الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سلسلة مجموعة خطب


(3)


لا يهنأ العالم إلا بتطبيق نظام الإسلام


إعداد: عبد الرحمن العامري – ولاية اليمن


إن الحمد لله مالك السماوات والأرض، مخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي، ومحي العظام بعد رميم، وفالق الحب والنوى، ومولج النهار من الليل ومولج الليل من النهار، الواهب الواجد الماجد الأحد الفرد الصمد... فنشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكله كره الكافرون، ولو كره المشركون، المصطفى المجتبى المنتقى المختار محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه، الذي وجده عائلا فأغنى، ويتيما فآوى، وضالا فهدى، الذي بلغ الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين... يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين وبعد،


يقول رب العزة في جليل كتابه ﴿وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم﴾ ويقول سبحانه: ﴿ومن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾ ويقول تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ ويقول عز وجل: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾.


أيها المسلمون العابدون الزاهدون الحامدون الراكعون الساجدون، خلق الله الأرض وما عليها من جن وإنس وحيوان وثروات في البحر واليابس والهواء وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة وسخرها لكم انتفاعا وانقيادا وطاعة واستسلاما وعبادة له، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ نعم عبادة الله فإن أدرك هذا العبد الهدف من العبادة وهو إدراك صلة العبد بالله حين القيام بأي عمل يقوم به كانت عبادته حق عبادة يستحق بها دخوله الجنة، وإن لم يدرك هذه الصلة كانت حياته كالجماد لا معنى لها، يعيث في الحياة فسادا فيهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد. قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ ولنتتبع المفردات التي وردت في الآيات الكريمات السابقات (استقاموا – يتق – ابتغ الدار الآخرة – حفيظ عليم – بما كسبت أيدي الناس – لعلهم يرجعون)، فجل هذه الآيات تتحدث عن منهج عظيم لو اتقينا الله فيه ونشرناه وأقمناه في الأرض لن يظهر هذا الفساد الذي تحدث عنه رب العباد في البر والبحر، ولن نذوق العذاب في الدنيا ومن ثم الآخرة، فقد قال تعالى عز وجل في سورة المائدة آية 66 ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾ ونلاحظ من مجمل الآيات أن الله يأمرنا بتنفيذ شرعه وتطبيق أحكامه فتكون العاقبة الرضا في الدنيا والآخرة. أخرج ابن ماجه والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: أقبل علينا رسول الله e فقال: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ؛ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ». وهذا هو حالنا أيها المسلمون اليوم؛ تبرج النساء وظهور الفواحش وعلانيتها وتفشي الأمراض الجنسية والجسدية، والتطفيف في الميزان كأهل مكة، وظهور الفقر والحاجة والعوز، وتسلط الحكام وبطشهم للرعية وسومهم لهم أشد العذاب والضنك وتبعيتهم لحكام الغرب، ومنع الزكاة وأين هي؟ فأين الدولة التي تحكم بالإسلام وتجبي الزكاة بحق وتوزعه على الأصناف الثمانية التي وردت في القرآن؟ فكانت النتيجة منعنا الغيث والقطر من السماء، أما نقض العهد مع الله فهو واضح وماثل أمامكم أيها المؤمنون، فأين الإسلام وأين دولته؟ فهي غير موجودة فلم لا يعمل لإيجادها طالما أنها غائبة وبغيابها نستحق غضب الله لأن بغيابها يغيب شرع الله فكيف يرضى الله عنا إذا؟ فإن استمرينا على نقض هذا العهد استمر الحال كما هو عليه بل سيزداد سوءا ويزداد تسلط دول الغرب علينا أمريكا وبريطانيا وفرنسا على أمة المليار، فيزيد القتل ويستعر ويزداد نهب أموالنا ونزداد فقرا على فقرنا، وما إن تتخير الأئمة بين كتاب الله وأهوائهم إلا جعل بأسنا بيننا شديداً، فها هو الاقتتال بين المسلمين في كل مكان؛ في اليمن والعراق وسوريا ومصر... وفي كل مكان. إن الأزمة التي تمر بها الأمة الإسلامية اليوم بل العالم قاطبة ليست أزمة اقتصاد فالمال والثروة موجودة في الأرض، قال تعالى في سورة الأنعام 99 ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ فالمال مال الله وهو وافر وكثير، ولكن الأزمة هي أزمة انعدام قانون الله في الأرض والذي بدونه نستحق غضب الله وسخطه وسيادة قانون البشر والهوى وتنحي شرع الله وقانونه الذي به تحيا العقول والنفوس وتحيا به الأرض ومن عليها، فحياة العقول والنفوس تكون بإعمارها بالأفكار التي تصلحها وهي أحكام الله وشرعه، فتؤمن بهذه الأفكار وتنفذها في معترك حياتها وواقعها، فتعيش الرضا والهناءة والحياة الكريمة... وبمعزل عن أفكار وأحكام الإنسان الناقصة والعاجزة والمحتاجة للكمال وهو الله، قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.


وكذلك تتمثل بإشراب النفوس بالطاعات من تهجد وصيام وصدقة ودعاء وأمر بمعروف ونهي عن منكر ودعوة الناس لأحكام الإسلام. إن الأزمة الاقتصادية تكمن في أمرين اثنين: الأول في تنمية الاقتصاد وهذا لا يكون إلا وفق أحكام الإسلام، فالإسلام حث وحض على زيادة المال وتكثيره وإنمائه ولكن بالطريقة الشرعية، أما الأمر الثاني فهو في كيفية توزيع المال، وقد وجه الإسلام الإنسان المسلم كيف ينمي ماله وكيف يستثمره ويوزعه وكيف يصرفه بالوجه الشرعي من خلال دولته التي تحكم بنظام الإسلام، وهذا يسمى النظام الاقتصادي، وهذا خاضع أيضا لأحكام الإسلام. إن ما تعانيه الأمة من فقر وجوع وضياع للحقوق وإهمال الواجبات والغش والقمار والربا والتدليس في البيع والاحتكار والتسعير وكنز المال من ذهب وفضة لهو جراء تطبيق المبدأ الرأسمالي القائم على عقيدة فصل الدين وقوانين الله عن الحياة (العلمانية) والتي أذاقت العالم وليس المسلمين فقط لباس الخوف والجوع والفقر والعنف والتشرد وضيق النفس والكبت والجهد والشقاء والبلاء... فما نراه اليوم من هذه النتائج ما هي إلا من جراء تطبيق هذه الأحكام الرأسمالية الجائرة، ولننظر إلى واقعنا اليوم؛ فانظر أمامك ستجد البنوك الربوية القائمة على أساس الربا التي شن عليها رب العزة حربا، فأنت لا تحارب أمريكا ولا روسيا ولا فرنسا ولا الصين بل الله عز وجل، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾ فهل هناك أعظم من حرب الله اليوم بالسنين أي القحط والديون الكثيرة والزنا والمعازف والخمور والمخدرات، وفي الأمم السابقة الصيحة والريح والخسف والغرق والطوفان... نسأل الله السلامة في ديننا ودنيانا. ولننظر إلى هذه الشركات اليوم فهي شركات رأسمالية تخالف الإسلام، فهي شركات مساهمة وجمعيات تعاونية وشركات تأمين وجلها يخالف شروط الشركة في الإسلام. وانظر إلى أحكام الإجارة وأحكام الأجير، فهو مهضوم الحق من جراء القانون الرأسمالي الجائر. وانظر إلى الضرائب التي تفرض بغير وجه حق، قال رسول الله e: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ»، وانظر لقوانين العمل الرأسمالية وليس الإسلامية والتي تخالف أحكام الإسلام من حيث نوع العمل والوقت والأجرة والجهد وكيف تقدر أجرة الأجير. وانظر إلى أحكام الصيد في البر والبحر وما هو الجائز منها وما هو المحرم منها وما هو الممنوع، فهي مربوطة بأحكام شرعية وليست رأسمالية عشوائية، نعم أحكام إسلامية تضمن حق الصيادين وتلحق المصلحة وليس الضرر للجميع، وانظر إلى المساقاة في الزراعة وأحكامها وكذلك الركاز وأحكامه وهو الآثار والذهب وما هو ثمين ومركوز في باطن الأرض، فأين حكم الإسلام فيها؟ وأين الذي يطبقها؟ لقد غاب حكم الإسلام عن واقعنا وحكمنا بأحكام الجور الرأسمالية الذي يعاني فيه الغرب عينه من عقيدته ونظامه الفاسد، فأين مبدأ الإسلام المتمثل بالعقيدة والنظام والذي ينقذنا مما نحن فيه من مآس؟ وكيف سيعالج الإسلام هذه المشاكل؟ نورد العلاج في الخطبة الثانية أثابنا وأثابكم الله. قال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾ فاستغفروا الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...
___________________


الخطبة الثانية


الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على خير البشر محمد الصادق الأمين e وبعد،


إن الإسلام العظيم وهو العقيدة التي ينبثق عنها نظام للحياة في كل زاوية من زواياها في الاقتصاد والحكم والاجتماع والتعليم والقضاء والصحة والإسكان والجيش وغيرها، نجد الإبداع من رب الكون فهو البديع، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾ ومن هذه الزوايا الجانب الاقتصادي فقد كان للنظام الاقتصادي دور عظيم في كيفية إسعاد الناس في مكة وانتشالهم من حالة الغش في الميزان والربا والقمار، وكذلك إسعاد الناس اليوم من واقع الاقتصاد الرأسمالي. فالإسلام صالح لكل زمان ومكان؛ فهو يوضح كيفية توزيع المال بحق وبعدل حيث كلٌ يأخذ حقه فقد قسم الإسلام الملكية لثلاثة أنواع:


1- الملكية الخاصة: وهي ملكية الأفراد من بيت وعقار وأرض وغيرها مما أجاز الشرع للفرد بحيازته.


2- الملكية العامة: وهي ملكية الأمة وهي: أ- مرافق الجماعة التي لا تستغني عنها في حياتها مثل الماء والأنهار والكهرباء والكلأ والنار. ب- الأعيان التي من طبيعتها تمنع اختصاص الفرد بتملكها كالطرق والبحار والأنهار والبحيرات والخلجان والقنوات (قناة السويس) والمساجد والقطارات والترام وأعمدة الكهرباء وأنابيب المياه. ج- المعدن العد، وهي المعادن التي لا تنقطع والكثيرة مثل الملح.


3- ملكية الدولة: كل عين كأرض وبناء تعلق كحق لعامة المسلمين وغير داخلة في الملكية العامة مثل الصحاري والجبال وشواطئ البحار وموات الأرض والبطائح والصوافي.


أما حالنا اليوم فقد اختلطت الملكيات الثلاث بما يستحق غضب الله، وإلا فكل منها له حدوده وخصوصيته. فالنفط والديزل والكهرباء والهواء والبحار ملكية عامة اغتصبتها الدولة وأصبحت لها وهذا يخالف أحكام الإسلام، فلا يجوز لها أن تتملكه، ولا يجوز كذلك لأي فرد أو مسؤول أن يتملكه؛ كون هذه الملكية لهم مخالفة للشرع، فملكية الدولة واسعة فهي في الأنفال والغنائم والفيء والخمس والخراج والجزية وأموال الغلول من الحكام والأموال الحرام من الرشوة وأموال التسلط والغرامات ومال المرتدين والضرائب، فهذه كلها أموال الأصل أن ترد إلى أموال الدولة فتغنيها وتبعدها عن العوز والحاجة. أما الزكاة فأين هي والتي تعين في حل مشاكل ثمانية أصناف من الفقراء والمساكين والعاملين والبقية...


إن الواجب الذي يعمل له المسلمون اليوم هو إعادة المجد والعزة للإسلام والمسلمين بإقامة دولة المسلمين وذلك بالعهد والميثاق مع الله والعمل بشرعه وإعادة هذا الإسلام للحياة واستئنافه، وذلك بنشر أحكام الإسلام في كل نواحي الحياة وتوعية المسلمين بعد جهل وبيان كيف أن الإسلام هو البلسم الشافي للأمة والمخرج لها، فبدونه يبقى الحال على ما هو عليه ابتغاء رضا الله تعالى أولا وثانيا رفاهة ورغد العيش للأمة، وهذا لا يكون إلا بتطبيق الإسلام كاملا وذلك بعد إقامة دولته في قطر ما ثم السعي إلى ضم الأقطار الأخرى لذلك القطر المرتكَز، كما فعل رسول الأمة صلوات ربي وسلامه عليه...


يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه تسليما كثيرا، اللهم ردنا إليك ردا جميلا، اللهم إنك رحمن رحيم غفور ودود قوي متين لطيف حنان منان، نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن ترحم أمة محمد وتهديها إلى ما تحبه وترضاه وتهيئ لها أمر رشد؛ دولة تحكم بكتابك وتطبق سنة نبيك، تحكم بالإسلام العظيم، دولة توحد بها المسلمين بعد تفرق وتلم بها شعث الأمة اللهم آمين، وتطبق الإسلام وتوجد العدل وتوزع المال وتحثوه حثوا، دولة كريمة رحيمة تنشر رحمة الإسلام للعالم فتخرجهم من الظلمات إلى النور، اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم قنا عذاب النار واجمعنا بحبيبك وخليلك وصفيك محمد e بالفردوس الأعلى آمين اللهم آمين، إن الله يأمركم بثلاث وينهاكم عن ثلاث؛ إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهاكم عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأقم الصلاة...

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع