- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
أمة الإسلام تغلي؛ بدأت من تونس واليوم العراق ولن تتوقف إلا بإقامة الخلافة
فهل يلتحم أهل النصرة مع إرادة الأمة؟
إن الأمة الحية لا تموت فقد تنام على الضيم ثم تصحو، والأمة الإسلامية أمة حية لأن مبدأها الإسلام هو ما يبث فيها الحياة، نعلم أن المؤامرات عليها كبيرة والمكر عظيم من الغرب الكافر وأذنابه من الحكام الظالمين، ونعلم أن الأمة مثقلة بالجراح تُوطأ من الظالمين وتتجرع مرارة الظلمة وسوء الرعاية وضنك العيش وثقل الجباية.
وبالرغم من القمع الذي تتعرض له إذا فكرت بالتخلص أو تحركت حركة هنا أو هناك ضد الظالمين إلا أنها تواجه بالرصاص والسجون من أجهزة الأمن التي أسسها الحكام المجرمون للحفاظ على عروشهم، ولكن بالرغم من كل هذا إلا أن الأمة خرجت تطالب بحقها وتحاسب الظالمين، بالرغم من أن خروجها لا يسلم من اختراقات عملاء الغرب لحرف الخروج عن مساره، فقد نجح الغرب كثيراً في حرف الثورات عن مسارها لأنهم يملكون وسائل وإمكانيات تمكنهم من أخذ قيادة الثورة بسرعة، ولكن هذا لن يستمر كثيراً خصوصا أن هناك ثورات لم يستطع الغرب إنهاءها وحرفها تماماً عن المسار الصحيح، وأقصى ما استطاع الغرب وعملاؤه مع هذه الثورات هو تأخير وصول الثورة لغايتها، والثورة في بلاد الشام أكبر دليل حيث لم يستطع الغرب إيجاد بديل للمجرم بشار ولم يستطع أن يعيد سوريا كما كانت تحت حكم الطاغية.
ونحن ندرك أن من طبيعة الناس عدم الرضا بالظلم، فنشاهد تحركات في كثير من بلاد العالم ضد أي كبت لحق من حقوق الناس أو تقصير في الرعاية، فمثلاً شاهدنا ثورة أصحاب السترات الصفراء في فرنسا ونشاهد احتجاجات في هونغ كونغ وكثير من البلاد، ولكن الغرب الرأسمالي لا يلقي لها بالاً مقارنة بأي مظاهرة تحصل في بلاد المسلمين حيث يستنفر عند سماعه عن مظاهرات في أي بلد إسلامي لاحتوائها أو قمعها ودعم الحكام الطواغيت وإرسال المبعوثين الدوليين، فيا ترى لماذا؟ الإجابة هي لأنه يعلم أن أمة الإسلام لها مبدأ ورسالة ولن تقبل بحضارة الغرب الكافر الرسمألية، والذي يؤكد ذلك هو أن مطابخ السياسة الرأسمالية قد حددت العدو القادم لها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ومبدئه الاشتراكي، وبالرغم من أن الإسلام ليست له دولة تحمله فهو غائب دولياً ولكنه موجود عالمياً بين الشعوب، فقد أدرك منظّرو الغرب أن الإسلام ستعود دولته وأنه الخطر الذي يهددهم، فهل أدرك أبناء أمة الإسلام هذا العداء الظاهر والخفي الذي يبديه الغرب؟ هل أدرك أهل القوة أن الغرب يستخدمهم لضرب أمتهم والحيلولة دون عودة الإسلام نظاماً شاملاً للحياة؟
وسوف نضرب مثالاً الثورة الأخيرة في العراق وقد سبقتها تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا والسودان والجزائر... وشاهدنا تحركات للناس في إيران... والقائمة تطول.
خرج الناس في العراق بسرعة كبيرة وبدون مقدمات حيث فاجأوا أجهزة الإعلام، ورغم أن خروجهم كان سريعاً إلا أن المتتبع يلاحظ أن العراق كان على وشك الانفجار خصوصا عندما يشاهد الفساد العظيم الذي يلف المسؤولين، وظهور بوادر لتحركات في البصرة وغيرها قبل أشهر ووقفات هنا أو هناك للمطالبة بوظائف أو تحسين المعيشة، ومن الملاحظ أن خروج الناس لم يكن بدافع من جهة خارجية أو داخلية بل خروج كل أطياف الناس في العراق بمختلف مذاهبهم ضد الفساد.
فقد ضاقت الأمة في كل مكان، فمثلاً في هذا العام فقط شاهدنا خروج المسلمين في السودان والجزائر، وفي مصر الثورة تتجدد ولم يستطع تافه مصر السيسي أن يخيف الناس بأجهزة أمنه، وفي الأردن خرج المعلمون يطالبون برفع مستواهم المعيشي.
ويمكن تلخيص أسباب غليان الأمة بما يأتي:
1- الفساد الكبير الذي وصل له الحكام.
2- فساد الأنظمة والقوانين التي يُحكم بها الناس.
3- الصراع بين دول الغرب على بلاد المسلمين، فكل دولة لها عملاء تطلب منهم خدمتها وتسهيل انسياب ثروات الأمة لشركاتها وفتح أسواق البلاد لمنتجاتها.
4- وجود الإسلام في صدور الناس والذي يبعث روح الحياة في الأمة.
5- وجود جماعات إسلامية تطالب بالتغيير وفي مقدمتها حزب التحرير، فلولا الحرب التي يتعرض له شباب الحزب، ولو خُلي بينه وبين الأمة، لرأيت العجب من قوة الأمة وتسارعها في العمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية، وهو الوحيد الذي يعمل للتغيير الجذري ويحمل المنهج الصافي النقي أما غيره فقد تدحرجوا بالتدرج إلى قعر الحضارة الرأسمالية، وواقعهم ينطق بهذا.
هذا هو الواقع، وهو يدل على أن الأمة ليست راضية على الحكام وليست راضية على هذه المعيشة الضنكا، وبالتالي فهي تحتاج إلى التحام أبنائها تحت مشروع وغاية واحدة واضحة، وهذا لن يكون إلا في ظل قيادة تملك المشروع ولديها الرجال القادرون على تحمل التبعات، ومَن غيرُ حزب التحرير لديه القدرة وهو الأحق بالنصرة؟ والأمة في أمس الحاجة إلى أبنائها في الجيش فهم الحلقة الأخيرة التي يجب أن تلتف نحو مشروع الإسلام العظيم عن طريق إبعاد الحكام من طريق تطبيق الإسلام لأن الحكام هم أيادي الغرب الكافر، ونصرة العاملين للخلافة.
ربما قد تعّرض الكثيرون لهذا الموضوع ولكننا نريد أن نلفت انتباه أهل القوة أن الأمة جاهزة أكثر من أي وقت مضى للحكم بالإسلام، فهل وعووا هذا وهم يشاهدون خروج الناس على الحكام؟ ورغم القمع إلا أن الأمة خرجت وسالت دماء أبنائها في الشوارع والسجون، فمَن غير الخلافة ينقذها ومن غير أبنائها من أهل القوة ينصر صحوتها ضد الحكام الأنذال؟ قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [الأنفال: 74]
وقبل هذا فنحن لا نعيش في الخيال بل ندرك أن الغرب لا يزال جاثماً على صدر الأمة وأنه يعمل ليل نهار ويكيد للأمة ويدعم العملاء من الحكام ومن حولهم ويدير الإعلام ويلوث مناهج التعليم، ويحكم السيطرة على الجيوش، ويدخل عن طريق منظماته إلى كل بيت ويشترى شباب الأمة ويفسد النساء، ونحن في صراع معه ومع أذنابه ونحن موقنون أن الله ناصر دينه وأن علينا العمل والتضحية، وما هذه الثورات التي نراها في بلاد المسلمين إلا نتيجة لفشل الغرب ومشروعه. قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الهادي حيدر – ولاية اليمن
وسائط
1 تعليق
-
بوركتم وبوركت يمناكم