الجمعة، 25 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

حمل الدعوة للإسلام بين اﻷمس واليوم

 

* نزلت رسالة الإسلام على سيدنا محمد e في مكة المكرمة، وقامت هذه الرسالة على فكرة كلية ثابتة هي "شهادة أﻻ إله إﻻ الله وأن محمدا رسول الله". نقول فكرة ثابتة ﻷنه تم التوصل إلى صحة هاتين الشهادتين بالتفكير العقلي المستنير، والشهادة بحد ذاتها قرار وإقرار، فكانت هي العقيدة العقلية التي قام عليها مبدأ الإسلام فكرة وطريقة.

 

* وعليه فلا يصح أن يقال إن عقيدة الإسلام طرأ عليها تغيير بين اﻷمس واليوم، ما دام الله قد حبس الوحي، وجعل هذه الرسالة خاتمة الرساﻻت ورسولها خاتم اﻷنبياء والمرسلين وتكفل بحفظ القرآن الكريم من التغيير أو التحريف.

 

* كما ﻻ يصح أن يقال بأن كيفية إقامة هذا الدين اليوم يجب أن تختلف عن الكيفية التي أقامه بها رسول الله e سابقا؛ ﻷننا نؤمن بأن الله سبحانه قد أكمل لنا هذا الدين وأتم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينا. إﻻ أن هناك بعض الملاحظات التي يجب أخذها بعين الاعتبار ونحن نحمل الدعوة الإسلامية، منها:

 

- أن الرسول e كان يدعو الناس لدين جديد اسمه الإسلام وكانت دعوته جديدة عليهم في حين إننا اليوم ﻻ ندعو الناس إلى دين جديد اسمه الإسلام، بل نوجه دعوتنا إلى مسلمين، فإلى أي شيء يجب أن ندعو المسلمين اليوم؟

 

- ومنها أن المجتمع الذي كان يدعو فيه نبينا إلى الإسلام كان مجتمعا جاهليا من ناحية عقدية في حين إن المجتمع الذي ندعو فيه اليوم هو مجتمع غالبية أفراده تقر وتعترف بعقيدة الإسلام، ﻻ بل وتمارس كثيرا من العبادات التي فرضها عليهم الإسلام، فهو مجتمع ليس بجاهلي من ناحية عقدية.

 

- ومنها أن رسولنا e وصحابته الكرام كانوا هم الكتلة الوحيدة التي تدعو إلى الإسلام، في حين إننا اليوم نجد أن هناك الكثير من الجماعات والحركات الإسلامية والفرق واﻷحزاب التي تقدم نفسها للمسلمين على أنها تدعو للإسلام وأن نهجها هو النهج الصحيح ﻹقامة الدين.

 

- ومنها أننا نلاحظ أيضا أن المجتمع الذي كان يدعو فيه النبي e كان فيه منظومة أخلاق وأعراف وقيم يحترمها ويعلي شأنها، في حين إننا نعيش في مجتمعات محكومة بأنظمة هي في حقيقتها عدوة للإسلام، وعدوة للمسلمين إذا هم توجهوا نحو إسلامهم، وتحكمهم بالإكراه والحديد والنار، دولٌ سجونها أكثر من مستشفياتها، أنظمة بلا قيم إنسانية ولا تحترم حرمات الناس حتى في بيوتهم.

 

- ومنها أن رسولنا الكريم e كان باستطاعته أن يخاطب الناس بحرية وبشكل جماهيري ويطلعهم على هذا الدين الجديد ومتطلباته، في حين إننا نعيش في مجتمعات تحكمها أنظمة تصادر حرية الناس في التعبير عن آرائهم بحرية وكرامة، حتى في تظلمهم من جور السلطان.

 

* الخلاصة: بديهي جدا أن نهاية الظلم محتومة، وبديهي جدا أيضا أن نهاية هذه اﻷنظمة أصبحت وشيكة جدا، فقد شاهد الناس بأم أعينهم تدحرج رؤوسها بطريقة مهينة، فصاروا يصدقون أنه عما قريب ستتهاوى أجساد هذه اﻷنظمة في زمن قياسي من عمر اﻷمم. وعليه فهذه دعوة لحكام بلادنا الحاليين ورغم الدمار الهائل الذي لحق باﻷمة في البنية الفكرية والسياسية، جراء أنظمة حكمهم الخارجة عن دين اﻷمة وعقيدتها والتي بموجبها رهنوا إرادة اﻷمة وسلطانها ومقدراتها للكافر المستعمر، إﻻ أننا نرجو أن يكون ما زال في الوقت متسع لأحدهم أو بعضهم فيعيد سلطان اﻷمة المغتصب للمخلصين من أبنائها لتعود أمتنا إلى مكانتها وتسترد مقدساتها بسواعد جيوشها المكبلة، دعوة قبل فوات اﻷوان الذي نراه قريبا جدا جدا وفقا لعمر قيام الدول وزوالها، وعندئذ أيها الزعماء فلن تقبل اﻷمة توبتكم وﻻ أظن اﻷرض قد تقبلكم فوقها، فتخيل أنك اليوم زعيم تتصرف بكل مقدراتنا بغير حق وغدا أنت الطريد نلاحقك وورثتك جميعا وزبانيتك في كل شعاب اﻷرض ﻷنك وما تملك ويملك الورثة والزبانية من حولك مطلوبون وبتهم الخيانات اﻷعظم في عرف الناس والدول ﻻ بل وعبر التاريخ البشري.

 

وهذه دعوة ﻷبناء أمتنا الغيورين على دينهم ومقدساتهم وبلادهم وأعراضهم، أن انزعوا عنكم ما تتوهمونه من خوف من هذه اﻷنظمة المارقة وتقدموا نحو عزكم بانتزاع واستعادة سلطانكم المغتصب من أيديهم واحجروا على هذه الشرذمة من السفهاء، فالله أحق أن تخشوه وهو وحده القادر على نصركم إن أنتم أخلصتم النية والعمل، وها نحن في حزب التحرير نمد أيدينا لكم أن هلموا فاركبوا معنا فالركب يسير وبخطاً ثابتة نحو الغاية التي نحب وتحبون ويحب الله ورسوله e؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرؤوف بني عطا – أبو حذيفة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع