لا بد لأي أمة مبدئية من دولة ترعى شؤونها وفق الأحكام التي آمنت بها، وتعمل على حمل هذا المبدأ رسالة إلى العالم. فكانت رسالة الإسلام نموذجاً فريداً لتطبيق المبدأ من خلال دولة على أمة، فاستمرت ما يقارب الثلاثة عشر قرناً، طبقت خلالها أحكام الإسلام على المسلمين وغير المسلمين من رعاياها، فخَبِرَ الناس التطبيق الصحيح لأحكام الله تعالى، ونعم رعايا الدولة بالأمن والعزة وحفظ الكرامة والعدل والرخاء الاقتصادي والازدهار الحضاري.

في ظل هذه الظروف جاء الانقلاب على الرئيس أبو بكر كيتا ففرنسا ومن خلال تدخلها العسكري بالشمال أوصلت عميلها للحكم وأزالت القادة العسكريين منفذي انقلاب 2012 وبمساعدة دول الجوار الجزائر والمغرب استطاعت أن تسوق حركة الطوارق المتمردة منذ 1960 لاتفاق سلام، لكن ضباط الجيش غير الموالين لفرنسا يعملون على عرقلته ببث الفرقة بين الموقعين على الاتفاق بالرشاوي وبتسهيل أعمال الجماعات المسلحة وعدم مجابهتها بالحزم اللازم وبإثارة النعرات القبلية

إن الذي يصوغ العلاقات بين الدول، هو المصالح التي تحددها الدولة؛ على ضوء ما تريد تحقيقه، أو تريد حمايته من أهداف؛ تحملها للحلبة الدولية بما يسمى بالسياسة الخارجية. وهذه المصالح تكون مبدئية؛ كنشر رسالة الأمة وقيمها، وقد تكون مادية كالسيطرة على مناطق استراتيجية، أو مناطق غنية بالمواد الخام، أو فتح أسوق تجارية وغيرها.

وقعت الحكومة الانتقالية السودانية والجبهة الثورية ممثلة في حركات التمرد، يوم الاثنين 2020/08/31م، اتفاق سلام بالأحرف الأولى في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، يعقبه توقيع نهائي خلال مدة زمنية لا تتجاوز الـ45 يوما