الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السجل الصيني الأسود في حق المسلمين في تركستان الشرقية

 

تركستان الشرقية بلد إسلامي كان جزءاً لا يتجزأ من الدولة الإسلامية لقرون طويلة قبل أن تحتله الصين. يقع في وسط آسيا الوسطى، ويحده من الشمال روسيا ومن الجنوب إقليم التبت ومن الشرق منغوليا ومن الغرب كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وجزء من إقليم كشمير الواقع تحت الاحتلال الهندوسي. ويحده من الجنوب الشرقي إقليم كينغاي وإقليم غانسو. وتبلغ مساحته 1626000 كيلو متر مربع فهو أكبر الأقاليم الصينية الخمسة وتمتد حدوده على طول 5400 كيلو متر. كما يبلغ عدد سكانه أكثر من خمسة وعشرين مليون نسمة ينحدرون من الأصل التركي المسلم وينتمون إلى عرق الإيغور إضافة إلى بعض العرقيات الأخرى مثل الكازاخ والقرغيز والتتار والأوزبيك والطاجيك، ولغتهم هي اللغة التركية بلهجاتها المختلفة ويستعملون الحروف العربية في الكتابة. ومدينة كاشغر هي عاصمة تركستان الشرقية. دخلها الإسلام بعد فتح المسلمين لبلاد فارس وخراسان فقد وصلت جيوش القائد قتيبة بن مسلم الباهلي مدينة كاشغر عام 95 هجرية. وعندما دخل الإسلام مؤسس الدولة القاراخانية الخاقان سلطان ستوق بغراخان وتبعه أبناؤه وكبار رجال دولته عام 232 هجرية ساد الإسلام تلك البلاد كلها من ذلك التاريخ وتمت ترجمة القرآن الكريم وأقيمت المساجد بدلا من المعابد وتم بناء 300 مسجد في كاشغر وحدها التي صارت مركزا علميا كبيرا يقبل الطلاب على دراسة الإسلام وأحكامه فيها من كل أنحاء العالم الإسلامي.

 

دفع حكام الصين عام 1759م بجيوشهم الجرارة نحو تركستان الشرقية لاحتلالها فدارت بينهم وبين المسلمين فيها معارك دامية راح ضحيتها أكثر من مليون مسلم وبعدها فرض حكام الصين سيطرتهم عليها حتى عام 1862م، وقد شهدت تلك الفترة مقاومة شديدة من أهل تركستان الشرقية ضد الاحتلال الصيني، ونجح المسلمون بقيادة يعقوب بك في إقامة دولة مستقلة تحت زعامته استمرت 16 عاما إلا أن بريطانيا دعمت حكام الصين ودفعتهم لاحتلالها مرة ثانية وتم لهم ذلك في عام 1876م وسميت شينجيانغ أي (الأرض الجديدة) ثم ضموها داخل حدود إمبراطورية الصين وأصبحت تابعة لها. وبعد تولي الحكومة الوطنية الصينية مقاليد السلطة عام 1911م قامت بالمذابح الرهيبة في حق المسلمين لإخضاعهم لسيطرتهم وكسر مقاومتهم للاحتلال ومنع ثوراتهم المتتالية فقامت بأبشع أنواع الظلم والاضطهاد وقسمت البلاد إلى 450 معسكرا للعمل الإجباري وقد مات الكثيرون في هذه المعسكرات وألغيت الملكية الخاصة، وجعلت طعام الناس جماعيا ومنعت الطبخ في البيوت وفرقت الأزواج بحجة أن ذلك مضيعة للوقت وصادرت كل ثروات المسلمين. فثار المسلمون مرتين حتى تمكنوا من إقامة دولة مستقلة في تركستان الشرقية عام 1944م إلا أنها لم تستمر طويلا فقد عاد الاحتلال عام 1949م ولا زال مسيطرا عليها حتى اليوم.

 

الممارسات الصينية الإجرامية بحق المسلمين في تركستان الشرقية:

 

1-    الإعلان رسميا بأن الإسلام مخالف للقانون ويعاقب كل من يعمل به

2-    منع تعليم الدين الإسلامي وإقامة العبادات

3-    فرض تدريس الإلحاد في المدارس

4-    إغلاق أكثر من 28 ألف مسجد و18 ألف مدرسة إسلامية

5-    استخدام المباني الإسلامية كالمساجد والمدارس في أعمال تتنافى مع أحكام الإسلام

6-    تفتيش البيوت وجمع أكثر من 730 ألفاً من الكتب الإسلامية والمخطوطات الإسلامية وإجبار العلماء على إحراقها في الميادين العامة

7-   عمل الملصقات ورفع اليافطات المعادية للإسلام على جدران المدن والقرى مثل (الدين الإسلامي أفيون) و(الإسلام في خدمة الاستعمار) و(الإسلام ضد العلم) وغيرها من العبارات الكاذبة

8-    إجبار المرأة على قص شعرها ومنعها من تغطية رأسها وفرض ارتداء القصير من الملابس وإلا تعرضت للاعتقال

9-    إعدام 360 ألف مسلم في الفترة من عام 1949م إلى عام 1968م وهي الفترة التي قام خلالها المسلمون بـ45 ثورة ضد الاحتلال الصيني المجرم

10-   سقوط 75 ألف شهيد في عام 1966م في مذبحة رهيبة ارتكبها الاحتلال الصيني أثناء استقبال المسلمين لشهر رمضان

11-   إجبار العلماء المسلمين على حمل تصاريح رسمية تظهر مدى تعاونهم ومؤازرتهم لرجال السلطة والحزب الشيوعي الملحد

12-   إجبار العلماء والأئمة على تعلم المبادئ الشيوعية وتعاليم السلطة الصينية في كيفية التعامل مع شؤون المسلمين الدينية والاجتماعية

13-   إجبار العلماء والأئمة على توقيع تعهدات بالامتناع عن تعليم أبناء المسلمين أحكام الإسلام في المنازل أو المساجد

14-   اعتقال العلماء الذين لا ينفذون تعاليم السلطات الصينية وتعذيبهم حتى الموت. وقد اعتقلوا عشرات الآلاف منهم وتم تعذيبهم ومات كثير منهم في السجون...

 

والصين اليوم تقوم بأبشع المجازر في حق المسلمين في تركستان الشرقية لأنها تدرك أن المسلمين لا يحكمهم الفاروق عمر ولا صلاح الدين ولا المعتصم بل يحكمهم حكام عملاء لا تقل جرائمهم في حق المسلمين الذين يحكمونهم عن إجرام الصين في حق المسلمين في تركستان الشرقية، فها هو أردوغان الذي يطلق عليه المعجبون به "حاكم إسلامي" لم يقم بواجبه ولم يقطع علاقته بالصين بل يعتبر ذلك شأنا داخليا مع أن أهل تركستان الشرقية هم أتراك وتربطهم بأهل تركيا رابطتان هما رابطة العقيدة ورابطة النسب، ولكن أردوغان لبى الأوامر الأمريكية في سوريا فسارع إلى إنقاذ المجرم بشار وأعاد إليه حكمه الذي كاد الثوار يسقطونه ويقيمون على أنقاضه الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وها هما سلمان وروحاني يقتلان المسلمين في سوريا والعراق واليمن، أما أهل تركستان الشرقية فإن أمرهم لا يعنيهم. لن يقطع كل يد عابثة بالمسلمين في أرض احتلها الكفار المستعمرون ولن يحرر فلسطين وكشمير وتركستان الشرقية وجنوب السودان وقبرص والأندلس وغيرها من بلاد المسلمين، إلا الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وهي وعد الله الذي لا يخلف الميعاد وبشرى رسوله ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فإلى العمل لإقامة الخلافة الراشدة مع حزب التحرير ندعوكم أيها المسلمون، فهي فرض ربكم ومبعث عزكم ومحررة أرضكم وقاهرة عدوكم، وهي منارة الخير والعلم والعدل في ربوع العالم. إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ شايف الشرادي – ولاية اليمن

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع