الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الدعم الذي ينتظره حكام السودان من أمريكا في مجال التعليم سرابٌ لا يخدم للأمة قضية

 


عقد منتدى لدعم أمريكا للتعليم في السودان شارك فيه 35 ممثلاً من 25 مؤسسة أمريكية مختلفة من مؤسسات التعليم العالي في أمريكا، وكانوا يمثلون 16 ولاية من أصحاب المصالح المختلفة مثل الجامعات الحكومية وكليات الفنون الليبرالية وجامعات البحوث الخاصة والوكالات الحكومية الفيدرالية وغير الربحية.


وفي ختام المنتدى، الذي عقد في الفترة ما بين 28 تشرين الأول/أكتوبر إلى 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2019م، وقع العديد من المشاركين على مذكرات تفاهم لتصل إلى 13 شراكة أمريكية سودانية.


- قالت السفارة الأمريكية في الخرطوم إنها قدمت 55 ألف دولار كمنحة لمعهد التعليم العالي في أمريكا لتعزيز قطاع التعليم العالي في السودان.


وأوضحت في بيان صحفي الأحد أن المنحة المقدمة عن طريق قسم الشؤون العامة في السفارة هي متابعة لمنتدى التعاون السوداني الأمريكي الذي انعقد في 2018م حول التعليم العالي والبحث العلمي، وتم بموجبه توقيع مذكرات تفاهم بين مسؤولي الجامعات لإضفاء طابع رسمي على 13 شراكة أمريكية سودانية.


وأشار البيان إلى أن معهد التعليم الدولي سيقوم بتعزيز الشراكات بين السودان وأمريكا من أجل تعزيز التعاون بين البلدين والمساهمة في التنمية الشاملة للسودان. (شبكة الشروق 27 تشرين الأول/أكتوبر 2019م)، لم يأت دعم أمريكا للتعليم في السودان بين عشية وضحاها بل كان وليد أعمال وشراكات حدثت بعيدا عن الإعلام، وهذا ما كشفته السفارة الأمريكية وكأنها تكشف للملأ علاقتها السرية بحكومة البشير الذي قال يوما ما (المتغطي بأمريكا عريان)! ففي تشرين الأول/أكتوبر 2017م تم تقييم إمكانية عقد شراكات في التعليم العالي بين أمريكا والسودان بدعوة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والسفارة الأمريكية بالخرطوم بناءً على مبادرات أخرى عبرت عن دفء العلاقات الدبلوماسية مثل استئناف برنامج فولبرايت الأمريكي للخريجين ووفد برنامج الزائر الدولي المكون من 13 من أساتذة الجامعات السودانية ووكيل وزارة التعليم العالي في عام 2016م، كما كشف البيان إلى أن التقييم استقبل بقدر كبير من الاهتمام مثل هذه الشراكات وسط المؤسسات السودانية وأدى إلى التعاون بين مكتب الشؤون العامة بالسفارة ووزارة التعليم العالي في السودان لتخطيط وتنفيذ منتدى التعاون السوداني الأمريكي الرائد في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.


صحيح يمكن أن تكون هناك مصالح متبادلة بين أي دولتين لكن ما هي هذه المصالح ولأي درجة تكون متكافئة؟ وهل من مصلحة الدولة أن تعقد شراكات في مجال حساس مثل التعليم وأن تقبل المنح والهبات التي لا يمكن في العرف السائد اليوم خاصة مع انتشار المبدأ الرأسمالي النفعي أن تكون الشراكات أعمالاً إنسانية بحتة، بل المنفعة المرجوة هي الأصل في كل شراكة كما يؤصل لذلك المبدأ الرأسمالي الذي يسيطر اليوم بقيادة أمريكا التي قال رئيسها بكل وضوح لا مكان للإنسانية في عالم اليوم.


المؤكد أن مفهوم المصالح من منظور أمريكا يختلف عنه في دولة مثل السودان، حيث لا نستطيع القول إنّ السودان يشكل وحدة سياسية لها وجهة نظر وقضية مصيرية، أو على الأقل وحدة ذات سياسة خارجية واحدة يمكن الحديث عنها كوحدة مستقلة، كما هو الحال بالنسبة لأمريكا، التي بينت التجارب التاريخية على الأقل منذ الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية ولغاية الآن بأنها ثابتة، إذ لا تختلف السياسة الخارجية في عهد أي رئيس أمريكي عن الآخر وخاصة ما يتعلق بدول العالم الإسلامي، وإن كانت بعض الوسائل تختلف من حين لآخر، وهذا يعبر عن استمرار النهج الأمريكي وتعريف المصلحة الوطنية لها، بغض النظر عن الفرد الموجود في البيت الأبيض.


يقوم التعليم في أية أمة أساساً على وجهة النظر التي تتبناها لإيجاد مجتمع متناسق متناغم مع وجهة النظر التي يبنى عليها، ولوعي الغرب الكامل على ذلك أصبح يعنى بمجال التعليم في بلاد المسلمين، ولأن الغرب يصبو إلى السيطرة التامة على البلاد الإسلامية وتكريس التعليم لصالحه طبقاً لوجهة نظره ليسهل السيطرة عليها، فكان أداة للسياسة الاستعمارية تفصل المسلمين عن عقيدتهم وتراثهم الإسلامي، وتحول دون نهضتهم وتقدمهم، وتعزز المفاهيم العلمانية والليبرالية وغيرها من المفاهيم التي تفرض وجهة نظر دخيلة على البلاد.


ماذا يمكن أن ننتظر من أمريكا؟ وهل أمريكا حريصة على تقدم التعليم في السودان؟ وهل تاريخها فيه نموذج لشراكات تعود على الدول الشريكة بأي منفعة؟ للإجابة نورد خبراً يؤكد على أن مصالح أمريكا الذاتية هي التي تجعلها تتبنى التعليم ودعمه في السودان وغيره من بلاد المسلمين.


نشر موقع "كومون دريمز" تقريرا للكاتبة جوليا كونلي، تقول فيه إن وزيرة التعليم الأمريكية، بيتسي ديفوس، هددت بقطع الدعم عن برامج لدراسات الشرق الأوسط.


ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الخطوة تأتي بسبب تصوير هذه البرامج للإسلام بطريقة "إيجابية جدا"، لافتا إلى أن يوم الأحد كان الموعد النهائي لكل من جامعتي نورث كارولينا وديوك لتقديم معلومات إلى إدارة دونالد ترامب، حول برامج الجامعات للدراسات الشرق أوسطية، بعدما اتهمتها وزارة التعليم بالتحيز ضد المسيحية واليهودية، وتلفت كونلي إلى أن الوزارة طلبت من الجامعتين تقديم قائمة بالمناسبات التي عقدت خلال العام الدراسي، وقائمة كاملة بالمساقات التي قدمتاها، مشيرة إلى أنها زعمت في رسالة أرسلت الشهر الماضي، أن في البرنامج "تأكيدا كبيرا على فهم ملامح الإسلام الإيجابية، في وقت غاب فيه التركيز ذاته على الملامح الإيجابية للمسيحية واليهودية، أو أي نظام دين أو معتقد في الشرق الأوسط".


ويورد الموقع نقلا عن الوزارة، قولها إن "البرنامج يجب أن يؤكد ملامح اللغة الأجنبية ومجالات الدراسة التي تدعم الأمن والاستقرار الاقتصادي للولايات المتحدة".


لا بد من صحوة من هذا السبات والآمال والسراب الذي يعيشه وينتظره حكامنا من أمريكا. فالخلاص والأمل لا يربط بأكبر دولة استعمارية، بل مربوط بالرجوع إلى الله وشرعه الحنيف؛ وذلك باستئناف الحياة الإسلامية بعيداً عن كل هذا الإلهاء الحضاري الذي تعيشه الأمة وراء المفاهيم والنظريات العقيمة التي جعلتنا في ذيل الأمم.


إن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله ستقوم بتبني سياسات عملية منتجه في مجال التعليم:


1) وضع سياسة التعليم على أساس عقيدة الإسلام حصرا من شأنه أن يبني الشخصيات الإسلامية بعقلية ونفسية إسلامية قوية.


2) وضع المناهج على نحو من شأنه تطوير طريقة التفكير والتفكير التحليلي والرغبة في المعرفة من أجل نيل رضوان الله وثوابه وتقديم مساهمات ذات نفع للأمة بعيدا عن المصلحة المادية البحتة.


3) التركيز على العلوم التجريبية في مختلف مراحل التعليم بهدف تطوير الإنتاج والتنمية والتكنولوجيا لتكون الدولة الإسلامية قائدة للعالم في مجالات الابتكار الصناعي والصحة والهندسة المعمارية والمتطلبات العملية الأخرى للوجود الإنساني ويتم ربط العلم والتكنولوجيا بالحاجات الضرورية العملية مثل الزراعة والصناعة والرعاية الصحية وهذا الذي سيضمن تفوق الأطباء والعلماء والمهندسين بين الأمم.


أما بالنسبة للآداب الثقافية فإن الأمر يكون على مرحلتين الابتدائية والثانوية وفقاً لسياسة محددة لا تتعارض مع الأفكار الإسلامية.


4) تخصيص وقت كاف لتعلم اللغة العربية والعلوم الإسلامية حتى يتم بناء الأطفال على الأفكار الأساسية للإسلام وتطبيقه بشكل عملي وتشجيع التلاميذ ليصبحوا أكفاء في فهم الأحكام الشرعية والقضائية من أجل فهم كيفية تطبيق الإسلام في الحياة العملية.

 


كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب)

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع