الإثنين، 16 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أفكار عامة حول إعلان قطع العلاقات بين المغرب والجزائر

 

1- الخلاف مصطنع وليس حقيقياً، والدليل أن التنسيق الأمني بين الجزائر والمغرب قائم، وأنه لم ينقطع حتى في أحلك الفترات التي عرفتها العلاقات بين البلدين.

 

2- من المستبعد جداً أن يتطور الخلاف إلى اشتباك مسلح في الأفق المنظور، فالغرب محتاج إلى دولتين قويتين في شمال أفريقيا تعملان كحاجز يقيه خطر الحركات الجهادية في الصحراء وكذا خطر الهجرة (غير الشرعية).

 

3- السيد الحقيقي لكلا البلدين واحد هو بريطانيا، ولهذا فهو لن يسمح بتصاعد الخلاف بينهما فوق حد معين.

 

4- الغرب مستفيد من الخلاف بين البلدين لتكريس الفرقة بين بلاد المسلمين ومنع توحدها، ولهذا لا نرى للخلاف أثرا على خط أنبوب الغاز المتدفق لإسبانيا والمنطلق من الجزائر والمار عبر المغرب، فكلا البلدين مستعدان لتجديد عقد مرور الغاز عبر المغرب لأن ضرر توقفه سيصيب أوروبا وليس المسلمين.

 

5- منبع الخلاف الأساسي كما هو معلن هو مسألة الصحراء، علماً أن أمريكا هي التي أجّجت هذا الصراع ابتداء حين تبنت البوليساريو وفكرة حق تقرير المصير سنة 1975، ثم هي نفسها أبقته في حالة جمود كي تستنزف به المغرب وتجعله حصان طروادة للنفوذ إلى البلدين؛ المغرب والجزائر.

 

6- الموقف الحقيقي للجزائر هو احتواء البوليساريو لمنع انجرافها تحت عباءة أمريكا، والمُطلع على الواقع يرى كيف أن الجزائر تحت ذريعة دعم البوليساريو حجَّمتهم وحاصرتهم في مخيمات تندوف حيث تبقيهم على قيد الحياة بخيط المساعدات الشحيحة.

 

7- هناك بوادر محاولات في المغرب والجزائر للابتعاد أكثر فأكثر عن فرنسا خصوصاً من الناحية الثقافية، كما ظهرت بوادر لتقارب بين المغرب وأمريكا على حساب العلاقات مع أوروبا (إسبانيا، ألمانيا).

 

8- عشرات السنين من الصراع أوجدت نوعاً من التشنج بين الطرفين، وخصوصاً من طرف حكام الجزائر تجاه المغرب، ظهر مؤخراً حين رفض حكام الجزائر مساعدة المغرب في إطفاء الحرائق، علماً أنه كان في أشد الحاجة إليها.

 

9- تحاول الجزائر الادعاء أن أحد أسباب القطيعة هو الخط السياسي للمغرب وخصوصاً مسايرة أمريكا والتطبيع مع كيان يهود والتصريحات الأخيرة لوزير خارجية الكيان التي هاجم فيها الجزائر لكونها ضد أن يكون الكيان عضوا مراقبا بالاتحاد الأفريقي وأنها تقترب من إيران بالمنطقة، وهذا الخطاب يجعل من الصعب على أمريكا اختراق الجزائر، مما يعني تحصينها في وجه أمريكا، وإبقاء الوضع على ما هو عليه لمصلحة بريطانيا، كما أن هذه القطيعة ستدفع البوليساريو إلى مزيد من الارتماء في أحضان الجزائر، من باب عدو عدوي صديقي، وهذا سيقطع على أمريكا خطوط التواصل مع البوليساريو خصوصاً وهي تنوي تعزيز وجودها في الصحراء بعد جملة المشاريع التي ينوي المغرب إطلاقها في هذه المنطقة.

 

10- ما قامت به المغرب من إبداء تأييدها للحركتين الانفصاليتين ماك ورشاد (من باب المعاملة بالمثل) أعطى الذريعة لحكام الجزائر لإطلاق حملة اعتقالات عشوائية لاستئصال الحركتين بحجة علاقتهما بجهة خارجية، فيكون المغرب بهذا قد خدم النظام الجزائري وأعطاه فرصة ذهبية لقصقصة أجنحة معارضيه، ويبدو أن بريطانيا تريد من وراء هذه اللعبة تأمين الجزائر خصوصاً بعد انقلاب تونس حيث أصابع فرنسا واضحة.

 

11- من غير المرجح أن تؤثر هذه القطيعة على العلاقات بين الناس من أهل البلدين، فالعلاقات بينهم وطيدة ومتشابكة، وقبل كل شيء قائمة على أساس العقيدة الإسلامية.

 

12- من المؤسف أن تستمر المشاحنات بين المسلمين، وتقدم الجزائر على مقاطعة المغرب بسبب ما تدعيه من خلاف بين البلدين، في حين تستمر علاقاتها دون أن يرف لها جفن مع أعداء الأمة الذين أعلنوا العداء الصريح للأمة والذين يمتلكون سجلاً أسود في قتل المسلمين ونهب خيراتهم (فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، أمريكا،...)، وبدل أن يعمل الحكام على إلغاء الحدود، ها هم، وبفعل سياساتهم الصبيانية التافهة، نراهم يعملون على تكريسها وتعميقها. وإن استمر هؤلاء الحكام في مسايرة الغرب، فإن بلاد المسلمين ستعرف مزيداً من التقسيم والتفتيت مثل ما شهدناه في إندونيسيا والسودان، ومشاريع تقسيم الجزائر والمغرب على أساس عرقي معروفة غير خفية.

 

13- الحل الجذري والصحيح الوحيد لهذه المشاكل التافهة هو إلغاء الحدود التي رسمها الاستعمار، وإعادة شمال أفريقيا كما كان، ولاية من ولايات دولة الخلافة العظيمة، التي تنشر رايتها من المحيط الأطلسي غرباً إلى بحر الصين شرقاً، ومن أدغال أفريقيا جنوباً إلى أسوار فينّا شمالاً. وما ذلك على الله بعزيز.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد بن عبد الله

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع