الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

﴿لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾

 


أتانا يقول ستصبح القدس عاصمة كيان يهود، أتانا بعنجهية يحدد، يقرر، يتحكم، يقول: القدس لنا!


أمريكا، البيت الأبيض، ترامب كلها أسماء لسياسة واحدة، سياسة دموية خبيثة.


أتانا حتى يرمي هذه الورقة ليجس نبض الأمة، هذه الأمة التي مرت بسنوات عجاف ضحت فيها بكل ما تملك. سنوات من القهر والظلم والاستبداد والمعاناة من المستعمر الكافر ومن الحكام الخونة العملاء الذين باعوا مقدساتهم وعقيدتهم من أجل المال والمنصب والجاه... سنوات من الغربة والضياع وفقدان البوصلة حتى تستعيد هويتها ومكانتها وعزها...


يحاولون إقناعنا بأن الخلاف في القدس هو أنها عاصمة من، ويحاولون أن يمحوا من ذاكرة الأمة أن فلسطين كلها بما فيها القدس محتلة ويجب أن تعود كاملة غير منقوصة إلى أصلها.


أتانا بعدما وضع لهّاية من السكر بفم كل الحكام العرب ريثما يجس نبض هذه الأمة هل ستثور مرة أخرى؟ هل هي يقظة وواعية لما يخططه هذا المجرم؟ هل هي ضعفت تماما كما حاول أن يعمل له طوال هذه السنوات؟


بعد كل هذا يخرج علينا هؤلاء الرويبضات ليوهمونا بأنهم حريصون على مقدساتتا وأن القدس خط أحمر! وأن لهم أصواتاً وحناجر تطالب بحقوق المسلمين وتهدد وتنذر! على من هذه الألاعيب أيها المجرمون؟ على من؟


ألا تعلمون أنها محتلة ومغصوبة من أهلها؟ ألا تعلمون أنه يجب تحريرها كاملة، وهذا الأمر في رقبة الأمة كاملة حتى تحرر، وفي رقبتكم أنتم يا جيوش هذه الأمة، ولا نعول على الخونة الذين باعوا كل شيء ويتآمرون على هذه القضية المصيرية للأمة على أنه خلاف عاصمة ليس غير.


ربما كنا نهاب ونخاف ونخضع للأمر الواقع الذي وضعتمونا فيه بالحديد والنار، لكن الآن فلا وألف لا...


نقول لك أيها اللعين، أيها المتعجرف لا تلعب بمقدساتنا، لا تحاول إثارتنا فنحن أمة وعت ونهضت بدينها وأيقنت بأن لا حياة ولا عز بدون خلافتنا، تركنا لك الدنيا وما فيها، أيها الحكام العرب خذوا ماذا تريدون، لا نخافكم ولا نهابكم ولستم عندنا سوى أقزام سيكتب التاريخ قصتكم لتروى لأطفالنا.


لا نخاف ولا نهاب ولا نيأس ما دمنا عاهدنا الله، ماضون بكل إخلاص بنفس القوة بل أكثر، كلما تماديتم نزداد قوة وإيماناً نابعاً من عقيدتنا، من إسلامنا.
حذار أيها المسلمون! فقد صبرتم وضحيتم بكل ما تملكون وها نحن في مخاض عسير ولكن بإذن الله لن ينتهي إلا بولادة دولة الإسلام، دولة العز.


الثبات ثم الثبات ثم الثبات أيها المسلمون، ﴿لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾، نحن في زمن الانجراف وراء تيارات الإلحاد والعلمانية وتمييعِ الإسلام، والتي بدأها أعداء الله وروج لها منافقو هذه الأمة المندسون في صفوفها، والسائرون على نهجهم والمنزلقون معهم من المستسلمين والضعفاء والمنهزمين، ولذلك فإنه لا بد من أن نكسر الحواجز التي يحاولون زرعها في نفوسنا.


قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ هذه الخصوصيات هي مصدر عزتنا وكرامتنا، وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾، وصدق عمر رضي الله عنه يوم قال: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين، فمهما نبتغي العزة في غيره أذلنا الله"...


إن الفيصل بيننا وبين أولئك القوم موجود في كتاب الله، قد حكم الله به حين نزول القرآن ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ فلا يمكن أن نستوي نحن وإياهم، لا يمكن أن يستوي الموحد والمشرك، ولا المؤمن والكافر، لقد جعل الله للجنة خلقا كما جعل للنار خلقا ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ﴾.


أيها المسلمون! كونوا على وعي تام ولا تنجروا وراء ندائهم حتى ندخل معركة إذا انتصرنا بها فقدنا فلسطين نهائيا وإذا خسرنا فالطامة أكبر. بل طالبوا الحكام الذين ينعقون ويتبجحون بالخط الأحمر بأن يحركوا جيوش هذه الأمة لتحرير فلسطين كاملة. خاطبوا قادة الجيوش ليتحركوا لنصرة هذا الدين فتتحرر فلسطين مباشرة.


لا تيأسوا فإن الله يبعث على رأس كل مئة عام من يجدد لهذه الأمة دينها في العلم والعمل والعبادة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذه الطائفة المتمسكة بالحق، ظاهرين به منافحين عنه مبينين له إلى قيام الساعة، فلا يمكن أن يُكبت الحق الذي عندنا، بل هم ظاهرون، فإذا لم نظهر بالسيف والسنان فظاهرون بالحجة والبيان، وقد أخبر e أنه «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» [رواه مسلم] فإن لنا نصرا وتمكينا في الأرض.


فعَنِ النَّبِيِّ e قَالَ: «بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ» [رواه أحمد] ولا شك أنه يوجد في حياتها فترات من الضعف والذلة، لكن لنا انتصارات كثيرة وشأناً عظيماً وحُكْماً بليغاً شاملاً في الأرض كما حصل في عهد الراشدين وبني أمية والعباس والمماليك وصلاح الدين الأيوبي مما كان له رفع لها في أرجاء المعمورة.


فيا فوزنا ويا سعدنا إن كنا عند حسن ظن الله بنا...


ولكن مهلاً... لا بد أن نبقى ثابتين صامدين فإن الأرض عطشى إلى مطر المسلمين، مشتاقة إلى وقع أقدامهم وهتاف تكبيراتهم، إن هذه الأجواء مواتية لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة أكثر من أي وقت مضى ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾.


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


دارين الشنطي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع