولتبنى ما يحملون ولانعتق بهم من عمالته لأمريكا وسعيه ولهاثه وراء إرضائها على حساب مصر وأهلها وشعبها المسكين.
يا أهل مصر الكنانة! كنتم درعا للأمة وحماة لها ومنارة علمها وعلمائها حتى فطن الغرب إلى أن الخطر فيكم فعمل على فصلكم عن الأمة وفكرها وعقيدتها وأحكامها، حتى صرتم إلى ما أنتم عليه وصار سلاح جندكم يوجه إلى صدوركم وصدور أمتكم، ولا خلاص لكم إلا بعودتكم جزءاً من الأمة وفكرتها وعقيدتها وحتى تصبح أحكام الإسلام هي النافذة فيكم والمطبقة عليكم، وهذا ما يحمله لكم حزب التحرير ويطالبكم بحمله واحتضانه ليرضى عنكم ساكن السماء وساكن الأرض، فدونكم حزب التحرير لا تخذلوه؛ فما يحمله لكم والله خير الدنيا والآخرة وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
وسائط
1 تعليق
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..