- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستعمار الغربي للبلاد الإسلامية
بعد أن أدركت الدول الأوروبية الكافرة أن السرّ في قوة المسلمين هو الإسلام لأن عقيدته هي منشأ القوة العظيمة لدى المسلمين، وضعت خطة لاستعمار العالم الإسلامي استعمارا تبشيريا وثقافيا حملت فيها ثقافتها وأفكارها الديمقراطية ووجهة نظرها في الحياة حيث دعت للحريات الأربع: وهي حرية الاعتقاد: فللإنسان أن يعتقد العقيدة التي يريدها ويعتنق الدين الذي يريد. وحرية الرأي: وهي التحلل من كل القيم الروحية والخلقية والإنسانية ومنها حرية تحطيم الأسرة. وحرية التملك حيث تكون النفعية هي مقياس الأعمال وهي التي أنتجت النظام الرأسمالي في الاقتصاد. والحرية الشخصية وهي التي تبيح الممارسات الجنسية والشذوذ...
وقد أخذ الكافر المستعمر يدعو المسلمين إلى أفكاره ليتخذوها أساسا لتفكيرهم ويبعدهم عبر أقلامه المسمومة ومنابره المأجورة عن التقيد بالعقيدة الإسلامية وبالتالي يسهل عليه القضاء على الدولة الإسلامية، واتخذ أسلوب الحط من شأن الإسلام وتشويه أحكامه وتشكيك المسلمين فيه وأن الإسلام سبب تأخرهم وانحطاطهم، واعتمد أيضا أسلوب التضليل فأوهم المسلمين بأن حضارته لا تتناقض مع حضارة الإسلام، فأثّر ذلك على المسلمين تأثيرا كبيرا وأدى إلى أن تتحكم فيهم الأفكار الغربية والحضارة الغربية، فتم تطبيق أنظمة الكفر في البلدان الإسلامية بمساعدة العملاء والحكام الرويبضات الخونة. وفي ظل غياب دولة العز الحاضنة لرعيتها صرنا في ذيل الأمم!
ونظرا لدور المرأة الفعال في المجتمع فقد اختارها الغرب سلعة وسلاحا يهدم به حصون الأمة من داخلها مما يؤدي إلى تفكك الأسرة وتمييع المجتمع الإسلامي. وإغراقها بالمفاهيم والأعراف والأخلاق الرأسمالية تحت ما يسمى حماية المرأة، فسنّ قوانين وشعارات براقة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
فالمساواة هي استعباد للمرأة ومصادرة لإنسانيتها. فباسم الحرية والمساواة هُضمت حقوق المرأة، بينما الإسلام هو الذي كرّمها وجعل لها حقوقا وواجبات. وباسم الحرية والمساواة وفي ظل الحكام الرويبضات تم الطعن في أحكام الله سبحانه ورسوله e. قال الله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوْقِنُونَ﴾. [سورة المائدة: 50]
فنحن خير أمة أخرجت للناس، أمّة سيدنا محمد e فالإسلام ديننا وسيدنا محمد قدوتنا والحلال والحرام مقياس أعمالنا، ولجنة الخراب "لجنة الحريات الفردية والمساواة" تسعى لإلغاء الباقي المتبقّي من أحكام الله ورسوله، أي إلغاء النظام الاجتماعي الإسلامي.
ولما فشلت الدول الغربية في تكوين مجتمع متماسك، فالأسرة الغربية مفككة والحياة الاجتماعية في الحضيض، أرادوا ضرب المجتمع في البلاد الإسلامية بتمرير قوانين تتناقض مع أحكام الله ورسوله تحت إملاءات صندوق النقد الدولي وقرارات من مجلس الأمن والأمم المتحدة وتمريرها عبر منظمات مشبوهة وجمعيات نسوية تعطي ولاءها للكافر المستعمر، "فلا وألف لا" لتقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، وحرائر تونس تذود عن أحكام الله. قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سناء بن صالح – تونس
وسائط
1 تعليق
-
بوركت يمناك أختنا الكريمة سناء وبوركت جهودك الطيبة