- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
"خادم أولى القبلتين وثالث الحرمين!" يتنصل من مسؤوليته تجاه فلسطين!!
لم يمر أسبوعان منذ أن لقب البرلمان الأردني ملك الأردن عبد الله الثاني بـ"خادم أولى القبلتين وثالث الحرمين!" حتى تنصل طاغية النظام الأردني المجرم عن مسؤوليته تجاه فلسطين المحتلة! إذ نقل موقع القدس العربي عنه قوله إن "القضية الفلسطينية" ليست مسؤوليتنا وحدنا… و"مصالحنا فوق كل الاعتبارات"، وأن "القضية الفلسطينية يتحمل مسئوليتها المجتمع الدولي وليس الأردن وفلسطين".
بداية لا بد من الحديث بإيجاز عن نشأة النظام الأردني، حتى يتسنى للقارئ الحكم على ما قاله ملك الأردن حول المسؤوليات التي يدعيها ويتذمر منها حول قضية فلسطين. وحتى يعلم هل فعلا النظام الأردني حمل يوماً هم قضية فلسطين والمسرى؟
الأردن كان جزءاً من دولة الخلافة التي هدمتها بريطانيا ومزقتها إلى كيانات كرتونية، ورسمت حدوداً وهمية حول كل كيان أسمته "وطن"، ورسمت على قطعة قماش ألواناً سميت "علماً"، وأعطت بريطانيا لكل قطعة ممزقة من جسد الدولة الإسلامية استقلالاً وهمياً.
أنشئ النظام الأردني بالاتفاق مع الجد عبد الله الأول ووزير المستعمرات البريطانية ونستون تشرتشل عام 1921 بعد اتفاقية سايكس-بيكو. والهدف من إنشائه هو جعل أراضي شرق الأردن أراضي احتياطية لتوطين العرب عندما يصبح الوطن القومي لليهود في فلسطين حقيقة واقعية.
أعطت بريطانيا الأردن استقلالا موهوما ومن ثم سلمت فلسطين ليهود لتحقيق وعد بلفور، هذا الوعد الذي افتخرت به رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي في حفل عشاء مع رئيس وزراء كيان يهود في ذكرى مئويته.
وملك الأردن وقتها لم ينبس ببنت شفة حيال ذلك!
وخيانات النظام الأردني لم تتوقف عند ذلك الحد، بل توالت الخيانات في عهد الملك الهالك حسين والد الملك عبد الله الثاني، عندما سلم "الضفة الغربية وغزة" لكيان يهود بمسرحية سميت نكسة 1967 وسلمت القدس لكيان يهود.
ثم أبرمت الاتفاقيات والمعاهدات، مثل اتفاقية وادي عربة، والطاقة والغاز، وأقيم بينهما تعاون في كل المجالات العسكرية والاقتصادية والاستخباراتية، وقائمة الخيانات طويلة ولا تزال مستمرة...
فعن أي مسؤولية يتحدث ملك الأردن ويمُنّ على أهل فلسطين بها؟!
هل ما يقدمه من فرش وإنارة المسجد الأقصى وتزويده بسيارات نظافة أو كاميرات مراقبة استغلت لصالح يهود، أثقلت كاهل ملك الأردن؟!
وهل هذا ما تحتاجه فلسطين والمسرى؟!
ما تحتاجه فلسطين هو أن تحرر من دنس كيان يهود، وقلعه من جذوره، وهذا لا يكون إلا بتحريك الجيوش الإسلامية للزحف والجهاد لتحريره. ولن يكون إطلاقاً عن طريق المجتمع الدولي، الذي يحوك المؤامرات ضد المسلمين، وأذرعتهم في تحقيق مؤامراتهم الحكام الرويبضات ومنهم ملك الأردن.
وما سوريا عنا ببعيدة، ماذا فعل المجتمع الدولي الذي تقوده رأس الكفر أمريكا غير إعطاء بشار ومليشياته الضوء الأخضر لقتل وتدمير وتهجير أهل الشام؟!
المجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن جرائم ومجازر البوذيين الوثنيين ضد مسلمي الروهينجا في بورما. المجتمع الدولي دمر العراق ومزقه شر ممزق.
فلسطين تحتاج إلى من يخلي بين الجيوش الإسلامية وبين الجهاد في سبيل الله، فهذا هو الحل الجذري لقضية فلسطين. وهذا ما يدعو إليه ويعمل له حزب التحرير منذ تأسيسه، ولكن الأنظمة الحاكمة العميلة تقف سداً منيعاً أمام عمل ودعوة حزب التحرير لاستنهاض جيوش المسلمين.
نظم حزب التحرير وقفات ومسيرات في كثير من بلاد العالم ومنها الأردن نصرة لفلسطين والأقصى. وبتاريخ 2018/1/5 قام النظام الأردني بمنع تنفيذ وقفات لنصرة القدس والأقصى بالأردن. وقد تحولت مواقع الوقفات إلى ثكنات عسكرية من مختلف الأجهزة الأمنية، وقامت باعتقال عدد من شباب الحزب.
وهذا يؤكد كذب ادعاء ملك الأردن على أنه يحمل مسؤولية قضية فلسطين، فلينظر هذا الملك عن أي قبلة يتحدث!! مثل هذا النظام وهذا الملك لا ينال شرف خدمة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فقضية فلسطين قضية كل مسلم، وواجب الأمة الإسلامية وواجب علماء المسلمين ورثة الأنبياء أن يقولوا كلمة الحق في وجه سلطان جائر، واجبهم توعية أبناء الأمة وتوجيهها إلى أنه لا خلاص للمسلمين إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾ [سورة النور: 55]
وواجب العلماء أيضاً أن يوجهوا الدعوات والنداءات إلى جيوش المسلمين أن تخلع ولاءها للحكام الرويبضات، وتقف صفاً واحداً مع الأمة وراء إمام عادل يقاتل من ورائه ويتقى به. قال e: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
إنه الحل الجذري الشرعي ولا حل سواه لقضية فلسطين ولبلاد المسلمين كلها. لا خلاص للمسلمين إلا باستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، بها تتحرر البلاد والعباد، وتتخلص من النظام الرأسمالي العفن الذي يذيقها الذل والهوان والخنوع على أيدي الحكام العملاء للغرب الكافر المستعمر.
قال تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران 160].
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شام العز الطويل - فلسطين