- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أمريكا هي التي ثبتت عملاءها الحوثيين في شمال اليمن
أم أن الله سخرها لخدمتهم كما يزعمون؟!
درجت السياسة الأمريكية على تقسيم عملائها إلى قسمين هما:
القسم الأول: عملاء ظاهرون ومكشوفة خيانتهم للإسلام والمسلمين. فهم ينفذون مخططاتها جهارا نهارا بدون حياء كسلمان والسيسي وأردوغان والمجرم مودي رئيس وزراء الهند.
القسم الثاني: عملاء مخفية عمالتهم فهم يتظاهرون بالعداء لأمريكا ولكنهم ينفذون مخططاتها بشكل أسوأ من عملائها المكشوفين. وأمريكا تحاول أن تبقي عمالتهم لها مخفية لما في ذلك من مصلحة لها كروحاني والحوثي وبشار وقادة مليشيات إيران في العراق ولبنان. وهؤلاء هم الذين لا زالت ألاعيبهم السياسية تحتاج إلى فضح زيفها وبيان حقيقتها وتعرية عمالتها وتبعيتها لتأخذ الأمة حذرها منهم، بل وتتبرأ منهم كما تبرأت من سابقيهم.
فالحوثيون على سبيل المثال يرفعون شعار الموت لأمريكا في كل مكان من مناطق سيطرتهم وحتى المساجد. كما أن ما تسمى بالمسيرة القرآنية التي يتم من خلالها تثقيف الناس بالقوة ثقافة فردية لإيهامهم أنهم على شيء وأنهم هم من يتبنى منهاج الإسلام لكي يجذبوا المقاتلين إلى جبهات القتال.
ولما بدأ كثير من الناس يدركون حقيقة عمالتهم لأمريكا، وأنها توجه عميلها سلمان لتثبيتهم في الحكم كما بين لهم ذلك حزب التحرير في بياناته ومنشوراته ومقالات شبابه وخطبهم وطروحاتهم للناس ومناقشة وفود الحزب لهم عند حمل الدعوة إليهم ودعوتهم إلى العمل مع الحزب لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. وعندما لم يجد أتباعهم حجة لدحض تحليلات الحزب الصحيحة والدقيقة وعجزوا عن تبرئة قياداتهم المرتبطة بأمريكا قالوا وروجوا بين أتباعهم (إن الله سخر أمريكا والسعودية لخدمتهم لأنهم أولياء الله وأنصاره)!!
فهل صحيح أن الله سخر أمريكا والسعودية لخدمة الحوثيين، أم أن أمريكا تعمل ليل نهار من خلال عميلها سلمان لتثبيت الحوثيين في الحكم لتصبح اليمن أو شمالها على أقل تقدير من مناطق نفوذها بعد أن كانت تحت نفوذ بريطانيا لعقود من الزمن؟ والحقيقة أن التسخير لا يكون إلا لمن يسير على منهاج الإسلام ويحكم الناس به ويحارب حربا لا هوادة فيها كل المبادئ التي تناقض عقيدته وتخالف أحكامه ولا يرضى أن يخلط أحكامه الصحيحة بالقوانين الوضعية الخاطئة التي شرعها البشر، فمن يفعل ذلك فكأنما يخلط الذهب بالروث!
فمن أراد أن يسخر الله له شيئا ويجعل الدنيا طوع بنانه فعليه:
1- الالتزام بمنهاج الإسلام كاملا وتطبيقه في جميع شؤون الحياة.
2- نبذ كل المبادئ الوضعية والشرائع الأرضية.
3- حمل رسالة الإسلام إلى الناس كافة.
4- رفض حلول الكفار ومساعداتهم الغذائية التي تجعل لهم سبيلاً على المسلمين.
5- طرد منظماتهم التي ظاهرها فيه الرحمة (المواد الغذائية) وباطنها من قبله العذاب (نشر الإلحاد والفساد وهدم القيم والأخلاق).
6- التبرؤ من الكفار ومعتقداتهم وأعمالهم وعدم موالاتهم واتخاذهم أعداء ومعاملتهم حسب أحكام الإسلام.
ولو أسقطنا هذه الشروط على الحوثيين الذين يروجون لفكرة أن الله سخر أمريكا والسعودية لخدمتهم لأنهم أولياء الله وأنصاره فإننا لن نجد شرطا واحدا منها ينطبق عليهم، فهم:
1- يتبنون العلمانية ويحكمون بها في مناطق سيطرتهم ويروجون لرؤيتهم الوطنية وهي تناقض العقيدة الإسلامية وتخالف الأحكام الشرعية لأنها تركز في كل بنودها على أن المشرع هو الإنسان، والله تعالى يقول: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾.
2- اتخاذ الكفار أصدقاء وإقامة علاقات ودية معهم كروسيا الملحدة التي تقتل المسلمين في الشام في حين إنهم يتخذون خصومهم من المسلمين أعداء ويقاتلونهم على سلطة زائلة وكرسي معوجة قوائمه.
3- فزعهم إلى أمريكا عند الخطر ومناشدتها أن تنقذهم بالحل السياسي، كمناشدتهم لها أن تعجل بإرسال المبعوث الأممي غريفيث لتوقيف الحرب في الحديدة عام 2018م بعد أن كادت تسقط في يد عملاء بريطانيا فمنعتهم أمريكا بشدة وأجبرتهم على المفاوضات في السويد فتنفس الحوثيون الصعداء وعادت إليهم باحتيال أمريكا وضغوطها على غريفيث والتحالف وذلك بإنشاء نقاط المراقبة فعادت الحديدة إلى سيطرة الحوثيين لأنها الرئة التي يتنفسون بها.
4- قبولهم لحلول الكفار لأن مسيرتهم القرآنية لا تعالج مشاكل الحياة لأنها فصلت السنة عن القرآن وكلاهما وحي من الله، والسنة مبينة لمجمل القرآن ومخصصة لعمومه ومقيدة لمطلقه.
5- اعتمادهم على المنظمات الأمريكية كمصدر من مصادر التمويل للدعم المالي وهم يعلمون أهدافها الحقيقية وأنها تنشر الإلحاد والفساد وتسعى إلى هدم القيم الرفيعة والأخلاق العالية وتغرس القيم المنحطة والأخلاق السيئة وتنشر الرذيلة.
والخلاصة: إن تبني الحوثيين للعلمانية والحكم بها في مناطق سيطرتهم، واتخاذهم الكفار أصدقاء وخصومهم المسلمين أعداء، وسكوتهم عن أعمال المنظمات القذرة كنشر الإلحاد والمفاهيم الفاسدة وهدم الأخلاق ونشر الرذيلة، وقبولهم للحلول التي تريدها أمريكا وجلوسهم على طاولة المفاوضات مع مبعوثها الأممي تنفيذا لأمرها، والفزع إليها وقت الخطر لكي تنقذهم، وسكوت أمريكا عن كل أعمالهم من القتل وسفك الدماء والتعسفات والاعتقالات، والسطو على المساعدات الغذائية التي تذرف أمريكا دموع التماسيح بحقوق الإنسان لتوصلها إلى الحوثيين لتمويلهم وجلب بعض الأسلحة لهم معها، ومنع أتباع الإمارات من أخذ الحديدة لأنها من أهم المصادر لتمويل الحوثيين، وعدم نعت أمريكا للحوثيين بالإرهاب كما تفعل مع القاعدة... دليل واضح أنهم عملاء لها وأنها هي من توجه السعودية لتثبيتهم في الحكم وضرب كل خصومهم عمدا أو عن طريق الخطأ أو عن طريق شراء الولاءات وتسليم المناطق ليدخلها الحوثيون بسلام آمنين.
إن المتصارعين في اليمن سواء عملاء بريطانيا كهادي وعلي محسن والإمارات وأتباعها من المجلس الانتقالي، أو عملاء أمريكا كالسعودية والحوثيين وإيران وحراك باعوم، كلهم جلبوا لليمن وأهلها المفاسد والشرور والقتل والخراب والدمار ونشر الأوبئة والأمراض، ورغم صراعهم على السلطة إلا أنهم جميعا متفقون على رفض حكم الإسلام ودولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وحكمهم بالعلمانية ومفاهيمها الكفرية وتنفيذ الأجندة الغربية.
وإن الخلاص لأهل اليمن وجميع المسلمين إنما هو بالعمل الجاد مع حزب التحرير لاجتثاث هذه الأنظمة العميلة وإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة على أنقاضها ليعم نور الإسلام وحكمه العادل الأرض من جديد.
فاعملوا أيها المسلمون لهذا الفرض العظيم مع حزب التحرير وخلف قيادة ربان سفينة التغيير الحقيقي العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة الذي نسأل الله أن يكرم الأمة الإسلامية بمبايعته خليفة للمسلمين في القريب العاجل... ﴿وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾.
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شايف الشرادي – ولاية اليمن